الشيخ حسن أويس:لا جدوى من حوار الحكومة..بصدد توحيد جهودنا مع "الشباب"..دافعت سابقاً عن شريف..لن نوقف "المقاومة"لـ"تضرر المدنيين"
12 جمادى الثانية 1430
محمد أحمد عبدالله
في حواره مع موقع "المسلم" بدا الشيخ حسن طاهر أويس رئيس الحزب الإسلامي مصراً على عدم الالتقاء برئيس الصومال شيخ شريف أحمد، معتبراً أن الحكومة الحالية خرجت عن "دائرة الشريعة"، ممتنعاً في الوقت نفسه عن تكفير أفراد حكومة الصومال، مؤكداً "لا بد من التريث والتثبت في هذا الشأن".
ورفض الشيخ أويس إيقاف "المقاومة" ضد الحكومة بسبب ما يقال عن تضرر المدنيين بسبب ذلك، موضحاً أن تلك حيلة ينأى بالإعلام عنها.
ودان القيادي بالمحاكم الإسلامية جناح أسمرا أداء الحكومة الصومالية معتبراً أنها قد صارت "ألعوبة في أيدي المجتمع الدولي؛ ولا يملكون قرارهم؛ لذا لا جدوى من اللقاء معهم".
وفيما يلي نص الحوار:
 
 
تمّ انتخابكم رئيسا للحزب الإسلامي خلفا للدكتور عمر إيمان أبوبكر فما هي دلالة هذه الخطوة؟
هذا عمل روتيني ويحدث دائما انتخاب مسئول جديد خلفا لمسئول سابق انتهت ولايته لأي سبب من الأسباب؛ لذا فإن انتخابي رئيسا للحزب الإسلامي ليس أمرا غريبا.
لكنك لم تكن عضوا في الحزب الاسلامي فكيف أصبحت فجأة رئيسا للحزب؟
أنا كنت من قيادات المحاكم والحزب الإسلامي امتدادا للمحاكم الإسلامية؛ وبالنسبة لرئاستي للحزب جاءت بعد حدوث ترتيبات معينة من قبل مجلس الشورى المحاكم تمهيدا لاختياري رئيسا للحزب.
بعد عودتك من المنفى رفضت اللقاء مع الرئيس شريف الشيخ أحمد هل مازلت على موقفك بعد أن أصبحت رئيسا للحزب؟ أم أن هناك توجها جديدا في هذا الشأن؟
في الحقيقة بذلت جهدا ووقتا ثمينا من أجل محاولة التفاهم وإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية؛ وذلك عندما كانت الأمور في أيديهم؛ لكن الآن أصبحوا ألعوبة في أيدي المجتمع الدولي؛ ولا يملكون قرارهم؛ لذا لا جدوى من اللقاء معهم؛ ولا يمكن أن يؤدي إلى أي حل؛ والآن أصبحت مشكلتنا مع المجتمع الدولي وليس مع شريف الذي لا يملك من أمره شيء.
هل نفهم من كلامك بأنكم أدركتم أهمية ودور المجتمع الدولي في القضية الصومالية بعد أن كنتم تعارضون اتصالات الشيخ شريف مع المجتمع الدولي؟
عند ما أقول لك بأننا في مواجهة مع المجتمع الدولي فنحن لا نتحدث عن دول العالم ككل فهناك دول ومجتمعات كثيرة تريد الخير للصومال وتحب الاستقرار له لكننا نتحدث عن الدول التي هاجمتنا أو قصفتنا أو اجتاحت قواتها لبلادنا أو جميع القوى التي شاركت أو باركت العدوان علينا هذه هي الدول التي نحن في مواجهة معها.
من هي هذه الدول؟
ليس من المهم تسميتها لكننا نشير إلى تصرفاتها وسلوكها معنا.
جناح التحالف في جيبوتي بقيادة الشيخ شريف؛ بدأ في أول الأمر مقاطعة الاتصال المباشر مع الحكومة الانتقالية والتفاوض عبر الوسيط الأممي أحمدو ولد عبدالله؛ وبعد جلسة أو جلستين بدأ أعضاء التحالف الانخراط مع الجانب الحكومي وإزالة كافة الحواجز النفسية حتى انتهت المحادثات بتقاسم السلطة فهل من الممكن أن تكرروا نفس التجربة؟
نحن رفضنا المفاوضات في ظل الاحتلال ولا زلنا على موقفنا وقلت للاخوة معي في اسمرا حتى لو وافق التحالف بأكمله فإنه لا يمكنني أن أقبل؛ ومطالبنا من المجتمع الدولي هو انسحاب القوات الافريقية ورفع أيديهم عن التدخل في شئوننا وترك الصومال لأهله.
تفيد بعض المصادر القريبة بالتحالف أن الشيخ شريف دخل المفاوضات على أساس قرار اتخذه التحالف وأنتم كنتم على علم بالمفاوضات التي دخلها الشيخ شريف؛ وعندما انتقل التحالف من أسمرا إلى جيبوتي انتقل إلى جيبوتي مع الشيخ شريف 122 عضو من أصل 191 عضو من أعضاء اللجنة المركزية بينما بقي معكم في أسمرا حوالي 30 عضو فلماذا لا تنصاع للأغلبية؟
هذا لا أساس له من الصحة ورغم ذلك أنه لا يمكني الانصياع لظلم بدعوى الأغلبية؛ والحقيقة أن هذا الأمر كان خاصا بشريف ونحن طلبنا منه الاجتماع في أسمرا وعرض الأمر على اللجنة المركزية فرضوا ذلك؛ وقيادة المقاومة في الداخل أيدت موقفنا؛ ولجنة الوساطة في اجتماع صنعاء أيدت وجهة نظرنا فيما يخص نقطين من أصل ثلاث نقاط كانت محل خلاف؛ ورغم ذلك واصل شريف مشواره وصادق مؤيديه النقاط الثلاث محل الخلاف.
ما هي علاقتكم بحركة الشباب المجاهدين؟
تربطنا بحركة الشباب شراكة في العمل الجهادي ونحن بصدد توحيد جهودنا في الميدان.
لكن حركة الشباب تكفّر خصومها وبشكل خاص الحكومة الانتقالية بقيادة الشيخ شريف وتصف بأنها حكومة ردّة فهل توافقون مع الشباب على تكفير الخصوم؟
لابد من التفريق بين الحكومة كنظام وبين الأفراد فنحن لا شك لدينا بكفر النظام الحكومي وبالنسبة للأفراد فإن إطلاق الكفر أو الردّة عليهم يختلف من شخص لآخر لذا لا بد من التريث والتثبت في هذا الشأن.
دائما تنتج الازدواجية في السلطة عندما تصبح قوى مسيطرة على مقاليد الأمور على حساب القوى الرسمية، ويرجع كثير من المراقبين أسباب الأزمة بين الترابي والبشير إلى غموض الحدود الفاصلة بين سلطات الرجلين ونفوذهما في الحكم؛ ونفس الحكاية هو ما يجري بينكم وبين الرئيس شريف هل هذا صحيح؟
قد يكون صحيحا.
علاقتك بالشيخ شريف هل كانت علاقة المريد بشيخه والذي تمرد عليه أم مسئولين شركاء في المشروع الاسلامي؟
أنا لا أقول أنه كان مريدي لكن منحناه فرصا وتسهيلات كثيرة حتى وصل إلى هذا المستوى وحتى في أسمرا عندما حاول البعض أن يعترض على ترشيحه تصديت لذلك ودافعته حتى اختير رئيسا للتحالف.
في كثير من تصريحاتك ذكرت بأنه لا يوجد خلاف شخصي بينك وبين الشيخ شريف وإنما هناك خلاف حول المبادئ ؛ وفي وقت لاحق من عودتك من المنفى صرحت بأنه من الممكن أن ترحب من إعلان عبدالله يوسف لتطبيق الشريعة لكنه لا يمكن القبول من الشيخ شريف، ألا يبدوا أن المسألة أصبحت شخصية وأن الشيخ شريف أصبح لديك غير مرغوب حتى ولو أعلن تطبيقه للشريعة؟
صحيح ليس بيني وبين شريف مشكلة شخصية وبعض العلماء يعتقدون أنما يحدث بيننا هو من باب ما حدث بين عليّ ومعاوية وشيوخ العشائر يعتقدون أنها من باب ما حدث بين علي مهدي وعيديد (مع العلم أن الشريف ينتمي إلى نفس عشيرة علي مهدي؛ والشيخ اويس ينتمي إلى عشيرة عيديد؛ وأن علي مهدي انتخب رئيسا للصومال خلفا لسياد بري لكن الجنرال عيديد الطامع في الحكم عارضه بشدة [المحرر])؛ ومهما كانت فأنا أعتقد أن الشريف كان في الدائرة لكنه اختار أن يكون في خارجها وعبدالله يوسف كان في خارج الدائرة واختياره للشريعة بمثابة الدخول إلى الدائرة والداخل أقرب إليك من الخارج.
وتقصد بالدائرة الاسلام؟
أي نعم الشريعة.
