رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية الأوروبية: نتوقع مزيداً من الأزمات المفتعلة لشغلنا.. انتشار الإسلام أزعجهم.. أمريكا أشعلت البلقان
6 رمضان 1428
أمير سعيد







لدى زيارته لمصر التقينا به للتعرف إلى الشأن الإسلامي في أوروبا عن كثب ، قربنا من الهم الدعوي والسياسي ، وجبنا معه في قضايا متعددة ، فكان لقاؤنا مع الأستاذ / شكيب بن مخلوف ثرياً بالأفكار والمعلومات ، لاعتباره يشغل منصب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ، حدثنا الأستاذ مخلوف عن أوضاع الأقليات المسلمة وسلط الضوء على قضية البوسنة ومشكلات الإساءات المتكررة للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، ولأنه الداعية الإسلامي المغربي المقيم في السويد منذ 26 عاماًً كان الأقرب لوضعنا على خلفية الإساءات ودوافعها ... ومعه كان لقاء موقع " المسلم " معه للإطلال على العمل الإسلامي في أوروبا :

من قبل حدوث الإساءات المتكررة للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم لم تستبعدوا إعادة استنساخ قضية الدنمارك من جديد، لماذا؟

نعم، لأن الذين قاموا بهذا الشيء هم أناس لم نلق لهم تواجد فعال أو ظهور فاعل في الساحة، وعادة من يقوم بمثل هذه الإساءات أناس يسعون وراء البروز والظهور، لكن لا ضير، فقد كان التعامل مع قضية الدنمارك من قبل جيداً، كان الحصار الاقتصادي جيداً وآتى ثماره، فالآن من يريد أن يفعل مثل هذا الشيء يفكر قبل أن يفعله، وهذا قد يتكرر، لكن نحن المسلمين يجب أن لا ندخل في معارك هامشية لأنها ليست معركتنا الأولى، وثمة معركة أخرى تعد الأهم، فلا ينبغي أن ننشغل بالجزئيات من قبل أناس ليس لهم تواجد على الساحة بشكل فاعل ونتفرغ للأشياء الأهم .

هل ثبت لديكم من قبل أن الأزمة الدنماركية كان وراءها يهود ؟

كثيراً ما نقول عن أشياء كهذه أن أساسها اليهود، لكن في الحقيقة ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك. فمن قبل ظهر كتاب سلمان رشدي، وكتاب (تسليمة) سيرين، وتلك الصومالية التي ظهرت في هولندا، هؤلاء ليس من ورائهم يهود، إنهم أناس فاشلون أرادوا أن يتخذوا لهم مواقع دعائية وإعلامية، من دون أن نستبعد أن يتدخل في ذلك اليهود ليشغلونا بمعارك جانبية .

لكن الشعار الذي تحمله صحيفة جيولاندس بوسطن التي ظهر فيها الرسم المسيء في الدنمارك كان يحمل نجمة داود..

نعم ، اليهود بارعون في الاستفادة أو استغلال الأحداث لصالحهم، وللأسف نحن المسلمين لا نحسن ذلك؛ فهم يسعون لاستغلال أي شيء حتى لو كان ضدهم في الأساس لخدمة مصالحهم، ونحن بالطبع لا نجعل القضية قضية يهودية ، وهناك قضايا أخرى نرى لليهود أيدٍ واضحة فيها من قضايا أخرى قد تكون أكبر، كتصريحات البابا السابقة مثلاً، فالبابا عندما ألقى هذه المحاضرة أعلن الفاتيكان في نفس اليوم أنهم سيفتحون أرشيفهم خلال الأربعينيات المتعلق باليهود.

