23 ربيع الثاني 1430

السؤال

أنا سيده ابلغ من العمر 35 عاما متزوجة وعندي ثلاثة أطفال واعمل مدرسه , مشكلتي منذ كنت طفله صغيره هي أمي حيث اكتشفت أنها مختلفة عن جميع الأمهات , فهي أم قاسيه جدا تجاه أبنائها دائما تسخر منا وتحقرنا ودائما تدعو علينا بالفشل ودائما غاضبة و ساخطة بل أيضا تثير بيننا المشاكل وتقول لكل واحد إن الآخرين لا يحبونك قطعت علاقتنا بجميع الأقارب ولم اشعر في أي يوم بأي عاطفة أو حب من خال أو عم , وزوجي أيضا إنسان غير متفاهم فهو دائما هو وأهله يسخرون مني بسبب تصرفات أهلي مما يسبب لي الإحراج , أما والدي فطبعه قريب جدا من طبع أمي ولكن هو إما في العمل أو في المسجد أو نائم ودائما هو وأمي في مشاكل وصراع بسبب بخل والدي وبسبب طلبات أمي , أنا دائما اشعر بالنقص والقلق , أرجو أن تنصحوني كيف أتصرف؟

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

العنف الأسري من الظواهر التي تفشت كثيرا في مجتمعاتنا ، وللأسف الشديد إن التعرض للعنف الأسري لا ينحصر خطره وعواقبه على الأسرة التي يمارس فيها العنف لوحدها ، بل يتعداها ليطول المجتمع بأسرة .. لأن الأسرة هي أساس ولبنة المجتمع. ومن المعتاد أن تتجه أصابع الاتهام دوما إلى الرجل ليكون هو المسئول الأول عن حالات العنف التي تقع في نطاق الأسرة بصفته الطرف الأقوى.. ولكن هذا الاتهام ليس صحيح دائما.
أختي الفاضلة...
ما تتعرضين له الآن هو احد أشكال العنف الأسري الذي بدأ معك منذ ولادتك من قِبل والديك واهلك، واستمر بعد زواجك ليأخذ شكلا أخر من قِبل زوجك وأهله، وهذه المشكلة شائكة ومعقدة وتحتاج إلى الكثير من الوقت والصبر والبحث والجهد لحلها، ولكي نصل للحلول المناسبة يجب أن نتعرف على الأسباب الحقيقية لنتمكن من حلها.
فمن المعروف أن أهم أسباب العنف الأسري هو سوء اختيار الزوج، واختلاف المستوى الديني، أو الثقافي أو الاجتماعي أو المادي أو التعليمي بين الزوجين، خاصة إذا كانت مستوى الزوجة أفضل من الزوج، مع وجود قلة الوازع الديني لدي الزوج لأنه لن يراعي الله في معاملته لزوجته ولن يتقيه فيها، كما تلعب العوامل النفسية والجنسية دورا كبيرا في استفحال ظاهرة العنف الأسري.
لذا فالحل هو الرجوع إلى ديننا الحنيف والالتزام بشرعه وتوجيهاته قلبا وقالبا، وقد وضع لنا ديننا منهجا ودستورا مميزا يجب أن نتبعه لنعيش حياة سعيدة داخل أسر مستقرة... وقد حث الإسلام على حسن التبعل للزوج وحسن معاملة الزوجة ووضع الأسس والقواعد والقوانين التي ينبغي علينا جميعا الالتزام بها لنتمكن من بناء اسر صحيحة والعيش في مجتمع صالح فعال.