جريدتكم اخترعتْ حواراً لا أصل له!!
2 ربيع الثاني 1430
المسلم - خاص

بشهادة الخارجية الفرنسية:

جريدتكم اخترعتْ حواراً لا أصل له!!

منذ سنوات وسنوات،دأبت وسائل الإعلام التغريبية على الافتراء وخيانة بديهيات الصحافة وتقاليدها وأعرافها،كلما اتصل الأمر بالإسلام والمسلمين والإسلاميين.فهي تخلط الخبر بالرأي لتضليل الجمهور،وتبتر من متن الخبر كل ما يتعارض مع مهمتها الدعائية غير المشرفة.

 

والشواهد على هذه الممارسات تراكمت حتى أصبح المرء في غنى عن التذكير بها،وإن كان بعض الناس قد ظنوا أن الصحافة الصفراء المأجورة سوف تكف عن هذه التصرفات بعد انتشار الفضائيات الإخبارية وشيوع الإنترنت وتزايد المتعاملين معها.فلم يعد التضليل ميسوراً مثلما كان في زمن الاحتكار والرأي الأوحد المفروض على الأمة،مع التعتيم الشامل على كل ما لا يلائم أهواء غلمان العلمنة ومصالح سادتهم في الغرب الصليبي واليهودي.
لكن الطبع يغلب التطبع،ولذلك لم يستطع هؤلاء التخلص كلياً من مسلكهم غير اللائق،وإن كان عدد المرات أقل من ذي قبل.

 

في الأسبوع الماضي،نسبت جريدة الشرق الأوسط إلى الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية مطالبة بلاده باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير في العاصمة القطرية إذا توجه البشير فعلاً إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها هناك بعد أيام.

 

وقامت الحكومة السودانية –كما هو مألوف-باستدعاء السفير الفرنسي في الخرطوم لإبلاغه احتجاجها الشديد على موقف باريس الاستفزازي الذي جاء في مقابلة الشرق الأوسط مع المتحدث باسم الخارجية الفرنسية.وهنا قامت قيامة الخارجية الفرنسية واضطر "اريك شوفالييه"الشخص الذي ادعت الصحيفة أنها حاورتْه ونسبت الكلام المثير إليه،اضطر إلى نفي الكلام جملة وتفصيلاً،بل نفى حصول الحوار أصلاً!!أي أن الصحيفة لم تقم بمحاورة الرجل ثم أساءت فهم كلامه أو حرّفتْ محتواه،فالمقابلة مخْتَرَعةٌ من ألِفِها إلى يائها!!!
وهكذا تكون أمانة المهنة وشرف الكلمة وإلا فلا!!

 

غير أن من يعرف تاريخ الصحيفة ولا سيما في عهود رؤساء تحريرها اللادينيين المتتابعين،لا تدهشه هذه الفضيحة التي لا تقع فيها صحف الحائط المدرسية.
ولا يشعر بأن الكذب على الأمة من قبل هذه الجريدة بجديد،كل من يتذكر البذاءات التي نشرتها الشرق الأوسط على موقعها في الإنترنت(29/12/2008م)،من تطاول إلحادي منسوب إلى قارئ مزعوم،يسخر من الإسلام ومن جبريل عليه السلام ويفتري على أن المؤمنين عائشة رضي الله عنها.فهل تكفي العداوة لله ورسوله وخيانة أمانة الكلمة لكي يتم تطهير الصحيفة من مدرسة التغريب الحقود الذي يصدر إلى الناس على أنه إعلام سعودي!!

***

 

اللغة الإسلامية!!

عندما بعث الله عز وجل نبيه الخاتم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم إلى الثقلين،لقي من قومه مشركي العرب عنتاً شديداً،لكنهم انتهوا فآمن أكثرهم وأصبحوا قادة فاتحين يعلمون الناس الخير،وهلك قلة ممن كابروا وأصروا على كفرهم.
أما أهل الكتاب فقد نهش الحقد والحسد قلوب أكثرهم،فدأبوا على التنفيس عن مكنونات صدورهم بالكذب والتزوير واختلط البغض عندهم بالجهل والتجاهل،وهو ما يتضح بخاصة في مسالك المنصّرين وغلاة المستشرقين.

 

السناتور الأمريكي السابق أريك سانتورم نموذج لهذه الفئة،فقد ألقى محاضرة مؤخراً عن الإسلام انتقد فيها مواطنيه الأمريكيين لجهلهم بحقيقة الإسلام!!وقد أوضح مراده بنقص معلومات شعبه عن الإسلام،بما يسميه الفاشية الإسلامية.وبالرغم من تهافت كلام الرجل وتشويهه الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه،فإن المدهش جهله بأبسط المعلومات البديهية عن الإسلام.ففي المحاضرة نفسها والتي ألقاها في صرح علمي"جامعة"يزعم سانتورم أن القرآن الكريم مكتوب باللغة الإسلامية!!أي أن مدّعي العلم الجهول يتوهم أن الإسلام لغة خاصة بالمسلمين!!

 

فهل من عجب في جهل الأمريكيين الكبير بالإسلام،ما دامت هذه حال نخبتهم التي يفترض أنها هي التي تقود مسيرة العلم والتوعية؟وهو ما عبر عنه الشاعر العربي من قديم بقوله:

أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمو      قد ضل من كانت العميان تهديهِ