تناقضٌ مريب!! الدولة المصرية ضد التغلغل الصفوي وإعلامها يؤيده
6 جمادى الأول 1431
منذر الأسعد

قبل نحو خمسة أسابيع نشرنا في هذا الباب ملاحظة بعنوان: التطبير شعيرة دينية، تقريعاً لصحيفة مصرية رسمية –أي يمولها المواطن المصري المسلم دافع الضرائب- سمحت لدجال محترف أن يبث سمومه وأكاذيبه الصفوية ومنها زعمه الساقط أن التطبير الرافضي شعيرة دينية تشبه شعائر الحج –والعياذ بالله من كل كذاب فما بالنا بمن يفتري الكذب على قيوم السماوات والأرض؟-.

 

وها هي صرخة أخرى في السياق ذاته تأتي بعد شهر لا أكثر من هذا السلوك المشين، في بلد يعتز أهلوه -95%منهم مسلمون- بأن أسلافهم تغلبوا على التشييع القهري الذي حاول العبيديون فرضه على شعب الكنانة، فانتهى المشروع الباطني مدحوراً مذموماً وخرج من مصر يجر أذيال الخيبة، وبقي الأزهر شاهداً على هزيمة الرافضة الدوية، لأنهم أسسوه ليكون منطلقاً لنشر باطلهم في العالم الإسلامي كله، فإذا بالأزهر يغدو قلعة حصينة من قلاع أهل السنة والجماعة.

 

ولعل ما يميز وقفة الاحتجاج الجديدة أنها أتت من عالِم دين أزهري مرموق وصاحب منصب حكومي معني بالقضية مباشرة هو فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشؤون الدعوة.

 

جاءت كلمة الحق الجريئة التي أطلقها الشيخ الدكتور عبد الجليل في برنامج (مع الدعاة) الذي يعد الشيخ ويقدمه على قناة (أزهري)، ليعلن رفضه الصريح والقوي للهراء الذي يتبناه المدعو جمال البنا، والذي وصلت به الصفاقة إلى حد الترويج له على مسمع ومرأى ملايين المشاهدين، في خطوة يروم بها التغريبيون في ما يبدو التعويض عن فشل تعميمه في أوساط المجتمع من خلال كتبه الطافحة بالكذب والتحريف والسخرية من قطعيات الإسلام وثوابت القرآن والسنة المطهرة.

 

وما أثار سخط الدكتور عبد الجليل ويسخط كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن تيار التغريب الفاسد أتاح للبنا فرصة لإطلاق سمومه لا يتيح عشر معشارها لأهل العلم والدعاة المعتبرين حتى لو كانوا محسوبين على الدولة والنظام الحاكم!! فالرجل يعرض مباذله في القناة الفضائية وفي القناة الأرضية الثانية معاً، عبر برنامج "مصر النهار ده".

 

فالبنا دعا في البرنامج الذكور إلى زواج المتعة الذي حرمه الله عز وجل وهو عند أهل السنة والجماعة زنا وفاحشة مغلظة، كما حرّض على تبادل القبلات بين الشباب والفتيات من غير زواج وأباح التدخين في نهار شهر رمضان!!!!! والأشد قبحاً فيه وفي الذين أتاحوا له فرصة تزييف الإسلام وتضليل العامة، أنه يقدم لهم تلك الأباطيل على أنها موافقة للكتاب والسنة، الأمر الذي استفز الشيخ عبد الجليل الذي يطالب البنا بأن يبين هويته الحقيقية للجمهور، فإن كان شيعياً فليعلن ذلك بدلاً من أن يتبنى مفاسد الشيعة ويسوقها على أنها أحكام مقبولة عند أهل السنة والجماعة!!!

 

وقد تزامنت فضيحة البنا في الفضائية المصرية، مع وقاحة جديدة أظهرها المتشيعون في مصر، إذ أخذوا يهاجمون فتاوى علماء الأزهر التي أكدت تحريم الإساءة إلى الصحابة الكرام وأن سبّهم من كبائر الذنوب، فقال أحد أذناب الصفويين في مدينة المنصورة: إن شتم الصحابة ليس حراماً بل إنه "حق" مباح للجميع!!! وتناسى هذا الكذاب الأشر أن سباب المسلم -أيّ مسلم- فسوق مثلما جاء في الأحاديث الصحيحة فكيف بالتطاول على المهاجرين والأنصار الذين زكّاهم رب العالمين في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أيما تزكية؟ أفليس من ينتقص منهم –فضلاً عن أن يسبّهم!!- يكذّب الله تعالى والعياذ بالله من الكفر.

 

والمشكلة التي تستحق الانتباه، أن الرافضة في مصر اليوم ليسوا سوى بثور طارئة من المستنقع المجوسي، فهم منبوذون من الأكثرية الساحقة المعتزة بدينها الحنيف. وحتى لو نظرنا إلى القضية من زاوية سياسية محضة فإنها تَدَعُ الحليم حيرانا، فالدولة المصرية في طليعة الدول العربية المتيقظة للخطر الصفوي وتتصدى له بجدية واضحة، فكيف يتبنى الإعلام الرسمي توجهات لا تخالف التوجه الرسمي فحسب، وإنما تتناقض معه جذرياً، فهل هنالك عملاء لإيران في صفوف القائمين على الإعلام الحكومي أم أن ذوي الميول التغريبية يسعون إلى دعم التشيع لأنهم لا يناوئون سوى الإسلام الصحيح المستمد من القرآن العزيز والسنة الشريفة؟ ولماذا لا يتم إبعادهم عن مواقع التأثير ما داموا يخدمون مخططات أعداء الدولة؟