هنيئاً لقناة العربية على مهنيتها!!!!
11 ربيع الأول 1430
المسلم - خاص

كلما سقط قناع من أقنعة قناة العربية حتى لم هنالك ستار يخفي عداءها لهوية الأمة، ومقتها الفظيع لكل ما هو إسلامي، وبخاصة إذا كان دعوة لمقارعة الغزاة المحتلين، تلجأ إدارتها إلى تغطية الفضيحة بإقامة مأتم للموضوعية والمعايير المهنية...
لكن الناس الذين بلغوا سن الرشد منذ زمن غير يسير،باتوا يسخرون من الفرية الجديدة،التي اضطرت العربية إليها اضطراراً.ومن يتابع وسائل الإعلام النزيهة التي تقبل بالرأي والرأي الآخر،يدهشه حجم الوعي المتنامي الذي أصبح سمة واضحة للجمهور الرشيد،حيث يقدم كشفاً تفصيلياً،لانتهاكات العربية لكل معايير الإعلام المتعارف عليها،بل ولخيانة مبادئ المهنة،التي لم تعد حكراً على فئة بني علمان المسيطرة على منابر الرأي الرسمية وشبه الرسمية في الأكثرية الساحقة من بلاد المسلمين.
ومن الأمثلة ما بثته القناة المذكورة صبيح وقف العدوان اليهودي على غزة المجاهدة،وكان الضيف هو صالح القلاب –وزير الإعلام الأسبق في الأردن وأحد الضيوف الثابتين في العربية!! لكنه أحد أشهر المتقلبين بين الأحزاب والخنادق والشعارات المتناقضة-.
كان القلاب في غاية السرور من قرار سيدته تل أبيب وقف إطلاق النار من جانب واحد،لأنه حَرَمَتْ حركة حماس من الاعتراف بها كطرف سياسي!!وقد أعماه الحقد عن جملة بديهيات،أولها أن حماس التي رفضت دائماً الاعتراف بالعدو لا تنتظر اعتراف العدو بها،فذلك الاعتراف الصهيوني لا يهم سوى القلاب وأمثاله،الذين يتسولون قبول العدو بهم خَدَماً أذلاء.
وفات المتقلب الشهير أن سادته اليهود سبق أت عقدوا تهدئة مع حماس!!وهذا نقيض زعمه!وقد تعامى الرجل عن قراءة الإعلام الغربي وبعض الصهيوني لوقف أولمرت عدوانه من طرف واحد باعتباره صفعة لجهود مصر المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ثم إبرام تهدئة!!
ولأن العربية "شديدة التمسك بالمهنية!!!"فهي لا تستضيف أحد القياديين في حماس مثلما توجب أبسط  بديهيات العمل الصحفي المحترم،ولذلك أتت بعد  القلاب مباشرة بقلاب آخر لا يقل عنه حقداً وكذباً واستعداداً لارتكاب التزوير العلني على رؤوس الأشهاد.
جاء رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة المدعو حافظ البرغوثي ليتجاوز في الكذب البواح حتى أبواق أولمرت نفسها-أما الإعلام اليهودي بعامة فكان فيه شيء من الصدق ليس له أثر في العربية ولا عند ضيوفها المختارين من فئة واحدة ولون واحد حاقد وموتور-.
قال البرغوثي بجراءة لا يُحْسَد عليها: إن "إسرائيل"انتصرت في حرب غزة انتصاراً استراتيجياً!!فقد تمكنت من إلغاء إرادة المقاومة الفلسطينية إلى الأبد!!-كذا والله-.ولم تترك لنا نحن الفلسطينيين سوى الاستسلام!!وليس التفاوض من أجل التفاوض حتى!!!وقد نجحتْ في غسل يديها من دم أطفال غزة بإعلامها وقف إطلاق النار من جانب واحد!!!!!!!!!!!!!!!
فكيف استطاع الرجل أن يتفوه بكذب من هذا الحجم والكمّ أمام ملايين الناس؟كيف يزعم نجاح سادتِه بني قريظة في إلغاء إرادةِ المقاومة بالرغم من فشلهم في استئصال حماس بل وفي تقليص عدد صواريخها بل في إطلاق جنديهم الأسير؟ولقد تباعنا أكاذيب أولمرت وليفني وباراك فما بلغ كذبهم مجتمعاً ربع كذب البرغوثي هذا!!ألم تجبرهم المقاومة على جلاء جيش الغزو عن القطاع خلال أسبوع واحد؟
ومتى  كان أزلام أوسلو يفاوضون أصلاً حتى يزعم أن العدو لن يفاوضهم بعد غزة؟أليسوا يستجدون تصريح مغادرة لعباس من استخبارات الصهاينة؟وكيف أعفى هذا العميل أعداء الله وقتلة الأنبياء من دماء أطفال غزة لمجرد اضطرارهم للفرار من غزة مدحورين مذعورين؟الم يقرروا فوراً تأسيس آلية لحماية مجرمي جيشهم من الملاحقة القانونية في أنحاء العالم بالرغم من انحياز حكومات الغرب كله إلى جانب مجازرهم الآثمة؟.
إن أي عاقل لو كان في موقع أصحاب العربية لقام بانقلاب شامل وعاجل ينسف الإدارة الفاشلة من باب المصلحة والنجاح الجماهيري،أو لأقفل القناة إذا كانت إدارتها الحالية تعبّر عن رؤية أصحابها،فالمشروع فاشل لأنه يؤذي هدفهم ولا يخدمه!!