رئيس إيران والتطاول العلني على الصحابة
28 جمادى الثانية 1430
المسلم - خاص

رئيس إيران والتطاول العلني على الصحابة

انشغل الناس بأنباء تزوير الانتخابات الرئاسية الإيرانية والحريق الذي أطلقته في الشارع هناك، فلم يتنبهوا إلى الجرم الفادح الذي اقترفه محمود أحمدي نجاد في خطاب وجهه إلى الإيرانيين بمناسبة فوزه المشكوك فيه-من قبل12مليون ناخب إيراني على الأقل-.فهذا الحقود الناشئ في مدرسة البغضاء بقيادة خميني وعلى درب أسلافه الصفويين، لم يجد ما يستر به فضيحة تزويره للانتخابات بتأييد من الحاكم الفعلي علي خامنئي سوى الكذب على خير البشر بعد الأنبياء وهم أصحاب خاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.ونجاد اعترف في سفاهته هذه بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات وهو راضٍ عن الزبير وطلحة –وهما الصحابيان الجليلان اللذان افترى نجاد عليهما-.فليس رضى الله ورسوله هو المهم عند المجوس الجدد بل رضى كهنة الدين الرافضي الذي أسس قواعده الأولى اليهودي ابن سبأ!!

 

قد يقال-بحق-: أليس الافتراء على الصحابة الكرام ممارسة نمطية يومية لأنه أصل معتقد أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، فلماذا الاهتمام بكلام نجاد الذي ليس فيه جديد؟لكن السؤال المشروع لا يطمس خصوصية الجريمة الجديدة، فهذه سموم يطلقها رجل يفترض أنه رجل سياسة، فكيف والكذب-المسمى: تقية-هو تسعة أعشار الدين، فما الذي دعاه إلى هذا الفعل الشائن علانية، ولا سيما أن القوم يسعون منذ زمن طويل إلى خداع العوام وأرباع المتعلمين من أهل السنة، زاعمين أن الخلاف بين الفريقين مجرد خلاف فقهي في الفروع فقط؟!

 

ومما لا تخفي دلالته على لبيب، أن الفعل على هذا المستوى الصريح، أنه يعد شاهداً عملياً على حجم الظلم الرافضي الواقع على ملايين أهل السنة المنكوبين بنظام آيات قم.وإلا فهل يجرؤ أعتى المستبدين على استفزاز عشرات الملايين من مواطنيه بأن يزدري عقائدهم ويشتم رموزهم؟

 

وإذا كانت غفلة البسطاء عن فعلة شنيعة كهذه غفلة مفهومة بتأثير التضليل الإعلامي وضعف العلم الشرعي في أوساط مجتمعات مسلمة عديدة، فإن ما يثير العجب تغافل الإعلام العربي لثقافة البغضاء التي يطلقها رئيس دولة بلا مناسبة أصلاً!! فوسائل الإعلام العربية التي تناوئ طهران فقط في نطاق المسرحية الأمريكية تجاهلت الواقعة كلياً ناهيك عن التعليق عليها في الحد الأدنى!! غير أنه بمعرفة السبب ينقضي العجب، فليس للتغريبيين من عدو سوى الإسلام وأهله ودعاته!!

*****

 

تطبيعيون سعوديون

عَقَدَ الدكتور محمد الحضيف مؤخراً مقارنة ذات دلالة بين موقف كل من الكاتب المصري المعروف فهمي هويدي ورئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية جمال خاشقجي، وموضع المقارنة هو تصرف كل منهما إزاء ممارسة تطبيعية مع العدو الصهيوني، جرت أحداثها على هامش زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القاهرة الأسبوع قبل الماضي.

 

قال الحضيف: بينما كان العالم مشدودا، إلى الخطاب الذي يلقيه الرئيس الأميركي باراك أوباما، من العاصمة المصرية وتحت قبة القاعة الرئيسية لجامعة القاهرة، متوجها به إلى العالم الإسلامي، كان سبعة صحافيين من دول إسلامية مختلفة بالإضافة إلى صحافي إسرائيلي، ينتظرون ضمن ترتيبات مسبقة، لعقد لقاء صحافي مصغر مع أوباما، فور انتهاء خطابه.

 

ووفقا لما أكدته مصادر أميركية، وأخرى شاركت في الاجتماع المحدود، فقد جرى ترتيب جلوس الصحافيين الثمانية، في مقدمة الصفوف في مكان قريب من باب القاعة، لكي يسهل انتقالهم إلى إحدى القاعات الجانبية الصغيرة الملحقة بالقاعة الرئيسية، بعد خروج أوباما من المكان.

