المتأمركون ومعركة غزة
27 صفر 1430
المسلم - خاص

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:216).
ولقد عشنا هذه الآية الكريمة واقعاً ملموساً في ملحمة غزة الباسلة التي قهرت اليهود المدججين بأشد الأسلحة فتكاً وتقدماً ومعهم أشياعهم من غلاة الصليبيين فضلاً عن فلول المنافقين مرضى القلوب والعقول!!
وبما أن النصر المؤزر الذي كتبه الله عز وجل للمجاهدين كان مفاجئاً وصاعقاً لعبيد التغريب،فقد اضطرهم إلى الجهر بكثير من سوءاتهم التي طالما حرصوا على تغليفها لتمريرها على البسطاء ما داموا أجبن من الكشف عن سخائم صدورهم السوداء.
لكن الله سبحانه كتب عليهم الخذلان حتى في ساحة الإعلام الذي يحتكرون أقوى وسائله،مثلما أخزى سادتهم في تل أبيب،الذين فضحوا عمالتهم على موقع وزارة خارجية العدو الصهيوني.
وهنا نعرض عينتين حصلنا عليهما في جولة عفوية قمنا بها في مختلف المواقع الإعلامية،لنؤكد خيبة عملاء الغرب وتلقيهم هزيمة نكراء بالضربة القاضية وليس بالنقاط.

 

المتأمركون وماذا قالوا عن مذبحة غزة:

تحت هذا العنوان المعبر كتب الزميل محمد بن عيسى الكنعان مقالة قيمة،استهلها بتعريف المتأمرك بأنه: (من تنسجم مواقفه السياسية مع الموقف الأميركي الذي ينطلق بشكل محدد من الرؤية الصهيونية في كل قضايا أمتنا التاريخية والطارئة).وبعد أن يستعيد تاريخهم الأسود في الملف العراقي،يقارن بين حقدهم على فلسطين بذريعة الخصومة مع حماس،وبين موقف الصحافي البريطاني الشهير روبرت فسك الذي هاله انحياز الإعلام الغربي إلى جانب المعتدي الدموي فقال: إن الغرب يتحدث كما لو كانت الدبابات الفلسطينية في شوارع تل أبيب!!ّويوثق الكاتب الفاضل حقيقة أن اليهود كانوا يخططون لاجتياح قطاع غزة منذ ستة أشهر،الأمر الذي ينقض أكذوبة المتأمركين العرب الذين رددوا كالببغاوات ما قالته سيدتهم ليفني من أن المجازر الصهيونية ضد القطاع جاءت رد فعل!!!!

 

انتحار اللبراليين السعوديين:

وهو عنوان مقالة جميلة وصادقة،وقعها الكاتب باسم مستعار هو"الكاتب المغمور".
ومما جاء في المقالة المتميزة:
في هذه الأيام يتألم المسلمون ويتمزقون حسرة وكمداً مما يجري لإخوانهم المسلمين في غزة من قصف وحريق وجوع .. فمن المسلمين من رفع يديه يلهج بدعاء يمتزج بالدموع.. ومنهم من أخرج من جيبه ما أبقته كارثة الأسهم .. ومنهم من كتب مقالة أو نظم قصيدة أو ألقى خطبة أو أعد تقريراً .. ومنهم من تجاوز ذلك كله وأفتى باستهداف المصالح الصهيونية في كل مكان.. وهم وإن كانوا لا يملكون فعلاً حقيقياً؛ حققوا على الأقل القدر الأدنى من شعور الجسد الواحد.
هذه مشاعر المسلمين وأحاسيسهم هذه الأيام إلا طائفة واحدة شذت عن ذلك كله تسمي نفسها (الليبرالية السعودية) فأسوؤهم من كتب يدين الفلسطينيين أنفسهم وأنهم السبب، و"أرقاهم" من استمر يكتب عن السينما والهيئة وزواج الصغيرات .. وكأن شيئاً بالجوار لم يكن !
يقول أحد الظرفاء: لو كان هؤلاء الذين قتلتهم الصهيونية في غزة إنما هم عُشّاق داهمت الهيئة شقتهم لرأيت اللطميات الليبرالية تتفجع عليهم صبحاً ومساءً .. وهكذا صار دم كهلٍ أراقته الصهيونية أرخص من ساعة إيقاف في مركز للهيئة !
تأمل معي فقط هذه العناوين في الشبكة الليبرالية التي يجتمعون فيها:
-حماس يخربون بيوتهم بأيديهم [عنوان مثبت]
-حماس تريد العرب أن يكونوا جزءا من المشكلة ، ولا تريدهم أن يكونوا جزءا من الحل! [عنوان مثبت]
-بدء العد التنازلي لزوال حماس.
-نداء للضغط على حكومة هنية لتستقيل وتحقن دماء المسلمين.
-قبل 24 شهر كانوا مجرموا حماس يلقون برجال شرطة السلطة الفلسطينية من الطوابق العليا .
-القضية الفلسطينية لا تعنيني كسعودي .
-هذا ما فعلته حركة حماس.
هذه كلها عناوين لموضوعات طرحت في الشبكة الليبرالية، وفيها من التعقيبات والتعليقات ماهو أسوأ من مجرد العنوان، وهذه المواقف السابقة هي الأسوأ، أما الموقف الليبرالي الأكثر شيوعاً الآن (والذي يعتبر أفضل من الموقف السابق) فقد حاول شخص آخر صياغته وطرحه في نفس الشبكة الليبرالية يقول فيه:
أفضل حل للتعامل مع قضية غزه كليبراليين
"الصمت " لأنه إن تكلمت و بررت قتل المدنيين بمسألة حماس فهذا عمل غير أخلاقي وتدليس وتزييف لأن المسالة الفلسطينيه الاسرائيليه موضوع كبير معقد يتخطى حماس وفتح، وراءه دول عقدت من هذه المشكله، سواء كانت بشكل مباشر كايران او من خلف الكواليس كالسعوديه، وسيكون موقفنا مخزيا ويستغل من اعدائنا.
وإن ايدنا حماس فهذا خطأ فادح، لان الاسلامويين قضيتهم فناء العالم كله وليست قضية فلسطين فقط، وبقاء الفكر الاسلامي ووحده من دون تنوع، وان لم توجد هذه القضيه ستفتعل قضية اخرى مع الغرب والمختلفين عنا . ايضا انا مع الحل السلمي لانه هو الحل الوحيد "العملي المنطقي" فإن أيدت حماس سنجعلهم يتكلون على التعبئه الاسلامويه والمزايدات والشعارات الصبيانيه " فلسطين من البحر الى البحر" والهياط الفاضى ويمارسون الخراب سواء كانوا يدرون او لايدرون .

 

وللاسف هذا مايريده حكام المنطقه باطنياً، وان تظاهروا امام الغرب بالاعتدال، وأعني مصر والسعوديه، وبالمناسبه هاتين الدولتين هما من عقدا المسأله بشعارات مصر القوميه، وشعارات السعوديه الاسلامويه، والتي تسببت بتغييب اي حل عقلاني للقضيه، قبل ان تاتي ايران وتزيد من الطين بله .
لذلك انا افضِّل وأقول ان من الحكمه كليبراليين "الصمت " وعدم التعليق سلبا او ايجابا إلى ان تنتهي الازمه بفتره زمنيه طويله) أ.هـ
ثم يورد كاتب المقالة خلاصة لعشرات المذابح اليهودية في حق الشعب الفلسطيني قبل أن تظهر حركة حماس بأربعين عاماً،وهي مذابح موثقة وردت مفصلة في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للراحل عبد الوهاب المسيري.