إصدار وثائقي في عامها الخامس والعشرين.. "البيان" تكشف حقيقة الحوثيين في اليمن والقوى الخفية التي تدعمهم
18 محرم 1431
محسن العبد الكريم

حفل العدد الجديد من مجلة "البيان" الذي صدر غرة المحرم، بالعديد من القضايا والأطروحات المهمة التي تتناول المستجدات على الساحة الفكرية والثقافية وقضايا الأمة والتحديات التي تواجه المسلمين.

 

وقد جاء عدد"البيان" الجديد الذي احتفت المجلة بمناسبة 25 عاما من صدورها، ليؤكد على مسيرة المجلة ودورها الدعوي والفكري والثقافي، والتطوير الذي شهدته لتواكب المستجدات في الشكل والمضمون، وقالت في كلمتها الافتتاحية "ها هو ذا العام الخامس والعشرون لمجلة البيان يهل، وتخرج بثوب جديد (شكلاً ومضموناً), ويحمل راية "البيان" ابتداءً من هذا العدد فريق جديد انضم لهيئة التحرير، يحمل رؤىً وتطلُّعات فكرية جديدة، واستحداث عدد من الزوايا (معركة النص) و(عين على العدو) و(الغرب: قراءة عقدية)، وقالت المجلة "إننا ندرك التحديات الكبيرة التي تواجهها الكلمة المطبوعة (الكتاب - المجلة - الجريدة) في ظل الانفتاح الفضائي والإلكتروني، وسيادة الثقافة البَصَرية، وندرك أيضاً أن معدَّلات القراءة في عالمنا العربي في انحسار شديد؛ ومع ذلك كله نعلم أن هناك عدداً كبيراً من القراء الجادين لا زالوا يتطلعون إلى الكلمة الصادقة التي تعبِّر عن آرائهم وتعالج تطلُّعاتهم وطموحاتهم.

 

وجاءت افتتاحية المجلة بعنوان "أيها الدعاة...!" أكدت فيها على إنجـــازات الصحـــوة الإسلامية بمختلف أطيافها الفكرية وتشكلاتها الإدارية، ومع تلك الإنجازات المحمودة المشكورة, هناك الكثير من التحديات، وتساءلت "البيان": هل نستطيع القول بأن الصحوة الإسلامية تعيش أزمة؟ وما معالم تلك الأزمة ومظاهرها؟ وما السبيل لعلاجها؟

 

وأجابت بالقول " بالتأكيد هناك أزمة متعددة المظاهر والمعالم،"، وحددت عدة مشكلات أبرزها:اضطراب الخطاب الدعوي,الأزمة الأخلاقية, والصراع بين التيارات المختلفة، وإهمال التربية، وقالت"لقد زهَّد بعض الدعاة بالتربية، وأُهمِلَت مناهجها الدعوية، وهُجِرَ كثير من محاضنها الجادة، ثم استُهلكت طاقات الدعاة في جوانب مفضولة لم تتذوق فيها حلاوة العبادة، وأنس الصلة بالله، جلَّ وعلا. فكانت هذه بعض الثمار,إنها حقاً أزمة أخلاقية تؤكد أن التربية الإيمانية هي الركيزة الأساس التي ينبغي أن تبنى عليها الدعوات".

 

وفي العدد يكتب الدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف عن "الشبهة"ويؤكد على أن تربية الأمة على الاستعلاء بالإيمان، والاعتزاز بالإسلام ولزوم السُّنة، لَيُحقق مَنَعة وسلامة من الشبهات؛ فالشبهــات تَعْلــق بالقلــوب الضعيفــة والنفوس المنهزمة؛ فهي محل قابل لتلك الشبهات، وكم جرَّت الهزيمة النفسية من ضعــف وخَوَر، وانسياق مع الشبهات، وانصياع للاعتراضات!

 

ويكتب الدكتور عبد الوهاب بن لطف الديلمي عن "ن يستنهض كوامن الخير في الأمة الإسلامية؟"ويقول إن المتتبع لتاريخ الأمة الإسلامية والمتأمل في ما تعرضت له من هزات عنيفة على مدى التاريخ، سواء بسبب عوامل خارجية أو داخلية يرى أنها الأمة الوحيدة التي ظلت عصية أمام العواصف؛ فكلما أصابتها كبوة، ونزلت بها عثرة، قامت معافاة، سليمة، تستجمع قواها، وتلملم جراحها، وتستأنف السير في طريقها إلى الله، عز وجل. فلم تخضع لذوبان، ولم تدخل في قاموس قانون الحضارات التي تمر عليها سُنَّة (سادت ثم بادت) كما هو شأن كل حضارة تمر بمرحلة الشباب ثم الشيخوخة ثم الانقراض؛ فعلى الرغم مما أصابها من محاولة مسخ شخصيتها، وتعرضها للاحتلال الذي حاول أن يستلب منها كل مقومات حضارتها، وأن يذيبها في الانحلال الخلقي، وأن يصرفها عن مقومات وجودها، وعزتها، إلا أنها دائماً تنهض وتستعيد عافيتها.ذلك أن الدرع الواقي لها من السقوط هو «العقيدة المستمدَّة» من كتاب الله - تعالى - وسنَّة رسوله #، كما كانت القوة الدافعة لها في مواصلة السير، وتناسي الآلام والجراح، وهذا يشكل أملاً مشرقاً بمستقبل مضيء مليء بالتفاؤل.

 

أما فيصل بن علي الكاملي فيكتب عن "سِـوار الوَهْـن"والأمواج المتلاطمة من العقائد الضالة والأفكار المنحرفة،وطالب بدراسة متخصصة في عقائد الغرب، لنقلِ المعركة الفكرية إلى ساحة الخصم، فتحرِّرَ المسلم من الأزمة الدفاعية الإعتذارية، وتُصحِّحَ بعض المفاهيم الخاطئة لديه، والتي تراكمت من جراء كتاباتٍ مُرتَجَلة،

 

ويكتب د. محمد بن عبد الله الدويش عن "إحياء العفة" ويحذر من ضخامة الفتن واتساعُ دائرة تأثيرها، الأمر الذي يفرض على المصلحين جهداً أوسع من مجرد التحذير العابر من مخاطرها ويطالب بالاعتناء بتربية النفوس على الإيمان والتقوى ومخافة الله, والاعتناء بتنمية الإرادة والقدرة على ضبط النفس, والاحتساب على مثيري الفتنة ومؤجِّجي الغرائز، والاجتهاد في التقليل من وسائل الإثارة.

 

وجاء مقال د. جعفر شيخ إدريس بعنوان "لمن الحكم؟..للخالق أم للمخلوق؟ يفند فيه دعاوى من يقولون إن الديمقراطية هي حكم الشعب نفسه بنفسه.

 

أما ملف العدد عن "المأزق العربي في أفغانستان" فقد احتوى على العديد من الدراسات والتحليلات فكتب إبراهيم بن سليمان الحيدري مقالا بعنوان (تواضعوا يا «جماعة الخير»), أما مقال د. يوسف بن صالح الصغير فقد جاء بعنوان "الكرسي المتحرك" والمزايدة الأمريكية على أفغانستان، وفي نفس الإطار جاء مقال علي حسين باكير "وتأبى..أفغانستان", ويكتب طلعت رميح عن "أفغانستان: أين يبدأ الصراع الدولي...وأين ينتهي الإقليمي؟", أما احمد فهمي فيكتب عن "الإستراتيجية الإيرانية في أفغانستان",

 

وفي العدد يكتب فهد بن صالح العجلان عن "قصة المعركة" ويؤكد على تعظيم الشعوب المسلمة للنصوص الشرعية لأنها مِن أقوى وسائل الحفاظ على هوية وثقافة هذه المجتمعات، أما حين تتمكن اللصوصية الثقافية من كسر هذا السياج والدخول بعدها في عمق النص لممارسة العبث والتأويل للأحكام والمفاهيم الشرعية؛ فإن هذا مؤشِّرُ خَطَرٍ وبلاء سيحل بمفاهيم الناس وقيمهم من حيث لا يشعرون.

 

وفي العدد الجديد يكتب محمد إدريس احمد عن "الصومال بين الفشل الداخلي والمكر الخارجي"    
ويتناول محمد علي غوري في مقاله قضية مسلمي محافظه (ملاكند) في باكستان؟، ويتعرض رضا عبد الودود لمشكلة باكستان ودوامة العنف والدماء.

 

ويتضمن باب "مرصد الأخبار" العديد من القضايا منها: قضية منع المآذن في سويسرا وعدوى إهانة رسل الله، وانتصار الفساد بأمر أمريكي بريطاني، ودبي: أحلام الفقاعة!

 

ويكتب د. عدنان أبو عامر عن حقيقة «الضَّخ» الإعلامي الصهيوني ضد حماس في غزة يجعل من كل فرد فيها يمارس دوره «الوطني» دون أن يكون هناك من يجبره على ذلك.

 

وفي العدد عرض شامل لكتاب "الحوثية في اليمن... الأطماع المذهبية في ظِل التحولات الدولية" الذي يكشف حقيقة الحوثيين وأطماعهم والقوى التي تقف خلفهم.

 

والكتاب يمثل بحثاً مطولاً ودراسة شاملة حول الحوثية كحركة والحرب كأزمة، حتى شهر ذي الحجة من عام 1429هـ أعدَّه مجموعة من الباحثين. وهو جريء في طرحه، مليء بالشواهد والبيانات والمعلومات، عميق في تحليله، صادق في لهجته وخطابه، يربط بين التاريخ والدين والسياسة رغم سهولة طرحه وبساطة عبارته. وهو وإن لم يكن الجهد الأول على الساحة اليمنية الذي يتناول القضية، لكنه قدَّم الموضوع بشمولية تُنَاسب حجمه.

 

ويكتب د. هاني بن عبد الله الجبير عن "المسؤولية الاجتماعية للشركات في المفهوم الإسلامي", أما أمين بن يوسف الدميري فيكتب عن "مشروع العمر" إضافة إلى الأبواب والزوايا والعديد من المقالات المتنوعة.

 

ومع العدد كتاب هدية من سلسلة (متابعات سياسية) وهي سلسلة تُعنى بمتابعة أهم ما تنتجه مراكز الدراسات والبحوث في الدول المؤثِّرة عالمياً؛ ولذا فهي توضِّح للقارئ طرائق التفكير، ومناهج البحث وأســاليبه، وعمليــات التقصـي وتوظيف المعلــومــة، ربما لكلمة شــاردة، أو لخطبة حماسية، أو لموقف مسؤول... كل شيء يوظَّف لصنع حقائق ربما من الوهم أحياناً؛ للتأثير في صنع القرار..