هل تتوقعون افتعال أزمة أخرى بعد أزمات الحجاب والنقاب في أوروبا؟

نحن نتوقع العديد من الأزمات لننشغل بهذه الأزمات، لأن الإسلام في أوروبا يمارس من خلال طريقين، دعوي وسياسي، وكلاهما إسلام، لكن الإسلام في أوروبا خلال المرحلة الماضية كان تواجده دعوياً فقط، من خلال جمعيات ومساجد وقضايا اجتماعية، وكان يمارس داخلياً أي داخل الجالية المسلمة، بمعزل ـ إلى حد ما ـ عن المجتمع الأوروبي، أي أن لكم قضاياكم ولنا قضايانا، لكم دينكم ولنا دين، لكم مؤسساتكم ولنا مؤسساتنا إلى آخر ذلك المفهوم.
لكن بعد ذلك، بدأ التفكير أكثر في مسألة التعاطي السياسي والاجتماعي الشامل، باعتبار الجالية لها حق المواطنة في تلك الدول، وبالتالي فهي جزء من هذا المجتمع، تهتم بقضايا المجتمع، فنحن هنا في أوروبا مواطنون لنا كامل المواطنة لدينا حقوق وعلينا واجبات، وبالطبع هذا تولد عند المسلمين، فأخذوا يشاركون بشكل فاعل في السياسة الداخلية والخارجية لدولهم، وقد تغلب
في بعض الأحيان السياسة الخارجية على القضايا الداخلية، لكن لنا رأي واضح في قضية فلسطين، ودخول القوات الأميركية والبريطانية للعراق، حيث نرفض ذلك، والهيمنة الأمريكية نرفضها أيضا، ومواقف الاتحاد الأوروبي الداعمة لـ"دولة إسرائيل" نرفضها كذلك، والتعامل بمعيارين في قضايا المسلمين وقضايا غير المسلمين طبعا هذا مرفوض، مثل هذه الأشياء بدأت تظهر على الساحة، ومثل هذا الخطاب بدأ يظهر في الإعلام ويثار في المنتديات، فالطرف الأخر يفكر بشكل آخر، يريدون أن يعيدوا هذا الإسلام إلى الإطار السابق وهو المساجد التي تتحول إلى شعائر فقط.. مثل ما يسمى بالإسلام كندي، وهم شعارهم الإسلام كندي، ونحن شعارنا الإسلام الذي لا يتجزأ، دين وسياسة وعقيدة وعبادة ومعاملات وأخلاق وغيرها. وطبعًا يعتبرون هذا "أخطر إسلام" عليهم.

ألا تنظر أوروبا على الإسلام الدعوي ـ وفق هذا التعبير أو الاصطلاح ـ على أنه أيضًا إسلام سياسي بالنظر إلى معدلات انتشار المسلمين التي حذر منها في السابق رئيس الوزراء الصهيوني السابق آرييل شارون، بأن أوروبا قد بلغ عدد المسلمين فيها 120 ألف مسلم (بمن فيهم الأتراك)؟

شارون متى ذكر هذا الأمر؟! هو ذكر أن الخطر الذي يهدد "دولة إسرائيل" يأتي من أوروبا، فمتى ذكر ذلك؟ ذكره بعد دراسة قام بها الاتحاد الأوروبي، وهي دراسة داخلية حول تفاعل الأوروبيين مع "دولة إسرائيل"، ووجدوا أن النتائج كانت خطيرة، فأرادوا أن ينهوا هذا الملف ولم يعلنوا عن هذه الأرقام، لكنها خرجت ولما خرجت جاء هذا الشارون ودولته أو حكومته يفكرون في هذا الملف بشكل آخر، وأمر بتشكيل لوبي غير اللوبيات الأخرى لمواجهة هذا الشيء، أمر بذلك، ونحن نعتبر بعض الأشياء التي تحصل الآن في أوروبا إنما هي انعكاساً لذلك.



ومنها تصريحات البابا التي أثارت حنق المسلمين في حينها؟

نعم، نحن نشك في ذلك لأن الموسم الذي أعلن فيه البابا هذا الشيء وهو معروف بتعاطفه تجاه اليهود عندما سمح لنفسه بهذه الافتراءات فتح من جانب آخر بابا لليهود، وعمل على فتح الأرشيف لإظهار أن دين المسلمين إرهابي بخلاف اليهود.

