أنت هنا

كلمة المشرف العام في افتتاح ندوة (ماذا يريد الأبناء من الآباء)
12 ذو القعدة 1430
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر
صاحبَ المعالي الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد          سلمه الله
أصحاب الفضيلة العلماء،،،،،أصحاب السعادة  الفضلاء،،،،أيها الأخوة والأخوات الكرام،،،،،،
سلام الله عليكم  ورحمته  وبركاته،،، وبعد:
 
فباسم أعضاء مؤسسة ديوان المسلم وباسمي شخصياً أرحب بهذا الجمع المبارك، في هذا اليوم المبارك، وفي هذه الندوة التي أسأل الله أن يجعلها مباركة.
كم تغمرنا السعادة ونحن نلتقي من مناطق عدة، ومؤسسات متعددة، لنناقش قضية من أهم القضايا الأسرية والاجتماعية (ماذا يريد الأبناء من الآباء).
 
إن حسن العلاقة بين الأبوين وأولادهما من أهم الركائز التي يقوم عليها استقرار الأسرة والمجتمع والدولة.
لقد كان مجتمعنا يقدم صورة رائعة لتلك العلاقة خلال عقود مضت، نظراً للتربي على وحدة مصدر التلقي من الكتاب والسنة وفق منهج وفهم سلف الأمة (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)، مع قوة الحماية من الثقافات الوافدة الغريبة على مجتمعنا المسلم المحافظ، فنعم الوطن بأمن وأمان، وسلامة وإسلام، ومن أقوى أسس تلك القوة هو استقرار الأسرة، وندرة المشكلات البيتية والعائلية.
 
ومع الانفتاح العالمي، وهبوب أعاصير المؤثرات الغريبة عبر وسائل الإعلام الأممية، وتسمم الأجواء بثقافات وافدة، نشأت مشكلات عدة، ومعضلات متعددة، ومن تلك البواقع مايمس العلاقة بين الأبوين والأبناء وذلك بعدم فهم بعضهم لبعض، وفقد آليات الحوار والإقناع عند التنازع حول الرغبات المتبادلة. فظهر اختلال في بعض الأسر بسبب تلك الأزمة، (وإن لم تكن في مستوى الظاهرة والحمدلله)، لكنها موجودة ومؤثرة، وترتب على ذلك مفاسد لاتنكر، وأصبح بعض الأبناء لاينظر إلى أبيه نظرة تأثر وقدوة وتلقي، فاستغل الأعداء والخصوم والمتربصون هذه الثغرات، وتمكنوا من صياغة عقول بعض أبنائنا بعيداً عن المنهج السوي الذي تربى عليه آباؤهم (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فنشأ لدينا شباب ركبوا موجة الإفراط أو التفريط، والغلو أو الجفاء مماهو غريب على مجتمعنا وأمتنا.
وترتب على ذلك تصرفات سلبية مضرة داخل الأسرة والمجتمع والوطن، بعيدة عن منهج الوسطية والاعتدال والاستقامة الذي تربى عليه مجتمعنا وفق المنهج القرآني (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ).
 
لذا فإن مؤسسة ديوان المسلم عندما تشرفت بإقامة هذه الندوة بتوجيه كريم من صاحب الفكرة وراعيها معالي الشيخ/ صالح آل الشيخ، فإنها تساهم مساهمة إيجابية في دراسة مثل هذه السلوكيات قبل استفحالها، ومن ثم صعوبة السيطرة عليها، كما حدث في مجتمعات مسلمة متعددة.
 
ولذا فإننا نأمل عبر هذا الجمع المبارك أن نخرج بنتائج عملية واقعية منهجية يفيد منها الآباء والأبناء، والمجتمع والأمة.
وقد حرص الإخوة المعدون لهذه الندوة أن يقللوا من ورقات العمل، وأن يجددوا في إثراء هذا الموضوع عبر الاستطلاع التي تم في عدد من المناطق وشارك فيه الآباء والأبناء من الرجال والنساء والشباب والبنات من أعمار مختلفة، وبيئات متنوعة، بعفوية صادقة توصل إلى توصيف المشكلة وتحديدها والمساهمة في حلها.
 
كما حرصنا على إعطاء فرصة أكبر ووقت أطول للمشاركين في هذه الندوة للتفاعل مع الموضوع المطروح، سواء أكانوا من المعلقين المتخصصين أو من الحضور المعنيين بهذه الندوة ابتداء وانتهاء.
 
وفي الختام فإنني أكرر الشكر لكل فرد منكم، وأخص الذين قدموا من المناطق، والشكر موصول لجميع الذين شاركوا في إعداد ورقات العمل والاستطلاع والمساهمة الإدارية والفنية والعلمية .
ولمؤسسة السبيعي وشركة الاتصالات شكر خاص على رعاية هذه الندوة ودعمها.
 
وقبل الختام، فباسمكم جميعاً وباسم منسوبي ديوان المسلم أتقدم بوافر الشكر والتقدير لمعالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ/ صالح آل الشيخ على رعايته المباشرة وحضوره المشرف لهذه الندوة، وتبنيه لفكرة التعاون بين مؤسسات المجتمع ووزارة الشؤون الإسلامية في إقامة الندوات التي تساهم في حماية الوطن وأبنائه وتدعيم أسس التماسك والبناء لنقف صفاً واحداً ضد ما يزعزع أمنه واستقراره ووحدته.
 
 
وفق الله ولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين لما يحبه ويرضاه، وسدد خطاهم على طريق الحق والهدى والنور، وحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، ورد كيد الكائدين في نحورهم(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ).
 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته