د. محمد رأفت عثمان: الأزهر يمر بأزمة ولكنه قادر علي اجتيازها.. نرفض تشييع الأزهر.. نتوق لقناة أزهرية
17 صفر 1430
هبة عسكر
ظل الأزهر الشريف وسيظل منارة العلم لكل المسلمين فهو لا يخص قطرا بعينه بل هو خاص بكل مسلم على وجه الأرض ، وأمره وهمه يحمله كل من يحمل لواء الإسلام ، إلا انه واجه في الفترات الأخيرة الكثير من نقاط الجدل وظهرت الكثير من القضايا التي أثارت موضوع تطويره وضرورة النهوض به بعد تراجع دوره كأكبر مؤسسة سنية في العالم في ظل المطالب القبطية بإلحاقهم به، ومحاولات الاختراق الشيعي التي بدا الحديث عنها، وتصريحات شيخ الأزهر الأخيرة التي تثير الكثير من الجدل حول تأثيرها علي مكانة الأزهر.
 
ووصف البعض ما يتعرض له الأزهر الآن بأنها مكائد ومؤامرات لإسقاط هذا الصرح العظيم العملاق الذيخرج علماء كبارًا ساهموا بشكل فعَّال في خدمة الإسلام والإنسانية كلها.
 
وحول القضايا الأخيرة التي أثيرت حول الأزهر الشريف ومطالب تطويره كان لموقع "المسلم" الحوار التالي مع الدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية ، الذي أكد أن المرحلة التي يمر الآن هي مرحلة أزمة لابد الخروج منها سريعا لأنها قد تعصف بالأزهر الشريف ومكانته  ، مشيرا إلي أنه سيظل اكبر صرح إسلامي مهما حدث بفضل طلابه وأساتذته.
 
وأضاف أن فكرة فصل الكليات الشرعية عن العملية تهدف للقضاء على ثقل الأزهر باعتباره جامعة كبيرة ذات تأثير علمي وشرعي كبيرين ، فالإسلام لا يمنع أن يجمع الداعية بين الجانب العملي والشرعي ، موضحا أن هذا الفصل يعتبر مخالفا لقانون الأزهر .
 
أجرت الحوار: هبة عسكر
 
مزيد من التفاصيل في نص الحوار ... 
 
ترددت بعض المطالبات القبطية بحق الطلبة الأقباط في الدراسة بالأزهر الشريف .. رغم أن قانون الأزهر يرفض ويشترط أن يكون الدارس بالأزهر مسلما حاصلا على شهادة أزهرية لا تقل عن الثانوية.. فكيف تفسر ذلك الإصرار؟
 
هذه المطالب لا يمكن أن تنفذ علي ارض الواقع فقانون الأزهر رقم 103 لسنة 1961 ينص علي أن الدارس بالأزهر الشريف لابد أن يحمل شهادة أزهرية لا تقل عن الثانوية الأزهرية ، وهذا المطلب لا يتعدى مجرد فرقعة من احد الأقباط التي يريد الظهور ، حيث انه لا يصح الخروج عن القانون ، ولكنني اقتراح إنشاء كلية دراسات عليا للدراسات الإسلامية يقبل فيها غير المسلمين للإطلاع علي الشريعة الإسلامية بتعمق وليس بالصورة التي تشيع بين غير العلماء ، ويدرس بها أساتذة من الأزهر ، دراسات عليا واري أن تكون قاصرة علي الذين يحملون الماجستير والدكتوراه ، لان دراسة الشريعة الإسلامية لغير المسلمين لابد أن تكون له خلفية ثقافية عالية من السهل أن يقتنع بسمو الشريعة ، أما المستويات الاخري الأقل من ذلك سوف يكون هناك سيطرة فكرية عليهم ومن الصعب تغيير الفكر فيها ، أما المستوي العلمي الرفيع المتمثل في الماجستير والدكتوراه وبفكرة استثنائية الليسانس والبكالوريوس تجعله ينظر إلي المسائل نظرة اقرب إلي التجرد ، وسوف يتم عرض هذه الفكرة علي إدارة الجامعة والأزهر للنظر في إمكانية تطبيقها ، لان الأمر يحتاج إلي قانون جديد قال سوق يصدر قانون جديد لهذا الموضوع أو تعديل في قانون الأزهر بشكل يبعد عن التنصير ويكون بغرض الدراسة .
ولا مبرر لإصرار الأقباط علي هذه الخطوة فلما الأزهر الشريف بالأخص أيريدون أن يمثل مكان مستهدف للتنصير ! ، أم انه مجرد رغبة في إثارة الفتنة !.
 
