الاستخبارات الأمريكية وأحداث11سبتمبر
23 شعبان 1431
منذر الأسعد

استغلت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات 11سبتمبر(أيلول)2001م أبشع استغلال فاتخذت منها ذريعة لغزو بلدين إسلاميين هما العراق وأفغانستان. كما اتكأت عليها لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب كله وفي أرجاء العالم، تحت ستار حربها القذرة المتسترة بما أطلقت عليه: مكافحة الإرهاب.

وكان لسطوة إعلامها وترهيبها للنظم والحكومات أثر بالغ في طمس حتى ثقافة السؤال التي يتباهى بها الغرب تقليدياً،فلم تسمح لصوت حر بأن يناقش الوقائع ويشكك في روايتها المليئة بالثغرات.

 

من هنا يكتسب كتاب: السي آي إيه و11أيلول2001 الإرهاب العالمي وأجهزة الاستخبارات،يكتسب قيمة مضاعفة لأنه يضع النقاط على الحروف بجرأة.ومