28 شوال 1430

السؤال

لدي أخت تبلغ من العمر 13سنة, والمشكلة معها أنها لا تأكل.. ولأنها لا تأكل أصبحت والدتي تدللها مما جعلها تريد تنفيذ كل شيء تطلبه, وإذا قلت للوالدة عن ذلك تعللت بأنها لا تأكل وأنها إذا طلبت أكلاً من الخارج لابد لي من تنفيذه لكي تأكل.. فأصبحت لا تعرف الأكل داخل البيت.. فكيف أتعامل مع هذه الحالة مع أنه أثر ذلك على تعاملها مع الوالدة حيث أصبحت ترفع صوتها في كثير من الأحيان وتغضب بسرعة فما الحل في ذلك؟!

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

من أكبر الأخطاء التي نقع فيها دون أن ندري تدليل الأبناء والخضوع لتلبية رغباتهم عندما يلجئون للبكاء أو الصراخ والغضب كوسيلة منهم للحصول على ما يريدون.
ومن الوسائل التي يتخذها الأبناء لإرغامنا على الرضوخ لمطالبهم الامتناع عن تناول الطعام. وهذه الطريقة قديمة وفعالة ومؤثرة خاصة عند الأطفال المدللين.
فعلى والدتك أنْ تدرك أنّ ابنتها لم تعد صغيرة وأنها قد وصلت العمر الذي يمكنها فيه أن تميز بين الخطأ والصواب، وبين المعقول واللامعقول وان التهاون في معالجة هذه الأمور ستنعكس آثاره السيئة على شخصية ابنتها وستؤثر على حياتها المستقبلية بشكل سلبي.
انصحْ والدتك أن تتوقف عن تلبية رغبات ابنتها عندما تستخدم هذا السلاح لتهددها به، وذكرها بأنها مهما صمدت فهي لن تتحمل الجوع طويلا.
عليك أن تختار الزمان والمكان المناسبين لمناقشة والدتك في هذا الأمر.
عليها أن تكون صارمة في هذا الأمر وتشرح لابنتها أنها هي الرابح أو الخاسر الوحيد عندما تأكل أو تمتنع عن الأكل وأن القاعدة تقول "أننا نأكل لأننا جائعون لا لإشباع الآخرين".
قد تعتقد والدتك انك تنصحها من باب الغيرة من أختك أو من باب الكسل لعدم رغبتك في إحضار ما تريد، لذا يفضل أن تستعين في ذلك بأحد أقربائك أو قريباتك أو احد المقربين إلى والدتك ممن تثق بهم وبآرائهم.
اطلب من والدتك أن لا تظهر أي علامات ضيق أو قلق من عدم تناول ابنتها للطعام، إلى أن تدرك الفتاة أن سلاحها هذا لم يعد بتلك القوة التي عهدتها من قبل فتتخلى عنه تدريجياً.
قد يكون ما تفعله أختك ردة فعل لا شعورية نتيجة لشعورها بالوحدة أو بسبب الجفاف العاطفي الذي تعيشه، فعلى والدتك أن تشمل ابنتها بمزيد من العطف والحنان والاهتمام، شرط أن لا تخضع دوماً لرغباتها واستجابة مطالبها خاصة التي تكون نتيجة إصرار وعناد وتحكيم رأي.
ينبغي أن تعلم الفتاة أن إصرارها على عدم تناول الطعام أو غضبها وتمردها على والدتها وعلى من حولها إذا لم تتحقق رغباتها ما هو إلا تصرف وسلوك خاطئ يجب أن تعاقب عليه.
على والدتها أن تعاقبها بالفعل كلما سلكت ذلك السلوك؛ كأن تحرمها من بعض الأشياء التي تحبها.
عليها أن تدعو الله وتستعين به ليعينها على تربية ابنتها وتدعو لها دوما بالصلاح والتوفيق.