يري الكثير أن هناك فروقا واضحة بين التنصير والدعوة  ، وتطرح الكثير من التساؤلات من الأوروبيين والغربيين وتقول لماذا تمنعون حرية التنصير في بلادكم الإسلامية، في الوقت الذي تدعون فيه إلى الإسلام في البلاد الغربية، وتنشرون فيها دينكم الذي يحرز انتصارات ملحوظة في خارج عالم الإسلام.. من وجهة نظركم ما هذه الفروق؟
المستقر في المنطق أن صاحب أي دعوة لا يري فتح الأفاق أمام الدعوات الاخري إلا إذا كانت تقبل الحوار والملاحظ أن الذين ينادون بإتاحة الفرصة للتنصير انما يريدون فتح الباب دون مناقشات ودون أقامة الحوار بين الطرفين فإذا كان المنصرون يريدون الدعوة إلي دين مخالف للإسلام فعليهم أن يلجاؤا إلي الحوار العلمي ، من خلال الكتب والندوات بشرط أن يكون بأسلوب علمي مبني علي الأدلة والعقول وليس علي أهاجة العواطف واستغلال حاجات الناس ، الملاحظ أن حملات التنصير التي تجتاح العالم الإسلامي تدعم بالأموال وليس الحوار.
ويري أصحاب الحملات التنصيرية أن نمو المادية والعلمانية يؤدي إلى تخفيف حدة العداء لتنصير المسلمين، فيحاولون بكافة الطرق تنصير المسلمين حيث رفضوا الالتزام بالحرية والإقناع وإنما باللعب علي وتر حاجات الناس.
ففي اندونيسيا ، اكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان المسلمين ، هناك ستة ألاف منصر يبلغون دينهم ، ويعملون كل طوال اليوم ، وهم ليسوا قساوسة ولكنهم دعاة ناشرون لدينهم .
 
والناظر بدقة أن الإسلام في دعوته نشر بالعقل والمنطق والإقناع وليس حد السيف أو استغلال حاجات الناس ودفعهم إلي الدخول فيه عنوة.
 
تراجع دور الازهر وتاثيره باعتباره اكبر مؤسسة سنية في العالم .. لماذا تراجع الأزهر؟
 
تراجع دور الأزهر يرجع إلي دور طلاب العلم أولا نتيجة ضعف المستوي العلمي سواء كان الأزهر آو غيره وتقام الآن دعوات للنهوض العلمي وعودة الأزهر إلي مكانته العلمية ، فعندما يضعف دور الخريج يضعف تأثيره في المجتمع سواء الداخلي او عندما يكون داعي للإسلام في الخارج ، ويعاني الأزهر من ضعف الإمكانيات المادية التي تؤهله لاستعادة دوره في نشر الإسلام وإرسال البعثات التي تحمل لواءه
فالتعليم الأزهري والعام منحدر في مجمله ولابد أن يجتمع له المتخصصين ، وتدرس جيدا
فعندما انهزم اليابانيين في الحرب العالمية الثانية نادوا بإصلاح التعليم وقالوا نحن انهزمنا في المعمل قبل كل شي ، فالمرحلة التي يمر الأزهر هي مجرد مرحلة أزمة وستنتهي قريبًا تحتاج إلي تركيز وإعادة نظر ولكنه قادر علي اجتيازها .
 
أكدت مصادر صحفية أن ضغوطًا شديدة تمارسها الحكومة المصرية علي مؤسسة الأزهر للقبول بفكرة تقسيم جامعته إلى جامعتين بفصل الكليات الشرعية عن العملية .. فهل يمكن ان تكون هذه الأيدي صهيونية أو أمريكية ؟ .. وما مصلحتهم من هذا الفصل؟
 
هذه فكرة خاطئة من أساسها لأنه يمكن أن يرجع الأزهر علي ما هو عليه من حيث قصوره علي ثلاث كليات فقط ، فانا أرفض الفصل نهائيًا لأن جامعة الأزهر من قديم الأزل متحدة تحت نسق واحد وأنها تساعد على تخرج طلبة على جانب عال من الثقافة الإسلامية الوسطية المعتدلة، إلى الجانب العلمي الخاص بدراسته.
 