 

بمناسبة الحديث عن البابا، هل هذا يعبر عن زيادة في معدلات الداخلين في الإسلام بأوروبا؟ هذا التخوف البابوي إلى الحد الذي تحدث فيه عما دعاه بانتشار الإسلام بالسيف في الوقت الذي ينتشر فيه الإسلام في أوروبا بغير السيف، ويحاول الأوروبيين نشر ثقافتهم بالسيف؟

هذا الكلام يوجه إليهم حقيقة، لأنه هو والكنيسة في أوروبا فاشلان تماماً، لأن التزام الأوروبيين بالنصرانية التزام سطحي لا صلاة فيه ولا روح وحتى عبارة عن مناسبات يظهر فيها الأعياد الميلادية، ثم نسبة المسلمين من رواد المساجد لمجمل المسلمين هناك أعلى بكثير من نسبة رواد الكنائس من النصارى؛ فهناك على المستوى الأخلاقي فشل ذريع للكنيسة، وعلى المستوى العقدي فشل ذريع للكنيسة وعلى كافة المستويات. هم انهزموا الآن حتى غدوا يقولون يجوز أن أي شخص يسكن معه كلبه في الكنيسة، ويدخلون فيها الشواذ وتمنح عقود الزواج للشواذ، في حين ـ سبحان الله ـ والله، تجد الإسلام قويا بذاته، نحن نلهث وراءه، هو يسبقنا ونحن نجري وراءه، يأتينا أناس يدخلون في الإسلام، ونسألهم من دعاكم، يقولون: والله،لا أحد.. كيف؟ يقول أحدهم: ثلاث ليالي متتالية يأتيني إنسان أو صوت أو كذا يقول لي "اذهب للمسجد الفلاني هناك الناس على الحق"، وتأتي فتاة عمرها 18 سنة لتدخل في الإسلام، فنسألها من كلمك؟ فتقول: لا أحد!! نسألها إذن كيف دخلتي في الإسلام، تقول: والله كنت أدرس مع فتاة مسلمة قبل عشر سنوات..وهذه الفتاة قالت كلمة والآن تذكرتها وجئت لأدخل في الإسلام!!


ما شاء الله، لكن هل تعد هذه ظاهرة؟

موجودة، وتعبر عن خير وعظمة هذا الدين، والهدى لمن أراد الله سبحانه به خيراً يشرح صدره للإسلام.


هل نستطيع أن نتحدث عن ثورة من المظاهر الإسلامية أو الإقبال على الإسلام؟

على سبيل المثال، سمعنا أحد القساوسة من أهل البلد يقول: نحن نذهب إلى إفريقيا لتنصير الناس، وفي المقابل نترك أفرادنا وشعوبنا تدخل في الإسلام، هو يشعر بذلك. انظر كم من شخص يدخل في الإسلام، وكم شخص يغادره؟! النسبة كبيرة والخارجون من الإسلام يكادون لا يذكرون.
صحيح أن بعض شبابنا ينحرف سلوكياته وأخلاقه، لكن سبحان الله سرعان ما يعودون للارتباط بالدين، فالعقيدة موجودة، والأصول موجودة، وهذا مشاهد بحمد الله في كثير من المساجد، وأنا بحكم وجودي في أوروبا دائما عندما أسافر، وأعود أجد شباباً يؤوبون إلى الدين والمسجد، فمسجدنا على سبيل المثال يتسع لـ1200 مصلٍ، يمتلئ في صلاة التراويح بالشباب كل ليلة.. وهم (القساوسة والنصارى) عندما يأتون في زيارات لمساجدنا يقولون "أنتم عندكم مستقبل"، أما نحن فلم نكن نفكر في هذه الملاحظة سابقًا، يقولون: " نرى شبابكم، ننظر إلى المسجد، نحصي أهل الشيب فنجدهم أقلية" في حين أنك حين تزور كنائسهم تجد معظمهم ممن شارفوا على الموت من أهل الشيب، ولذلك فدينهم طريقه إلى زوال إذا ما بقوا على ما هم عليه، لأنهم ليس عندهم ثوابت، نحن قوتنا في ثوابتنا، فلا مجال للكلام ولا للمناورة، ونحن لا نقبل ذلك، نحن نعود إلى مساجدنا، نغلق علينا أبواب المساجد ونعبد ربنا، حتى لو لم يكن هناك سياسة ..


