صيد الإعلام
5 ربيع الأول 1430
المسلم - خاص

الشِّرْكُ شِرْكٌ ولو كره الهاشمي!!

تبث قناة المستقلة في الفترة الحالية سلسلة حلقات من برنامج جديد أطلقت عليه اسم (التوحيد والتجديد)، يدير الحوار صاحب القناة ومديرها محمد الهاشمي الحامدي، وضيف الحلقات –على الهاتف -هو الدكتور محمد الأهدل.
لكن مشكلة البرنامج تتمثل في اعتراض الهاشمي على استعمال التسميات الشرعية في مواضعها، مثل الشرك والبدعة وغيرهما من المصطلحات المعتبرة، والتي لا مهرب من إطلاقها في مناقشة تهدف إلى بيان التوحيد، وتحرص على التحذير من نواقضه ومن كل ما يخالفه أو يخدش نقاءه.

 

والأشد إيلاماً أن المذيع سمح في بعض الحلقات لشخص رافضي بتزيين باطله باستخدام أبشع الأوصاف لمخالفيه، مع دفاعه الشرس عن شركياته!! وعندما يأتي تعليق الضيف عقب عدة مشاركات يكون الرد متأخراً، وقد يغادر في أثناء ذلك بعض المتابعين فَتَعْلَقُ الشبهة الساقطة في أذهانهم ولا يستمعون إلى دحضها بالحجة الشرعية الحاسمة.
وفي حلقة غرة ربيع الأول1430، قال الرافضي: في بعض الدول العربية يقبّل الناس يد الحاكم الذي قد يكون تاركاً للصلاة، فأجاب المذيع ب، الناس في بريطانيا لا يقبّلون يد رئيس وزرائها!! وهنا أتاح –غفر الله لنا وله-أتاح للمضلل تمرير فريته، بأن خلط بين تقديس الأضرحة وهو عين الشرك، وبين ممارسة مرفوضة لكنها ليست مما يتقرب به إلى الله.

 

إن المأمول من الشيخ الأهدل تصحيح الوضع أو الاعتذار عن عدم المضيّ في البرنامج ما لم يعدل الوضع المغلوط. وعلى الهاشمي ألا يبالغ في مراعاة القوانين البريطانية على حساب القطعيات الدينية، فقد نفهم منعه تسمية فرقة أو طائفة، أما حظره تسمية الشرك شركاً فلا وألف لا.

***

 

عشق وحقد أعميان

في قناة أخبار المستقبل برنامج إعلامي مهني يشوهه اسمه الأعجمي(ترانزيت). وفي حلقة من البرنامج خُصّصت للتغطيات الإعلامية المتباينة لمجازر اليهود في غزة، جرت مباراة رديئة بين طرفين مغرضين، أحدهما: يوسف بزي-رافضي بقشرة علمانية مزعومة- الصحفي بجريدة المستقبل، والثاني: عماد خياط المذيع في إذاعة مونت كارلو الفرنسية الناطقة بالعربية.

 

فالهمّ الأوحد لبزي تلخص في بث كرهه الفظيع والمكشوف لحركة حماس وجميع فصائل المقاومة –بل لفكرة المقاومة نفسها!! -.وقد زعم أنه زار قطاع غزة فقد صورة رهيبة بلا أدلة باستثناء ادعاءات يعلم هو قبل سواه أنها عديمة القيمة مهنياً، مثل: قال لي شخص رفض التصوير والتسجيل ورفض ذكر اسمه!!!!!

 

ثم انتهى بزي إلى خرافة اليهود وغلاة الصليبيين فتحدث عما أسماه "الإسلام المسلح" الذي يراه في غزة والعراق وأفغانستان فقط!! لكنه لم ينبس ببنت شفة عن إرهاب يهودي ضجت البشرية منه، أو صليبي بات أنره يفتضح شيئاً فشيئاً، وهندوسي وبوذي ....بل إن بزي تجاهل إرهاب رهطه الرافضة وهنا تسقط أكذوبة ردائه العلماني الزائف!!

 

أما زميله خياط فكانت غايته القصوى تسويق موقف فرنسا الجائر من الأحداث، فادعى أن رئيسه ساركوزي حرص منذ وقت مبكر على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية!! متجاهلاً أن رئيسه "الإنساني" طار إلى شرم الشيخ فور انتهاء العدوان الصهيوني لحشد حلف عالمي ضد تهريب السلاح البدائي إلى فصائل المقاومة!

 

وتناسى خياط المفتخر بما دعاه "حياد" الإعلام الفرنسي –بما فيه إذاعة مونت كارلو-برغم تبعيته للحكومة، تناسى أن الحياد إزاء جرائم ضد الإنسانية يعد-وفقاً لقانونهم الدولي ذاته-تأييداً للوحش المعتدي!! علماً بأن الإعلام الغربي في غالبيته الساحقة كان منحازاً كلياً إلى جانب جيش الغزو اليهودي!!