واعتبر أن هذه الخطوة تعتبر تمهيدا لما يمكن أن يحدث مستقبلا وهو فصل هذه الكليات العملية نهائيًا عن جامعة الأزهر والاكتفاء فقط بالكليات الشريعة والعربية التقليدية، فهذه الفكرة هي ترديد لما كان ينادي به طه حسين الذي كان يدعو إلى فصل الكليات العملية عن الكليات الشريعة بجامعة الأزهر.
 
وهذه الخطوة تهدف للقضاء على ثقل الأزهر باعتباره جامعة كبيرة ذات تأثير علمي وشرعي كبيرين ، فالإسلام لا يمنع أن يكون الداعي طيبا أي يحمل مجهودات الدعوة تبعا للقانون رقم 103 لسنة 1961 .
أما عن نظرية المؤامرة ووجود أيدي صهيونية ولا أمريكية فلا يستبعد أي شي ولكن علي جامعة الأزهر لا يمكن لأنه رمز الإسلام ولا يمكن ولا نسمح المساس به.
 
نعاني هذه الأيام من الغزو الفكري والثقافي الغربي فيما يسمي بـ "العولمة" و"الأمركة" ما الدور الواجب للازهر باعتباره اكبر مؤسسة دينية في مواجهة هذه الموجة ، ومادوه في حماية شبابنا من هذا التيار؟
يتكون الأزهر من 5 كيانات كبيرة، تشكِّل فيما بينها الأزهر الشريف، والكيانات الخمسة هي: مشيحة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، وجامعة الأزهر، والمعاهد الأزهرية، والمجلس الأعلى للأزهر ،وبالتالي فالرد علي هذا الغزو علي مستوي الكيانات الخمس .
في رأيي يمكن أن تواجه مثل هذه الأمر بإنشاء قناة إسلامية تحمل شعار الأزهر وتمول تمويل كافي من الدولة ويكون المشاركون فيها يجيدون اللغات الشعوب التي توجه إليها ويكون مستوي البرامج في هذا القناة علي ارقي مستوي يمكن أن يواجه العالم الغربي وفي هذا يمكن أن يكون قد أوجدنا من العلماء من يستطيع أن يعبر عن إسلامنا ورسولنا الكريم التي تعرض للكثير من الإهانات النابعة من تقصيرنا في نشر الإسلام بالشكل الصحيح .
 
في ظل وجود الحركات التنصيرية والشبهات التي يُثيرها أعداء الإسلام .. نسألكم ما الشروط الواجب توافرها في الدعاة خريجي الأزهر الشريف ؟
 
كان الأزهر وسيظل أكبر جامعة إسلامية، وأقدم جامعة في الشرق والغرب وبالتالي فخرجيه لابد أن يكونوا علي مستوي هذه المكانة ، ولابد من عودته كما كان منذ أكثر من ألف سنة حصنا للدين والعروبة، يرتقي به الإسلام، ويتجدد ويتجلى في جوهره الأصيل.
وبالتالي لابد أن يكون خريج الأزهر في هذه الأيام بالإضافة إلي ثقافته الشرعية والإلمام بأحكام الإسلام فلابد أن يكون قادر علي الرد علي الشبهات التي يواجهها الإسلام الآن بلغة العصر وأساليبه ، وان يكون علي ملم باللغات الحديثة للشعوب الغربية التي يواجه الإسلام بها هجوم ولغات الدول الاخري التي يرسل الأزهر لها بعثاته لنشر الإسلام الصحيح الوسطي .
 