 

وما إن انتهى أوباما من خطابه، حتى حضرت مسؤولة الإعلام بالسفارة الأميركية، لكي تومئ للصحافيين أن يتبعوها إلى مكان اللقاء الذي جرى التخطيط له لكي يتم على هيئة طاولة مستديرة.

اختار الأميركيون اثنين من الصحافيين من مصر، وصحفي سعودي وآخر لبناني. كما اختاروا سيدتين إحداهما من ماليزيا والأخرى من فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى صحافي من إندونيسيا وصحفي من إسرائيل.

 

وضع مسؤولو السفارة الأميركية وطاقم الإعلام المرافق لأوباما، اسم كل صحافي أمام مقعده الذي كان محددا لجلوسه، ووضعوا أمام أوباما نفسه قائمة بأسماء الصحافيين الثمانية، بها ملخص للسيرة الذاتية لكل منهم وطريقة نطق اسمه، كنوع من اللمسة الشخصية من الرئيس للصحافيين، أي انه أنه مهتم بنطق أسمائهم بطريقة صحيحة وسليمة.

 

كان هذا الترتيب جزءا من تخطيط، تم فيه إبلاغ الصحافيين أن الاختيار قد وقع عليهم للقاء أوباما، فور إلقائه خطابه إلى المسلمين في أنحاء العالم كافة. بما أن أوباما قد خاطب المسلمين لتوه، فقد ارتأى الأميركيون منح بعض وسائل إعلام الدول الإسلامية الفرصة، للقاء أوباما لكي يجيب عن بعض التساؤلات التي قد ترد في خطابه، ولإزالة أي لبس، يكون قد سببه.

 

كان الأمر محيراً بالنسبة للبعض، فها هو أوباما يقود بنفسه، وبطريقة عملية وتخطيط متقن، عملية تطبيع صحافي وإعلامي بين الكيان اليهودي ودول إسلامية لا زالت تقاطع إسرائيل. بعض المناقشات التي دارت لحسم الأمر، تذرعت بفكرة أن رفض اللقاء، يعني تضييع (سبق) صحافي، بحجم لقاء الرئيس الأمريكي أوباما، الذي يملأ الكرة الأرضية صخبا وضجيجا.بعدما انتهى أوباما من خطابه الذي استغرق خمسين دقيقة تقريبا، جاء من يشير إلى الصحافيين بأن يتبعوه إلى قاعة جانبية تتوسطها مائدة مستديرة وضعت أمام مقاعدها أسماء الصحافيين تسهيلا عليهم.

 

لكن أحدهم، وهو الكاتب المصري فهمي هويدي، قرر فجأة الاعتذار قبل لحظات من اللقاء، لأنه لم يكن يعلم بقصة حضور الصحافي الإسرائيلي، ما أربك المنظمون الأميركيون للاجتماع، في لحظاته الأخيرة.

 

بعد جدل وحديث جانبي بين هويدي ومسؤولي إعلام أوباما والسفارة الأميركية، انسحب الرجل.. مفضلا النأي بنفسه، عما قد يعتبر حفلة تطبيع مجانية مع إسرائيل، بتوظيف لقاء أوباما مع الصحافيين المسلمين.الكاتب القدير الأستاذ فهمي هويدي.. كان له رأي آخر، رغم أن حكومته، تقيم علاقة، وتسعى رسميا للتطبيع مع الدولة الصهيونية. لكنه كاتب (حر) و(مستقل).. وضمير لأمته، كما قال.

 

وبعد أن يورد مقالة هويدي التي يوضح فيها الواقعة وأسباب موقفه الحازم، يضيف الكاتب:
هذا كان موقف الكاتب الحر، الشجاع، الشريف.. الأستاذ فهمي هويدي. أما موقف الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.. رئيس تحرير جريدة الوطن، فهو كما صرح به لجريدة "الشرق الأوسط":
" .... لقد حضرت بصفتي الصحافية والمهنية، ومن العبث أن أضيع فرصة كهذه للقاء أوباما لإجراء مقابلة مهمة معه".

 

خاشقجي.. الذي لم ير في اللقاء الذي تم، بحضور صحفي اسرائيلي، على هذا النحو، ولا في مجاملته وتحيته له.. أي تطبيع، أضاف: "لسنا هنا نمارس سياسة، نؤدي فقط عملنا الصحافي والإعلامي، ربما لو طلب منا إصدار بيان مشترك عن الصراع العربي الإسرائيلي لتوقفت كثيرا، أما أن أتغيب عن اللقاء لمجرد حضور هذا الصحافي الإسرائيلي، فهذا في تقديري ليس واردا وليس عملا مهنيا".

 

أرأيتم الفرق بين من يقوده (ضميره)، ومن تقوده (شهوة) الشهرة والمكسب الشخصي، على حساب مبادئ الأمة والثوابت الوطنية..!