12 محرم 1432

السؤال

لدي بنت عمرها 8 سنوات لكن ألاحظ أنها لا تحترمني كيف أنمي فيها صفة الاحترام والتقدير لي وللآخرين.

أجاب عنها:
يحيى البوليني

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
في البداية أشكر لك ثقتك في إخوانك في موقع المسلم بعد ثقتك بالله سبحانه ونسال الله ان نكون أهلاً لهذه الثقة وان ينفعك بنا وينفعنا بصالح دعائك
أولا السائل لم يوضح مجموعة من الاستيضاحات التي ينبغي ان يذكرها في سؤاله ومنها كون السائل الأب أو الأم لان هناك فرقا كبيرا بين أن يسال الأب هذا السؤال أو الأم ومنها أيضا أنه لم يوضح أن البنت هذه وحيدة أم معها إخوة أو أخوات وما ترتيبها ولم يوضح طريقة المعاملة معها من حيث الشدة الزائدة أو التدليل المفرط.
ولكننا سنجيب بقول عام نظرا لعدم تخصيص الحالة المسئول عنها في نقاط:
لا يعرف الطفل معنى لكلمة الاحترام كي يتهم بالتقصير فيه أو بالانتقاص منه إذ يعرف رغباته فقط وهو غير مضطر لأن يسمع وينفذ كل الأوامر التي تلقى عليه ولا يعتبر ان عدم طاعته للأوامر جزء من عدم الاحترام إذ أن هذا المعنى أو المصطلح لا تبادر إلى ذهنه ولن يصل إليه إلا على مشارف البلوغ أو أثناءه.
نستطيع أن نحكم على سلوك الطفلة المتمثل في عدم إطاعة الأوامر بالعناد فتسمى الحالة بالطفل العنيد الذي يرفض الرضوخ للأوامر التي يلقيها عليه الأبوان أو أحدهما، والطفل لا يفرق في عدم طاعته لأوامر والديه أمامهما وحدهما أو في حضور آخرين مما يوهم الأبوين أن هذا قلة أو عدم احترام منه لهما.
لا يعتبر العناد في شخصية الطفل صفة سلبية على طول الخط بل قد يعتبره الكثيرون من علماء التربية صفة ايجابية إذ تنبئ عن طفل مستقل الشخصية قادر على اتخاذ القرار ويعتبرونها محطة مهمة في سبيل نمو الشخصية السوية وفي المقابل يعتبرون الطفل المستكين الراضخ دائما طفل يحمل في داخله مشكلة نفسية أكبر من الطفل العنيد.
كثيرا ما يعتبر العناد عند الأطفال نوعا من التعبير عن الانتقال من مرحلة إلى أخرى نتيجة رفض أو تقليل الاعتماد على الأسرة وبداية الاعتماد على الذات والذي يساهم كثيرا في نمو الشخصية المبدعة والقيادية ولذلك لا ينبغي قصر النظر على تلك الأفعال بأنها عدم احترام فقط.
قد يكون العناد وسيلة للتعبير عن المطالبة بشيء تربوي معين مثل المطالبة بالاهتمام لمن يشتكي نقصه أو الاعتراض على سلوك تربوي مثل الإكثار من الضرب أو السخرية ويظهر ذلك في عناد الطفل وعدم اكتراثه بالأوامر.
وننبه أخيرا على أن الطفل يتعلم بعينه أضعاف ما يتعلمه بسمعه فإذا كان الطفل يرى احتراما متبادلا داخل أسرته بين أفرادها فسينشأ على احترام كل من فيها وإذا كان لا يرى احتراما لبعض الأشخاص من قبل الباقين داخل محيط معارفه فلن يجد لهم في قلبه احتراما ولن يسمع منهم ولن يتلق منهم أي أمر أو نصيحة وسيضرب بها عرض الحائط.
يحتاج الطفل إلى المعاونة في التربية بين الوالدين فلا يصح أن يلقي أحدها أمر التربية للأطفال على كاهل الآخر وحده ويحتاج أيضا إلى الاتفاق على اسلوب التربية كي لا يهدم أحدهما ما يبنيه الآخر.
والحديث موصول عند استكمال البيانات وفقكم الله وحفظكم.