وافق شيخ الأزهر من قبل على قبول الطلاب الشيعة من لبنان للدراسة في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر فهل هي فعلا للدراسة او للتبشير الشيعي في ظل انتصار حزب الله الشيعي في حربه وتقدم المد الشيعي؟
 
بداية فنحن ندرس للطلاب في مصر والعالم الإسلامي المذهب السني ونتطرق للشيعي في الفقه المقارن، وبالتالي لا خطورة من الطلبة الشيعة بشرط ألا يصحب ذلك نشاط دعوى والعمل علي وراج المذهب الشيعي فنحن نرفض أي محاولة لتشيع الأزهر.
فالأزهر كان وسيظل جامعة سنية وتخرج طلاب أصحاب فكر سني معتدل حتى وإن درس بها الشيعة، فمع سقوط الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، تحول الأزهر عام 378هـ- 988م إلى جامعة تدَرَّس فيها العلوم الشرعية بمنهج أهل السنة فاخرج جيلاً بعد جيل من أصحاب المنهج السني وسيظل كذلك.
 
 
 ذكرت تقارير صحفية أن شيخ الأزهر وافق كذلك على إرسال أساتذة للدراسة في الفروع الفقهية بالجامعات الإيرانية، وإنشاء كلية أزهرية في طهران، وتبادل المناهج الدراسية والكتب بين الجانبين.. إلا ينقص ذلك من قيمة الأزهر باعتباره اكبر مؤسسة سنية في العالم.. او وجود هدف سياسي من وراء ذلك ؟
 
إذا كان الهدف هو إنشاء الفرع لغرض الدراسة فلا مانع منه بل يعتبر فرصة وخطوة ايجابية بشرط أن يقوم بالتدريس فيه أساتذة من جامعة الأزهر السنيين في سبيل توسعه في القيام برسالته، ولكن أن تستغل هذه الخطوة كهدف سياسي في توسيع نفوذ دولة ما فهذا مرفوض وأنا لا اعتقد ذلك ، كما انه من الصعب الآن افتتاح فرع للجامعة في إيران.
 
 
 
من المعروف أن الإسلام دين الوسطية، ومنه يدرس الأزهر جميع المذاهب على قدم المساواة.. فكيف تري إلغاء المذاهب الفقهية الأربعة؟
إلغاء تدريس الفقه المذهبي المأخوذ من التراث أمر خطير، لأنه يؤدي إلى الجهل بأحكام العبادات والمعاملات ، وكل ما يتعلق بالأحكام الشرعية  ، فهذه المذاهب يتم تدريسها في الأزهر منذ أن تم إنشاؤه، وستظل تدرس، أما الذي تم ففي إطار تطوير المناهج الأزهرية وتيسير فهمها على الطالب بحيث يكون أسرع فهمًا للمنهج المقرر عليه".
فهذا التطوير يجعل الطالب يختار المذهب الذي يتخصص فيه منذ دخوله المرحلة الثانوية كما هو متبع، فيدون رغبته في طلب الالتحاق بالمذهب الذي يرغب في دراسته لأن المذاهب الأربعة ستظل تدرس في المعاهد الأزهرية".
فالمرحلة الثانوية يدرس بها الطلاب الوافدون الذين يتلقون الفقه المذهبي، والذي يقوم على دراسة الفقه الإسلامي، على المذاهب الأربعة الشهيرة. وحينما تلغى دراسة هذه المذاهب بشكل تفصيلي فسيلغى تراث الأزهر وهذا لن يحدث.

البعض يشير إلى وجود بعض الضغوط الأمريكية لتغيير مناهج الأزهر.. فهل ترى فعلا مثل هذه الضغوط ؟
لم يحدث ذلك ولن نسمح نحن أساتذة الأزهر بأي تدخل مهما كان، كما أن تغيير المناهج يكون بناء علي دراسة مقننة من قبل الأساتذة المتخصصين ويكون بهدف التطوير لا لفرض أجندة لدولة خارجية علينا.

يرمي البعض بالكثير من التدهور في الأزهر الآن علي عدم استقلاليته عن الدولة.. فهل فعلا فصله يحقق له التطوير.. في ظل التخبط الآن في تصريحات وأفعال شيخ الأزهر؟
 
الأزهر طوال تاريخه العريق وهو يعتبر مستقل عن الدولة وان كان مربوطا بها نتيجة الجوانب المادية ، كما أن الربط بين التطوير واستقلالية الأزهر غير صحيحة في الحقيقة فالأزهر يحتاج إلي رفع مستوي الطالب والخريج بحيث يستطيع أن ينشر الرسالة الصحيحة المفترض أن يقوم ها .
 