الصومال مجتمع قبلي والجروح الناتجة عن التصادمات القبلية لا تضمد بسهولة فماهي الضمانات التي يقدمها الشيخ أويس للمجتمع الصومالي بأن لا يكرر تجربة عيديد مع علي مهدي؟
هناك حقيقتان ولابد من الادراك لهما وهي أن الأعمال لا تكون الا بالنيات لذا عليهم أن يتركوني ونيتي والثانية هي أن قبيلة هبر جدر التي ننتمي اليها أنا وعيديد فكلها في صف شريف فعبدالقادر على عمر –وزير الداخلية؛ وعبدالرحمن عبدالشكور وزير التخطيط والتعاون الدولي؛ ومحمد جعمطيري – برلماني ووزير سابق؛ وجوبانلي ضابط في الجيش وحتى يوسف انطعدي – مسئول الدفاع للمحاكم سابقا والذي كان معنا قبل قليل انضم اليه؛ وشيوخ عشيرتي اجتمعوا معي في هذه الغرفة وأعلنوا بانهم لن يشاركونني في حروب جديدة؛ إذا كان عيديد يقود هبرجدر في حربه مع علي مهدي فإن هبرجدر اليوم تؤيد شريف ونظامه. إذن كيف يمكن الاتهام بي بتكرار عداوة عيديد لعلي مهدي.
الشيخ أويس هناك مشكلة تمثل في استهداف المدنيين في القصف العشوائي المتبادل بين مجموعات المقاومة من جهة والقوات الافريقية والحكومية من جهة اخرى فدائما المتضرر الأول من المواجهات المسلحة هم من المدنيين الأبرياء فهل عندكم مخرج لهذه المشكلة؟
المشكلة الحقيقية ليست تضرر المدنيين وإنما هو حجب الحقيقة والتكتيم الاعلامي على من تقع مسئولية استهداف المدنيين وأنتم أصحاب الاعلام لماذا لا تشيرون إلى المصدر الحقيقي لهذه المشكلة وهي القوات الأجنبية والتي عندما يطلق عليها رصاص من بندقية آكي47 يستخدمون المدافع الثقيلة ويقصفون على الأسواق المزدحمة والأحياء السكنية؛ وأنتم بدلا من الاشارة على هذه الجريمة التي يرتكبها القوات الأجنبية تقومون بتشويش المواطنين وتعبئة الرأي العام ضد المقاومة وتحميل المجاهدين بمسئولية هذه الجرائم عن طريق ربط عمليات المقاومة باستهداف المدنيين من قبل العدو مما يعني أن على المقاومة تعليق أنشطتها المسلحة ضمانة لسلامة المواطنين؛ مما يعني استقرار الاحتلال والسماح له؛ وهذا أمر لا يمكن القبول به ونحن غير مستعدين لوقف عملياتنا ضد القوات الأجنبية والنظام العميل له.
لكن المقاومة نفسها تستخدم مدافع الهون لقصف المواقع الحكومية ومواقع القوات الافريقية والتي بدورها تؤدي إلى تضرر المدنيين من خلال انحراف المدافع عن أهدافها؛ أو قد تتسبب تضرر المدنيين عن طريق استخدام الأسواق وأماكن تجمعات المدنيين كمنصات لإطلاق المدافع والتي ستؤدي إلى استهداف مصدر الهجمات مع العلم أن القوات الافريقية تستطيع تحديد موقع اطلاق المدافع عليها؟
هذه حيلة قديمة حاول استثمارها الإثيوبيون والذين كانوا يحاولون ربط أمن المدنيين بأمنهم وعندهم شعورهم ثقل ضربات المقاومة كانوا يستهدفون أحياء سكنية بعيدة عن منطقة الصراع.
إذا لا تملكون أي خيار آخر لا يؤدي الى تضرر المدنيين مع استمرار عمليات المقاومة؟
                                                                      وهل عندك أي خيار آخر؟
أنا لست عسكريا ولا ملما بالأمور العسكرية وأنت خبير عسكري برتبة عقيد فلماذا لا تحاول البحث عن أساليب أكثر دقة وسلامة للمواطنين؟
المهم هذه حيل وألاعيب للعدو يحاول النيل من المجاهدين عن طريق إثارة موضوع تضرر المدنيين من أعمال المقاومة.
يعتقد بعض المراقبين أن المشهد الصومالي هو نسخة مكررة من الحالة الأفغانية من حيث الأيدلوجيات الدينية والفكرية والتدخلات الأجنبة وحتى الأسماء والألقاب هناك تطابق فما تعليقك على هذا الوصف؟
قد يكون هذا الوصف حقيقة من تشابه بعض الأشكال من هنا وهناك لكن أعتقد أن الفرق يكون في الجوهر حيث لا نتصارع على أساس قبلي ولا طمعا في الكرسي وإنما المشكلة استمرار الاحتلال ورفضنا لوجوده وهوما يحاول المجتمع الدولي أن يجعله علينا أمر الواقع الذي لا مفر من قبوله؛ ونحن نطالب تركنا وشأننا ويراقبوننا من بعيد إذا كنا سنتصارع على أساس القبائل أو على أساس المناصب القيادية.