أنت هنا

التطاول اليهودي على المسيح وأمه.. ثلاث قراءات متباينة!!
27 صفر 1430

الاستهزاء اليهودي الخبيث بالمسيح عليه السلام وأمه البتول مريم، ليس خبراً، وفقاً للاعتبارات الإعلامية السائدة!! فما أقدمت عليه القناة العاشرة في تلفزيون الكيان الصهيوني ليس بجديد، وإنما هو استمرار لممارسة تقليدية يهودية عمرها عشرات القرون. فالضالون المضِلون دأبوا على قتل أنبيائهم، وبلغت بهم السفاهة حد التطاول الوقح على رب العالمين سبحانه وتعالى عما يفتري الظالمون. أما نبي الله عيسى بن مريم وأمه الصدّيقة التي أحصنت فرجها، فنصيبهما من أذى هؤلاء المارقين كبير وبشع، وهو مما ذمهم الله عز وجل لأجله في كتابه العزيز. قال عز من قائل: (( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) )) "سورة النساء-الآيتان 155و156".
ونحن المسلمين أمة العدل والاعتدال، ليس على طريقة قتلة الأنبياء الذين يزعمون أنهم شعب الله المختار، بل لأننا نؤمن بالأنبياء الكرام كافة، ومن قطعيات ديننا أن من يكفر بعيسى أو بموسى أو بأي نبي ذكره الله تعالى في كتابه أو ورد في السنة المطهرة، فإنه مثل من يجحد نبوة خاتم الأنبياء والرسل نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم. فنحن كما وصفنا رب السموات والأرض: (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) )) سورة البقرة-الآية285.  
أما النصارى الذين ساءهم اليوم سخرية اليهود بالمسيح-الذي غلوا فيه وألههوه!!-فما أعجب أمرهم!!فقد أمضوا مئات السنين وهم يطاردون كل يهودي بذريعة الصلب المفترى، ثم انتقلوا بمقدار 180درجة، فأخذوا يتآمرون مع الصهاينة ضدنا مع أننا نجلّ المسيح وأمه العذراء!!وذلك بعد مرحلة من التراجعات المخزية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الأمة التائهة ينطبق الأثر القائل:من أعان ظالماً سلطه الله عليه!!
وكانت مواقفهم في قضية الرسوم الدانمركية البذيئة مواقف غير مشرّفة في الجملة. ومن يتابع برامج فضائيات التنصير ومواقعه على الإنترنت، يهوله حجم السفاهة الكاذبة الخاطئة التي يخصون بها الإسلام ومقدساته. بل إن القناة الصهيونية اعتذرت عن برنامج الحقد على المسيح، ولم يقبل النصارى اعتذارها، في حين وقف الغرب كله بعلمانييه المزعومين ومتدينيه المتعصبين مع الرسام الدانمركي التافه وقبله مع سلمان رشدي، بالرغم من إصرار هذين الوضيعين على عدم الاعتذار من المسلمين!!
ثم أليس مما يثير غضب الحليم أن بابا الفاتيكان الحالي الذي استهل عهده على رأس الكنيسة الكاثوليكية بالافتراء على الإسلام وتزوير تاريخه، سوف يقوم بزيارة إلى كيان الغصب والجور والعدوان؟
صحيح أن النصارى الساخطين على الإعلام اليهودي يريدون منه تأجيل الزيارة أو إلغاءها، لكن مشكلة هؤلاء المزمنة أن زعيم أحبارهم معصوم في اعتقادهم المنحرف، ولذلك فسوف يستسلمون لرغباته مهما كانت جائرة!!
وأحفاد القردة والخنازير لم يرقبوا في المسلمين إلاًّ ولا ذمة، ولم يثمر فيهم العدل الفريد الذي عاشوه فقط في ظلال الدول الإسلامية، منذ البعثة النبوية مروراً بالخلافة الراشدة فالدولتين الأموية فالعباسية، وبخاصة في الأندلس التي طُرِدوا منها على أيدي فدريناند وإيزابيلا عندما انحسر الحكم الإسلامي عن الأندلس!! وكان الملجأ الوحيد أمامه أراضي الدولة العثمانية، التي جازوها جزاء سنّمار، إذ تآمروا عليها حتى أقاموا دولة لادينية على أنقاضها!!