ترددت الأخبار في الفترة الاخيرة عن قضية " الحوار مع الأديان الأخرى " أو مع " الغرب " بغية الوصول إلى تعايش سلمي - كما يقال - من خلال نبذ الصراعات والاعتراف المتبادل بين الجميع عن طريق إقامة المؤتمرات الحوارية واللقاءات ،وشارك فيها وفد من الأزهر .. ما نتائج مثل هذه الحوارات التي لم نسمع عن اي تقدم لها؟
 
أنا لاعترف بشيء اسمه حوار الأديان لأنه من الناحية الواقعية لم يثبت جدوى لمثل هذه الحوارات والتوجه إلي اعتبار الإسلام لا يجب نشره الآن حتى بين كبار المفكرين حتى إن أوباما عندما أرادوا خصومه إضعاف مركزه الانتخاب قالوا إنه من سلاله مسلمة وحاول هو أن ينفي كل ذلك كل الطرق بشتى الطرق.
 
دافع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عن حق أي شخص في تغيير دينه، وقال في كلمة له أمام "مؤتمر ثقافة السلام" لحوار الأديان في نيويورك إن حماية الحرية الدينية كانت الدافع وراء الحروب التي خاضتها بلاده في كوسوفا وأفغانستان والعراق وأنها وفرت حماية للمسلمين هناك .. فكيف يكون هناك حوار في ظل هذه الأكاذيب؟
لابد أن يكون الحوار بين العلماء .. لا يوجد بين أصحاب مناصب سياسة أو غيره ومنه لا ينبغي لأي رئيس أساسا المشاركة فيه ، وفعلا كل هذه أكاذيب هل حماية الحرية الدينية يعني سلب الأرض ويعني قتل الأبرياء ونهب ثروات البلاد، أنا بخصوص حديثه عن حق أي شخص في تغيير دينه فنحن في ديننا الخروج عن الدين يسمي ردة وهذه دعوة منه مزعومة باسم الحرية لوقف تقدم الإسلام ومواصله إنجازاته.
 
 
تحدث الشيخ يوسف القرضاوي عن أولويات الخطاب الديني في كتاب عن فقه أولويات الخطاب الديني ، والتي يجب أن يكون جيل الدعاة أكثر إلماما بها خاصة في ظل الهجمات التي يتعرض لها الإسلام والدعاة ، من وجهة نظرك ما تلك الأولويات؟
 
الخطاب الديني الآن لابد أن يكون مواكبا للعصر، فيجب أن تكون أولوياته الآن أولويات الأمة والتحرر الوطني والاستقلال وبالإضافة إلي كيفية الرد علي أعداء الإسلام في ظل الهجوم علي الرسول الكريم، إلي جانب التركيز علي وحدة الأمة وتكاملها فنحن نحتاج إلي تكامل عربي ووحدة إسلامية لمواجهة الهجوم الغربي علينا، ولابد أن تدرج ضمنه الموقف من إخواننا المحاصرون في فلسطين وكيفية نصرتهم وتقديم الدعم لهم.
 
أثارت مصافحة شيخ الأزهر لشيمون بيريز مشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم .. وأثير الكثير من الجدل حول منصبه فهل هو مجرد موظف ينفذ سياسة دولته .. أم انه يعتبر شيخ المسلمين وبالتالي ممثل لهم .. ؟
شيخ الأزهر الشريف يعتبر رئيس أكبر مؤسسة سنية، فالأزهر الشريف منارة الإسلام ومنبع نشر الإسلام في كافة أنحاء العالم، أما عن موقفه فلا أجد أي تعليق علي الموقف
 
هناك إجماع علي تراجع دور الأزهر رغم الاختلاف في الأسباب.. برأيك ما هو سيناريو تطوير الأزهر الشريف في ظل هذه المتغيرات التي تواجهه؟
 
لابد أن يسير الأزهر في جانبين: الأول هو تطوير الدارس بالأزهر ورفع مستويات الخريجين والثاني هو زيادة مخصصاته المادية لكي يتمكن من القيام دوره في إرسال البعثات وتوفير مستلزمات الدراسة والارتقاء بالأساتذة .