الأميون في العالم.. أرقامنا مخيفة مع بعض العزاء!!
22 شوال 1430
عبد الباقي خليفة

<p><font size="4" face="Arial">تعتبر اليابان رائدة في مجال محو الأمية، وهي المثال الساطع في عالم الجد والبحث والمثابرة والتقدم، حيث لا يوجد أي أمي في اليابان، بينما هناك 230 مليون أمي في الصين تترواح أعمارهم بين 15 و40 سنة. و6 في المائة من الأطفال في البوسنة، لا يذهبون للمدارس. وما بين 60 إلى 70 مليون أمي في البلاد العربية، موزعين على الدول الـ 22. وتقول منظمة الونيسكو إن واحداً من كل 5 أفراد في العالم أمي. وفي اليوم العالمي لمحو الأمية، والذي يوافق 8 سبتمبر من كل عام، والذي اعتُمد في اجتماع مؤتمر منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) في ايران عام 1965 م، لا تزال الأرقام مرتفعة رغم الإعلانات الحكومية عن إنقاذ المئات من براثن جهل القراءة والكتابة.. ولكن إلى أي مستوى؟.</font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">إن الجواب عن هذا السؤال يبقى رهن تحقيقات ميدانية شفافة، لمعرفة مدى التقدم الحاصل على هذا الصعيد. ومن ذلك، هل أصبحت القراءة والكتابة في البلاد العربية، كما هي في مجتمعات أخرى، تقرأ في القطارات، والمقاهي، وعند الاسترخاء على الأرائك والأسِرّة؟. وأين نحن من كتاب الجيب، والكتاب الالكتروني، والأقراص المدمجة، والانترنت، وأين نحن من مفاهيم الآخرين للأمية، وهي عدم الحصول على شهادة تعليمية؟.</font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial"> في هذا التقرير إطلالة مختصرة ومنتقاة على خارطة الأمية في العالم. فلا يزال هناك 776 مليون أمي في العالم، تمثل النساء من بينهم نسبة 68 في المائة. وهناك 75 مليون طفل لا يذهبون للمدارس.وتعرف الأمم المتحدة الأمية بأنها عدم القدرة على قراءة وكتابة جملة بسيطة بأي لغة. وبناء على هذا التعريف فإن 16 في المائة من عدد سكان العالم أميون.وتأتي البلاد العربية في مرتبة متأخرة كثيرا عن المعدل المتوسط في مجموعة البلدان النامية، ولا سيما مصر، والمغرب، والجزائر، واليمن. وهناك نحو 5 ملايين طفل عربي خارج مقاعد الدراسة، رغم تفاخر هذه الدول بإلزامية التعليم فيها.</font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 50 دولة معظمها من دول إفريقيا جنوب الصحراء لن تفي بمطلب توفير فرص متساوية للجنسين في المدارس الابتدائية والثانوية بحلول الموعد المقرر وهو عام 2015 م. وذكر تقرير لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، اليونسيف، أن 115 مليون طفل في أنحاء العالم بينهم 90 مليونا من الإناث لم يحصلوا على أي تعليم بالمدارس الابتدائية. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">في اليمن لا تزال نسبة الأمية مرتفعة رغم الجهود التي تبذلها الحكومة، ففي فئة اليافعين والشباب انخفضت نسبة الأمية من 52،2 في المائة عام 1994 م إلى 45،7 في المائة عام 2004 م وهي تترواح اليوم بين 40 و35 في المائة. أما لدى فئة الكبار فقد انخفضت النسبة إلى 39 في المائة بمعدل 62،1 في المائة بين النساء و29،8 في أوساط الرجال. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">وعلى الرغم من انطلاق جهود محو الأمية في مصر منذ سنة 1976 م فإن عدد الأميين بلغ 17 مليونا حاليا بينما كان 14 مليونا فقط سنة 1976 م. ولا تزال الفئة العمرية بين 15 و45 سنة هي المستهدفة ببرامج محو الأمية، مما يعني أن الظاهرة تحولت إلى مأساة، وأن الخطر أكبر من الوسائل المعتمدة والميزانيات المخصصة للقضاء على هذه النقيصة الثقافية والاجتماعية والحضارية بشكل عام. وكانت الجهود قد أثمرت محو أمية 4،5 مليون أمي في مصر حسب التقارير الرسمية. الأمر الذي جعل مصر تحتل مواقع متأخرة في تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة إذ جاءت في المركز 119 دوليا. ومصر ضمن أول 9 دول من حيث عدد الأميين في العالم، وتبلغ نسبة الأمية فيها وفق المصادر الرسمية التي أشرفت عليها منظمة اليونيسكو 28،6 في المائة.</font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">كما تراجعت نسبة الأمية في المغرب، في الحقبة الأخيرة، بين صفوف الفئة العمرية التي تزيد عن 10 سنوات إلى 38،5 في المائة، بعد أن كانت 43 في المائة سنة 2004 م. وقد أظهرت دراسة مغربية حول محو الأمية أن 15 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 سنة لا يذهبون بانتظام إلى المدارس.وأطلقت الحكومة برنامجا لتعليم مليون شخص لتقليص الأمية إلى أقل من 20 في المائة بحلول 2010 م ومحاولة القضاء عليها نهائيا بحلول 2015 م. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">كذلك لا تزال الجزائر تعاني من هذه الظاهرة البغيضة حيث تبلغ نسبة الأمية في حدود 22،1 في المائة للفئة العمرية من 10 سنوات فما فوق. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">أما في تونس ورغم مرور أكثر من 50 سنة على الاحتلال الفرنسي المباشر، فإن الحكومة هناك تشير إلى أنها تسعى لتخفيض نسبة الأمية من 27 إلى 20 في المائة. ولم تبدأ خطة محو الأمية سوى في سنة 2004 م. وحسب المصادر الرسمية التونسية هناك 91 ألف أمي في 4آلاف مركز لمحو الأمية، يشرف عليها 1895 مدرسا، بينهم 1410 حاملا لشهادة تعليمية. وتأمل الأوساط التونسية أن تنخفض نسبة الأمية إلى أقل من 10 في المائة. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">وتعتبر نسبة الأمية في السودان مرتفعة حيث تصل إلى أكثر من 50 في المائة، وكانت نسبة الأمية سنة 2003 م 61،1 في المائة من مجموع الشعب السوداني. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">وحسب المصادر الرسمية الأردنية فإن نسبة الأمية قد انخفضت إلى 7،7 في المائة حتى نهاية 2008 م، وتتوقع السلطات تخفيض النسبة إلى النصف بحلول 2015 م. وتعتبر الأردن من أفضل الدول العربية في قضية محو الأمية. </font></p>
<p><font size="4" face="Arial">بل نجد الأمية منتشرة، حتى في الدول النفطية، مما يعني أن الأمية ليست نتاجا خالصا للفقر وحسب.</font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">وتشير التقارير إلى أن نسبة الأمية في المملكة العربية السعودية انخفضت بنسبة بلغت 13،4 في المائة حيث انخفضت بين الذكور إلى 7 في المائة و19،8 بين الإناث. <br />
فيما تبلغ نسبة الأمية في البحرين 12 في المائة منها 7،5 في المائة بين الذكور و17 في المائة بين صفوف الإناث.بينما كانت سنة 2001 م 21 في المائة لكلا الجنسين. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">أما في الأوساط الفلسطينية، حيث يعتبر الفلسطينيون في مقدمة الشعوب العربية ثقافة وتعليما، فهناك محاولات صهيونية لتجهيل الفلسطينيين، وقد حث الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى كافة المؤسسات الأكاديمية على مضاعفة جهودها لدعم وتطوير التعليم الفلسطيني. وأوضح بأن ارتفاع نسبة الأمية في المجتمع الفلسطيني جاء نتيجة فرض سلطات الاحتلال منذ 1948 م سياسة التجهيل على جميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى منع المواطنين الفلسطينيين من الانتقال خارج مدنهم وقراهم ومخيماتهم للدراسة وطلب العلم. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">وحتى لا ييأس القارئ المسلم، فإن ظاهرة الأمية منتشرة في الغرب أيضا، ولكن بمستويات منخفضة جدا. وتشير الإحصاءات إلى أن هناك 3 ملايين فرنسي أمي. وفي الولايات المتحدة الأميركية هناك ما بين 15 و40 مليون أمي، حسب المصادر المختلفة. ويشار إلى أن ملايين الأميركيين لا يستطيعون ملء استمارة الالتحاق بوظيفة، أو كتابة شيك مصرفي، أو قراءة جريدة. وتشير الإحصاءات إلى أن 60 في المائة من المساجين في الولايات المتحدة أميون. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">وبمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية دعت الفيدرالية السويسرية للقراءة والكتابة، السكان إلى التوقيع على عريضة تطالب الحكومة بمنح الأولوية مجددا لمكافحة الأمية ضمن الأولويات السياسية. وتضمن نص العريضة التي وقع عليها 50 شخصية مرموقة من رموز السياسة والثقافة والرياضة الإشارة إلى نحو 800 ألف كهل من بينهم 365 ألفا مولودون في سويسرا وتتراوح أعمارهم بين 16 و65 سنة لا يجيدون القراءة والكتابة والحساب وتعتزم المنظمة جمع 25 ألف توقيع على الأقل لتسليمها لاحقا للسلطات السياسية في سويسرا في يونيو 2010 م. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">أما في بريطانيا فقد أشارت دراسة أشرفت عليها جامعة أولستر إلى أن 15 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و21 سنة هم في حكم الأميين. <br />
وهناك 4 ملايين شخص في ألمانيا لا يستطيعون القراءة والكتابة الأمر الذي يشكل مصدر حرج للبعض ولا يتم الإعلان عنه ولا مناقشته بشكل كاف، لأنه عار يلحق الجميع، وإن كان المستقبل كفيلاً بمعالجة هذه الظاهرة في ألمانيا. </font></p>
<p>&nbsp;</p>
<p><font size="4" face="Arial">ويمكننا القول إن الأمية ظاهرة عالمية، لها أسبابها المختلفة من مجتمع إلى آخر، وإن كان البعض من الحكام في بلاد العرب والمسلمين يفضلون أن يدفعوا أجر عنصر في الأمن والاستخبارات على أن يدفعوا أجرة لمعلم في مدرسة أو عامل نظافة في الشارع. فقد أثرت الشؤون الأمنية وحماية النظام على التنمية وعلى التعليم وعلى النظافة بل على محاربة الجريمة بأنواعها، حيث جميع الأجهزة مسلطة على محاربة المناوئين للحكومة والمناوئين فقط. </font></p>