وَغُلِبَتِ يهود إعلامياًَ.. كذلك!!
22 محرم 1430
المسلم - خاص

هو نصر إعلامي للمجاهدين البواسل في قطاع غزة الأبيّ،يوازي ويكمل ويعزز النصر الذي كتبه الله عز وجل لهم في المواجهة المسلحة.وهي هزيمة ليهود في حرب الكلمة والصورة توازي وتكمل وتؤكد عمق الهزيمة العارية التي مُنُوا بها على أيدي القلة المؤمنة!!

 

وفي كلتا الساحتين انتصرت الفئة القليلة على الفئة الكثيرة،وفشلت الإمكانات الهائلة في العتاد والأعداد والأموال وجميع المقومات المادية المحسوسة!!وإلا فأين طاقات فصائل المقاومة في الحقل الإعلامي من قدرات الصهاينة المعروفين بسيطرتهم على كبريات وسائل الإعلام الغربية من صحف ومحطات تلفزة وإذاعات ....ناهيكم عن تواطؤ أكثر الإعلاميين في الغرب مع الباطل اليهودي بسبب الإرث الحقود المشترك على الإسلام وأهله غالباً،وبتأثير الخوف من أذرعهم الطويلة هناك بكل ما لكلمة"ذراع"من دلالات!!

 

الحجب والطمس:

منذ بدء العدوان الوحشي على غزة البطلة،كان التعتيم المطلق هو العنصر الأبرز في استراتيجية العدو،إذ تم منع الإعلام الأجنبي-برغم تأييده التقليدي لهم-من تغطية مجريات العدوان.ولذلك هدفان،أولهما:حجب خسائر الصهاينة وبخاصة في الجانب البشري ذي الحساسية الشديدة لدى الجمهور الأوسع من مجتمع قتلة الأنبياء،والهدف الثاني:الحيلولة دون افتضاح جرائمهم ضد المدنيين العزل وضد المنشآت العامة والخاصة كالمساجد والمستشفيات والمدارس والمنازل الآمنة.

 

وقام الإعلام الغربي بنصيبه من المؤامرة فامتنع عن بث الصور التي تكشف شيئاً من الفظائع التي تقترفها قوات الاحتلال على مدار الساعة،وهي صور التقطها مراسلو بعض الفضائيات الفلسطينية والعربية مثل القدس والجزيرة.والذريعة التافهة لدى هؤلاء الشركاء في جرائم اليهود أن الصور تخدش مشاعر جمهورهم الحساس!!وصدق من قال في مثل هذه المزاعم الكاذبة الخاطئة:هذا عُذْرٌ أسوأ مِنْ ذَنْبٍ!!!

 

من هنا،فإن تقرير بيتر ويلبي في الجارديان البريطانية عن أهمية الصورة في الحرب على غزة،يكتسب قيمة مضاعفة وبخاصة أنه كتب بنزاهة عن التاريخ الأسود للإعلام الغربي بعامة والبريطاني بخاصة في كل ما يتصل بالتعامل مع الصراع العربي الصهيوني.فقد اجترأت بعض الصحف البريطانية على نشر بعض الصور فكان أثرها أقوى من ألوف المقالات،كما أشار الكاتب إلى اضطرار الصحف الصفراء التي يملكها الثري الصهيوني روبرت مردوخ إلى نشر صور قليلة منها،كما وجدت نفسها مكرهة على تخفيض صوت ولائها الأعمى لمجازر اليهود ضد الفلسطينيين من قبل ومن بعد.

 

سقوط التغريبيين:

أما السقوط المدوي –وإن لم يكن مفاجئاً للمتابع-فهو سقوط مدرسة التغريب التي تعادي أمتها جهاراً نهاراً.والممثل الأشهر لهذه المدرسة الساقطة هو قناة العربية،التي تدار من قبل شخصيات مناوئة للإسلام والمسلمين،فازدادت عرياً في ملحمة غزة،بدءاً من التلاعب في الأخبار والصور نشراً وحجباً وتعليقاً،ومروراً بالحوارات أحادية الجانب بضيوفها المحددين سلفاً من المدرسة ذاتها(نبيل عمرو-صالح القلاب-حتى جزار الفلسطينيين محمد دحلان!!-.

 

بل إن الإعلام الصهيوني لم يبلغ ما بلغته "عبرية" عبد الرحمن الراشد من انحدار –ليس بمقاييس الولاء الشرعية أو القومية حتى-بل بالمعايير المهنية وبديهيات أخلاقيات الصحافة.فلطالما زيّفت هذه القناة التعسة أنباء عن دخول جند الاحتلال مدينة غزة وتجولهم فيها بسلاسة،في حين كانت الصور المرافقة-والآتية من قسم الدعاية في جيش العدو!!-كانت للجنود القتلة في منطقة قريبة من حدود قطاع غزة  وهي بعيدة كثيراً عن مدينة غزة.
أوليس مذهلاً أن صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية فضحت أكاذيب جيش الاحتلال فأكدت أن كل من اعتقلهم من الفلسطينيين في قطاع غزة هم من المدنيين وليسوا من المقاومين،ثم نجد عبرية الراشد تختلق قصة احتلال مدينة غزة بكل يسر مع أنها لم تسقط حتى  اليوم-ولن تسقط بإذن الله-رغم أنف مدرسة الخيانة العفنة.

 

تنويه مهم جداً:

نشر مركز الإعلام الفلسطيني في رام الله تقريراً موثقاً عن مخازي العربية في هذه الملحمة اعتمد على شهادات عدد من العاملين معها في فلسطين المحتلة ولا سيما في غزة.
ولأهميته نقترح على الراغب في التوسع قراءته كاملاً على الرابط الآتي:
http://www.almoslim.net/node/105246