هل من الممكن أن تعطينا صورة مبسطة عن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا؟

اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا هي مؤسسة اتحاد يضم في عضويته اتحادات، ليس كجمعيات بل اتحادات، الاتحادات هذه متواجدة في 28 قطر أوروبي، من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية وكذا روسيا وغيرها. هذه الاتحادات على الصعيد القطري في الأقطار الأوروبية لها نشاط لها مراكز جمعيات إنتاجية، ومنتديات شبابية، وجمعيات شبابية، وكشافية، وعمل دعوي، وعمل سياسي، وعمل خيري.. هي نسخة من أي جماعة في أي دولة من الدول الإسلامية، وهذه الاتحادات تشكل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وفي بعض المناطق لها علاقات بالاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية المختلفة رسميًا.


هل لها علاقة بالمؤسسات الرسمية الأوروبية؟

نعم، بعض المناشط إما تنظم في الاتحاد الأوروبي أو يتم تنظيمها عندنا، وأحيانا يشاركنا علماء أوروبيون.
ولدينا مؤسسات تخصصية كالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والذي يعد بمثابة الهيئة الشرعية أو دار الفتوى عندنا، ورئيسها الشيخ القرضاوي، وهي مؤسسة تابعة لاتحاد المنظمات، وهي بالطبع تخدم كل المسلمين في أوروبا.
ولدينا على صعيد العمل النسائي، المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة، وهذا المنتدى يحوي فراعاً تضم في عضويتها الجالية النسائية التي تعمل بالمصالح الأوروبية، ولدينا كذلك منتدى الشباب المسلم الأوروبي وهذا يضم في عضويته المنتديات الشبابية.
عندنا أيضا اتحادات كشفية، واتحادات المدارس الإسلامية الأوروبية، ولدينا منتدى رجال الأعمال الأوروبي، وكلها مؤسسات تخصصية تعمل في أوروبا، هذا بالإضافة إلى مؤسسة قارئ القرآن التابعة للاتحاد، والمؤسسات الإغاثية وهي بالعشرات وتنشط في مساعدة المسلمين في العراق وفلسطين، ولدينا نشطاء، شباب وإخوة في بعض الدول لهم تواجد في مجالس بلدية، علاوة على من وصلوا بعض الدول إلى البرلمان، الآن عندنا ناشط في البرلمان يعتبر الناطق الرسمي أو الناطق الإعلامي بالنسبة إلينا.

في الإتحاد الأوروبي؟

نعم في السويد. وفي بلجيكا هناك من الأخوة الأتراك ما يقارب الـ 70 أخ وأخت في المجالس البلدية، وبالنسبة للمغاربة هناك 110 فالحمد لله ثمة مناشط كثيرة، ولدينا مؤتمر في فرنسا يحضره أكثر من مئة ألف مشارك، وفي ألمانيا أكثر من 5000، أيضا في سويسرا والحمد لله يوجد منشط جيد.

هل يصدر عن هذا الاتحاد مجلات أو مواقع أو ما شابه ذلك؟

نعم، نحن نصدر المجلة الأوروبية، أما الموقع فقيد التطوير ونحن بصدد إعادة النظر فيه.

أنتم إذن أكبر مؤسسة إسلامية عاملة في أوروبا؟

نعم هو ـ ولله الحمد ـ أكبر مؤسسة إسلامية تعمل في الساحة الأوروبية.

إذن أنتم تختلفون عن كير في الولايات المتحدة هكذا؟

نعم، كير تختلف.

