إلى د.العوا المدافع عن إيران والمهوّن من التشيع: ما عذرك عند ربك؟!
9 رجب 1431
منذر الأسعد

تنبع خطورة ما يبثه الدكتور محمد سليم العوا من نقطتين مهمتين، أولاهما: أنه يتولى منصب الأمانة العامة للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، والثانية: أن للرجل حضوراً قوياً في الفضائيات، وهو فصيح وطليق اللسان، ولديه قدرة جيدة على الاحتجاج لآرائه.

 

من هنا يأتي عتبنا على الدكتور العوا في مواقفه الغريبة من نظام الملالي في طهران، فهو يؤيد هذا النظام بحماسة شديدة لا تجاريها حماسة لأي نظام قائم في أي بلد إسلامي.ولو أنه وقف عند هذا الحد، لكان الخطب أهون، لكن الدكتور غفر الله لنا وله، يسعى بكل ما آتاه الله من طاقات إلى التهوين من أمر السعي الإيراني المحموم لنشر الرفض في البلدان الإسلامية بعامة والعربية منها بخاصة. والأشد إثارة للأسى استهانة الرجل بالخلافات الجذرية بين أهل السنة والجماعة، والإمامية الاثني عشرية، إذ يزعم أنها اختلافات فقهية في الفروع!!

 

قبل أيام قلائل كان العوا ضيفاً على قناة بي بي سي العربية، فدافع عن إيران دفاعاً عاطفياً لا يليق بمثله حتى لو كان صواباً، لكنه تجاوز ذلك لينكر على الآخرين أن يخالفوه -مع أنه ذو صدر رحب إزاء مخالفيه في الدين!!-، فقد ادعى بجراءة لا يحسد عليها، أن منتقدي معشوقته إيران ليسوا سوى ذيول للصهيونية والاستعمار!!!!!!! ثم ساق الاتهام العشوائي نفسه -وهو رجل قانون!!- لكل من يحذّر من حملات التمدد الشيعي في بلده مصر!!

 

ولم يراجع العوا مقولاته هذا عندما نبهه مُحاوِرُه إلى تناقضه مع موقف رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، بل ادعى ضمناً -أن القرضاوي مضحوك عليه (زينوا له الكلام!!)!! والمذهل أن نسي أن الدكتور القرضاوي كان إلى فترة قريبة على رأس دعاة التقارب مع إيران، ثم أفاق على مخططاتها الهدامة فتبد لموقفه وأدرك أن دعاوى القوم عن التقريب ليست سوى استغفال لأهل السنة لتمرير مخططهم الإجرامي .

 

غير أن كل تلك الأعاجيب التي قام بها العوا تهون أمام نفيه القاطع أن الرافضة يسبّون صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم!! بل إنه جحد عدم ترضّي الإمامية الاثني عشرية عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم!! فإذا كان الدكتور لا يعرف شيئاً من بدهيات الرافضة المبثوثة في جميع كتبهم العقائدية قديمها وحديثها فتلك مصيبة وأما أنه يدري فتكون المصيبة أعظم!! ومثل الدكتور لا يُعْذَر بالجهل في موضوع يتحدث فيه حديث العارف الجازم بما يدعي معرفته، فكيف وقد بات العامة في وقتنا الحاضر –من أهل السنة ومن عوام الشيعة أنفسهم-باتوا على معرفة أكيدة بأن تكفير الرافضة للصحابة -باستثناء3أو7كحد أقصى- هو من العقائد المجمع عليها بينهم سلفاً وخلَفاً، وأن ذلك من ضروريات المذهب وفقاً لم نص عليه الحر العاملي والمجلسي والكليني و......كيف لا وقد فضحت الفضائيات تلك العقيدة الكفرية موثقة بالصوت والصورة، بعد قرون من تضليلهم لعامتنا من خلال التقية حيث كانوا يخفون ضلالاتهم ويجحدون وجودها!!

 

وأما افتتان العوا بشعارات آيات قم إلى أن يجعل الموقف منهم معياراً للتمسك بالإسلام وشرف الوطنية والعروبة، فلا نملك أمامه غير أن نقول له: هنيئاً لك بهم وبمناهضتهم للصهيونية والاستعمار، بدليل تعاونهم مع اليهود والصليبيين في احتلال العراق وأفغانستان!!

 

إن المحزن في مسلك الدكتور العوا، أن دعاواه لا تقوى على إقناع العامي غير المتخصص، فعملاء طهران هم الحكام الذين جلبهم الغزو الصليبي في ركابه ونصبهم حكاماً بأمره على بلاد الرافدين!! أم أن الخرافي الغائب في السرداب جعل الأمريكيين أغبياء لا يعلمون أن الجعفري والحكيم والمالكي ورهطهم جميعاً ليسوا أكثر من أدوات إيرانية، وأنهم عاشوا هناك وقاتلوا بلدهم إلى جانبها!!