28 ربيع الثاني 1430

السؤال

السلام عليكم.. أنا فتاة ملتزمة ومحترمة والحمد لله..
مشكلتي تتمثل في أنني في صداقاتي أرتاح وأثق في الشباب أكثر من الفتيات مما يجعلني مقربة للشباب أكثر.. غير أن هده الصداقات امتدت إلى صداقات عبر النت لكن دون الإخلال بالاحترام والأخلاق الحميدة؛ فبالنسبة لي الجميع إخوة.
أريد رأيكم في حالتي.. أي الصداقة بين الجنسين وخصوصا عبر النت.. وشكراً

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

الصداقة المشروعة بين الجنسين هي الصداقة التي تكون بين الأب وابنته.. والزوج وزوجته.. والأخ وإخوته...وبين المرأة ومحارمها بشكل عام .. وقد حث عليها الإسلام لما فيها من تدعيم للروابط والتراحم الأسري. أما الصداقة الخارجة عن ذلك الإطار فهي دخيلة على ديننا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا.. وهي من أخطر أنواع الصداقات.. لأنه من الممكن أن تطغى فيها العاطفة فتتغلب على العقل ولو بعد حين .. فتقود أحد الطرفين أو كلاهما إلى ما لا تحمد عقباه.
اختي الفاضلة..
مهما كانت النية البريئة التي يحملها كلا الجنسين لبعضهما البعض..إلا أن الدين واضح وبين.. وقد حثنا أن نبتعد عن الشبهات .. ومن الطبيعي أن لا تخلو أي علاقة أو صداقة بين جنسين من الشبهات .. وقد ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن أعظم فتنه على الرجال من بعده هي فتنه النساء حيث قال:" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " فكيف يمكن أن تنشأ صداقة بريئة دون أي عواقب بين الفاتن والمفتون!!
ويرى معظم العلماء من المنظور الإسلامي عدم جواز الصداقة بين جنسين مختلفين لا تربطهما أربطة شرعية،ما لم تكن لضرورة، على أن لا تخرج عن النطاق الشرعي، ولا تدخل دائرة المنكر.
ورغم أن البعض يؤكد حرمة استخدام الانترنت في الاتصال أو مخاطبة الجنس الآخر، إلا أن الأصل في الحكم بالجواز أو عدم الجواز ليست في الوسيلة الناقلة للخطاب، ولكن في مضمون الخطاب نفسه، وما إذا كان هذا المضمون منضبطاً بضوابط الشرع أم لا.
كما يرى البعض أن التحاور الفكري والحوارات البشرية وتبادل الأفكار عبر الانترنت- كأن يكون الحوار المتبادل حول إظهار حق أو إبطال باطل، أو عندما يكون من باب تعليم العلم وتعلمه- فذلك لا بأس فيه بشرط أن يكون ملتزما بضوابط معينة، ويبتعد عن المحظورات والشهوات ، وكان في الحدود المتعارف عليها بعيداً عن الخلوة وعن المحرمات، وما لم يؤد إلى محذور شرعي، شرط أن تكون النية فيه نية صادقة، مجرده من الخبائث، وان لا تتخطى المحاورات نطاق الفكر والعقل ، والضوابط الرئيسية لضمان شرعيتها
ومن أهم ضوابطها الجدية في تناول المواضيع، وعدم الاسترسال في أحاديث لا طائل من ورائها .. وعدم استخدام الصور بأي حال لأنها من مداخل الشيطان .. وقد تزين الباطل وتهونه على النفس.. ويجب الالتزام بآداب الإسلام في الحوار والنقاش، والحرص على أن تكون المداخلات ذات قيمة، وان يكون الحوار عبر ساحات عامة يشارك فيها من يريد ، وليس حواراً خاصاً بين الرجل والمرأة لا يطلع عليه غيرهما ، لأن ذلك من أبواب الفتنة سواء للرجل أو المرأة وهو مجلبة للفساد من وجوه شتى ، أو الدخول في مواقع الدردشة فمعظمها أوكار فساد ومصايد للشيطان، لأنها قد أفسدت الكثيرين حتى خسروا دينهم ودنياهم
فالأولى أن يتقى الإنسان ربه وان يبتعد قدر الإمكان عن تكوين مثل تلك الصداقات، حتى لا يكون سبباً في فتنة غيره، أو ينجر إلى ما بعد ذلك فيقع في المحظور دون أن يدري.