مسيسة أكثر منكم؟

نحن أيضا عندنا جانب سياسي، لكن كير مؤسسة تهتم بالجانب الإعلامي أكثر.. وتركز بقوة في الجانب الإعلامي، كالدفاع عن القضايا، أما نحن فمؤسسة عندها تنوع أكثر.. كير كانت أساسا جزءا من عمل "رابطة شباب المسلم العربي في أمريكا"، فهذه هي المؤسسة الأم لأصحاب الفكر الوسطي.

هل تواجهون ضغوطاً كبيرة في طريقكم الآن؟

الضغط موجود، الاتحاد هو من أكثر المؤسسات التي تحملت الأعباء، غير أننا نتعامل معه من انطلاقًا من القانون، فالمواطن الأوروبي له حقوق وعليه واجبات، ونحن ندفع الضرائب ومعنى أني أدفع الضرائب أني موجود، ومع ذلك هم يضغطون، ونحن نرد على هذا الضغط بالأساليب السلمية والأساليب القانونية، ونجمع لنا حرية التعبير والتواجد والتجمع والتفكير والتبليغ.. والحمد لله رغم هذا الضغط تجد مثلاً أننا متواجدين في غالبية الأقطار، وهم يدعون بشكل رسمي في افتتاح البرلمان، ويحضر إلينا الرسميون في مساجدنا كملوك أو رؤساء أو رؤساء حكومات، وأصبح المسجد جزء من المؤسسات الأوروبية المعتبرة.. وأصبح في الوقت ذاته يحاصر!! لماذا؟ لكي يقال له الزم مكانك، هذا هو الإطار الذي ينبغي ألا تتجاوزه.

عودة لمسألة انتشار الإسلام في أوروبا، بحكم خبرتكم، هل تلحظون فارقًا بين الخمس سنوات الماضية وما قبلها في معدل انتشار الإسلام حتى لا يكون كلامنا رتيبا حول انتشار الإسلام، فالإسلام انتشر على الدوام لكننا نسأل عن مسألة معدل زيادة الدخول في الإسلام في السنوات الأخيرة التي رافقها هجوم أكثر ضراوة من ذي قبل يعني، فهل تلمسون ذلك؟

هو هذا، انظروا هذا الدين كلما حاصروه وهاجموه ينتشر أكثر ربما بمعدل أعلى من ذاك في حالة الهدوء.


بعد 11 سبتمبر تزايدت أعداد الداخلين في الإسلام بشكل رهيب كبير، في إيطاليا طبعوا ترجمة معاني القرآن الكريم في إيطاليا لمدة 10 سنوات وكانت تباع ولكن ما نفذت خلال تلك السنوات، أما بعد 11 سبتمبر فقد بيع خلال سنة أكثر مما بيع خلال الـ 10 سنوات الماضية لماذا؟

لأن الناس بعد 11 سبتمبر وبعد أحداث مدريد وبعد أحداث لندن وبعد الرسومات هذه، وكما يقول الله تعالى: "عسى أن تكرهوا شيئا يجعل الله فيه خيرا كثيرا"، نحن لا نوافق على هذه التفجيرات، لكن الله سبحانه وتعالى يدبر، اللهم دبر لنا فإننا لا نحسن التدبير؛ فالآن عدد المسلمين بعد 11 سبتمبر أكثر مما كان عليه، نحن نلمس ذلك، للحد الذي نراه أحيانا فوق طاقتنا؛ ففي رمضان كل يوم يدخل الناس في الإسلام ، حتى عمد أحدهم في جامعة ستوكهولم إلى إعداد رسالة دكتوراة عن دور المسجد في إدخال الناس في الإسلام إذ أصبحت ظاهرة.. ونحن نقوم بالبلاغ والله يتولى الناس.. وقد لاحظنا الآن أن متوسط سن رواد المسجد قد صار الآن 15 ـ 22 بعد أن كان المتوسط 40 عاماً.


