قادة السنة في لبنان.. الاستسلام إغراء لأعدائكم!!
18 شعبان 1431
منذر الأسعد

حسن نصر الله لا يخفي شيعيته فلباسه وسلوكه وشعاراته وإعلامه تنطق بها بوضوح وبلا تقية!! ولذلك أطل على اللبنانيين مؤخراً متوعداً كل من يرضى بالقرار الاتهامي الذي سوف توجهه المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وكان نصيب سعد الحريري-ابن القتيل-هو النصيب الأوفى من التهديد بإشعال لبنان كله!!بل إن نصر الله أكد أن الحريري أبلغه شخصياً أن القرار الظني للمحكمة سوف يتهم عناصر من حزب نصر الله باغتيال الحريري الأب!!

 

وبعد أقل من 24 ساعة استغل الحريري المؤتمر التأسيسي لحزبه (تيار المستقبل) فسعى إلى الرد على زعيم حزب الرافضة، لكنه لم يجرؤ على تكذيب روايته، وترك هذه المهمة لنواب من مؤيديه!!ثم أصر سعد الحريري على أن حزبه الجديد القديم حزب لكل لبناني وليس حزباً لأهل السنة في لبنان!!فنصر الله يعلن بوقاحة أن دم الحريري الأب يجب هدره، وإلا أحرق لبنان وأهل السنة تحديداً!! وسعد الحريري يبدو خائفاً من الابتزاز الرافضي، ولو في نطاق خشيته من تجدد الحرب الأهلية!!

 

ونسي المسكين أن "اعتدال" والده وتسامحه طائفياً إلى حد التفريط لم يمنعا أعداء المسلمين من تصفيته جسدياً!! كما أن القوم أهل غدر وبغضاء متأصلين فكلما تنازل المرء لهم زادوا طغياناً واستكباراً!!

 

إن كل من يتعمق في قراءة ملف لبنان وبخاصة في نصف القرن الأخير، تستفزه هذه السمة السلبية التي يكاد يختص بها أهل السنة والجماعة هناك، فهم الطائفة الوحيدة التي تتصرف بعيداً عن الطائفية، من بين 18طائفة تتألف منها فسيفساء لبنان على تفاوت كبير بين أحجام تلك الطوائف. وهي الطائفة الوحيدة التي يقودها في الأكثر علمانيون تائهون. وهذه السلبية تفسر أن الطائفة السنية خرجت من الحرب الأهلية باعتبارها أكبر الخاسرين، لأن النصارى قاتلوا كنصارى والرافضة حاربوا كرافضة، في حين أبى أهل السنة أن تكون لهم ميليشيا!!

*******

 

أخبار مهمة /غير مهمة!!!

هل من الغريب أن يعتنق يهودي دين الإسلام في وقتنا الحاضر؟
الجواب بالنفي مبدئياً لأن القلوب بيد الرحمن يقلّبها كيف يشاء.أما إذا نظرنا إلى الواقعة المفترضة بمقاييس البشر ومعطيات حواسهم وحدود مداركهم فإن الاحتمال يصبح شديد الضآلة.

 

وتتسع المسافة كثيراً إذا أصبح الاستفسار عن كاتب مشهور يحمل ضغينة شرسة ضد الإسلام وكل ما يتصل به وبأهله، بل إنه رجل فكر وإعلام يكاد يختص في التحذير من انتشار الإسلام في أوربا، حتى إنه دأب على دعوة بني جنسه في الغرب إلى إعداد حقائبهم ليهاجروا من بلدانهم التي يغزوها الإسلام وكأنه طاعون أسود!!

 

ليس يعني القارئ غير المتخصص الاختلافات في تعريفات الخبر بين أهل الصحافة ورجال الإعلام، لكن من المفيد التنبيه إلى الفرق بين مدرسة الإثارة(كلبٌ عض رجلاً –هذا ليس خبراً عندهم بل الخبر هو: رجلٌ عض كلباً!!)ومدرسة البعد الاجتماعي التي تربط الخبر بمحتوى يهم الناس ومعلومة تعنيهم في شؤون حياتهم.

 

فسواء أخذنا بهذه الرؤية أو تلك، فإن من العجيب تواطؤ الإعلام العربي واسع الانتشار على تجاهل نبأ، من وزن اعتناق الكاتب والصحافي الألماني اليهودي الشهير "هنريك برودر" للإسلام، بعد سنوات من هجومه المتواصل على الإسلام والمسلمين!!

 

وفي أضعف "إيمان" المهنة الإعلامية كان من المنطقي الاهتمام بخبر إسلام برودر لأنه ابن المهنة!! أو من باب الإثارة الكامنة في انقلاب الرجل 180درجة على ماضيه القريب!!

فلنتخيل حدوث العكس-لا قدّر الله-إذا ارتد مسلم من عامة الناس عن دينه ودخل في ملة أخرى!!

فيا أدعياء الموضوعية كفاكم خيانة لأبجديات المهنة الصحفية، على الأقل لأنها لم تعد مجدية في زمن الفضائيات والإنترنت!! فإذا لم تكن عن قناعة مبدئية وأخلاقية فلتكن من باب الحرص على السمعة!