إبراهيم السكران وغضبة (الإصلاحيين)
18 محرم 1431
أحمد عبد العزيز القايدي

يتميز خطاب (الإصلاحيين) بالنقد الموجه لجهات رسمية عديدة ومع ذلك لا يزال كثير من رموز هذا الخطاب يعيشون أحراراً طلقاء يتجولون في البلدان ويسيحون في الأرض، ويحدثونك إذا جالستهم عن جمال الطبيعة وتفاصيل البلدان، وصدق السكران إذ يخبر عنهم (وهم والله لا حضارة دنيوية ولا دينية، بل كثير منهم يتحول إلى اللهو ومساهرة الأفلام، والشغف بالسفر للخارج) ومؤخرا كتب أحدهم عن أزمة جدة مقالاً عجز أن يجد في مخزونه الإسلامي أو المدني ما يستشهد به على ما أراد، فاستشهد بمقطع من مسلسل أمريكي.

 

بعد صدور دراسة إبراهيم السكران (احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي.. مناقشة علمية) كتب عدد من (الإصلاحيين) انتقادات لتلك الدراسة تفيض بعبارات الاحتقار والتنقيص، والفجور في الخصومة متلازمة لهؤلاء (الإصلاحيين) ومن جالسهم وخالطهم عرف هذا عنهم، منهم من يحترم (براد بيت) أكثر من احترامه للعلامة عبدالرحمن البراك، ويهتم بمنتج ذاك الممثل أكثر من اهتمامه بما يكتبه الشيخ البراك، وسلاطة لسانهم هذه ليست خاصة بأحداثهم بل كثير من رموز القوم تطفح أفواههم بالشتائم وبالفعل هم بحاجه لإصلاح ألسنتهم أكثر من محاولتهم إصلاح الواقع السياسي.

 

مرجع هذا الغضب الشديد إلى أن السكران نظر في عمدة خطاب القوم وأساس تجمعهم – وما أكثر اختلافهم فيما بينهم- فنزل عليه بمعول الحقيقة والبرهان فجعله قاعا صفصفا جعل رؤيتهم التي منها ينطلقون وحولها يدورون مجرد وهم، فما يدعيه هؤلاء من اختصاصهم بالإصلاح السياسي وأن كل من سواهم عميل أو مرضي عنه ثبت بالأدلة العلمية والعملية أنه تصور خاطئ.

 

فإن كان (الإصلاحيين) جهدهم لم يتجاوز البيانات والمقالات والتقارير فإن من افتعلوا معهم الخصومة سجلوا رسائل أكاديمية في دقائق السياسة الشرعية، وإن كان كل ما وصلوا إليه هو ندوات واجتماعات تعقد في المقاهي والمنازل لسب ذاك وانتقاد هذا فإن من يَنتقصون ويَحتقرون قد سجلوا مواقف وأصلحوا بالاحتساب كثير من المنكرات السياسية وغيرها، وأما عن رميهم الخطاب الشرعي وأهله بالتزلف والتملق ففي عمدة ما طرحه إخوانهم في (الإصلاح) "بيان الرؤية" و"الإصلاح الدستوري أولاً" من التزلف والتملق مالم يكتبه من انتسب للشرعيين وهو ليس منهم، وإذا كان نقدهم للمسئول لم يجعل لهم في (النضال) نصيب فإن من يُخونون منهم من لم يرى أهله سنوات لشبهة لم تثبت عليه.

 

باختصار قال لهم السكران أنتم مجرد أشخاص مصدومين ثقافيا لا تملكون شيئاً مما تدعون والناس سبقوكم بأشواط فيما تدعون أن لكم الفضل وقدم السبق فيه فعليكم أن تخجلوا من أنفسكم وتكفوا عن احتقار من هم أوسع منكم علماً وأقدم تجربةً، جرب أن يقول لك أحدهم هذا عندها ستغضب إذا كنت شخصاً غير متجرد أو غير (إصلاحي).