على ذكر المد الإسلامي في أوروبا، مسألة المد والجذر بين الكنائس المختلفة أيها يزداد الآن علواً في أوروبا؟ وأيها أكثر فائدة في انتشاره على حساب الآخر داخل الصف النصراني في أوروبا بالنسبة للمسلمين.. البروتستانت أو الكاثوليك؟

هما سواء، لكن يبقى البروتستانت أكثر عداء من الكاثوليك.

هل الترمومتر الديني إن جاز التعبير بينهما زيادة في الأتباع على حساب الطرف الآخر متأثر بالدور الأمريكي، زيادة أو تراجعاً؟ لاعتبار أن البروتستانت أكثر هيمنة في الولايات المتحدة الأمريكية؟

بالتأكيد، الولايات المتحدة محركة للعالم الغربي حتى في الصعيد الديني، وأي تراجع أمريكي بالتالي يكون له أثره في الساحة الأوروبية.

هل تلمسون تراجعًا للبروتستانت؟

نلمس ذلك نعم، ولهذا نظن لو تراجعت أمريكا وقلصت معركتها هذه في مواجهة الإسلام كلما كان لذلك إيجابيته.


في الظاهر فقط كوسوفا كانت تتأثر بالدور الأميركي عن الأوروبي.. أليس كذلك؟ وبالتالي هذا التراجع الأميركي في كوسوفا خصوصا هل يؤثر على القضية البلقانية باعتبار أن أمريكا كانت تريد أن تتدخل في أوروبا عن طريق البلقان؟

أمريكا تدخلت في البلقان بقوة، موضوع البوسنة هذا ورطت أمريكا فيه أوروبا في البلقان؛ فقضية البوسنة حصل التدخل الأمريكي فيها بالأساس نتيجة توجيه وتحريك أمريكا لبيجوفيتش (الرئيس البوسني الراحل)، لأن أمريكا أرادت أن تشعر أوروبا ألا حل بدونها حتى في الداخل الأوروبي.


هل التراجع الأميركي يفيد المسلمين في البلقان أكثر؟

إذا كان يفيد الأوروبيين لكن في البلقان خصوصًا على إخواننا في البلقان يقرؤوا التاريخ من جهة، ويتعاملوا مع الواقع الأوروبي لا من خلال التاريخ وحده وإنما كذلك من خلال الواقع. فالأقليات المسلمة لا ينبغي أن تتحمس كثيرًا ولا تغتر بالجهات الداعمة، لأن الأقليات عادة ما يتم استغلالها من جهات أخرى، وعليه فنحن لا نود للأقلية المسلمة في البلقان ـ تحديداً ـ أن يتم استغلالها من قبل أمريكا أو غيرها في قضايا جانبية، والواقع أن هناك قضايا عديدة في أوروبا لن تحل بالقوة أو بالانفصال.


الهزائم التي منيت بها بعض الأحزاب اليمينية في أوروبا في بعض البلاد لحساب الاشتراكيين، كيف تقومون ذلك؟

هي بين هذا وذاك، لكن الآن في السويد الأحزاب اليمينية هي التي أخذت الحكم، في بلدان أخرى مازال الوضع لم يحسم بعد باليسار وباليمين؛ فيختلف الوضع من دولة لأخرى.

 

نحن هنا قد لا نسمع كثيراً بأنشطة المنظمات الإسلامية بشكل دقيق، ولذا أحياناً تثار حولها شائعات؛ فأين أنتم منها؟

نحن أصلا لو نقبل أطروحات أوروبا لوضعونا فوق رؤوسهم، غير أننا بالتأكيد لنا مواقف واضحة في قضايا فلسطين والعراق والهيمنة الأمريكية.. ونحن ـ ولله الحمد ـ نسير مظاهرات ونجمع تبرعات ولدينا أكثر من 15 مؤسسة إغاثية في أوروبا؛ فعندما تغلق الأبواب في منع التبرعات من العالم الإسلامي نحن نجمع.

نشكركم على إتاحتكم فرصة التعرف إلى اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عن كثب....

بارك الله فيكم ونفع بكم.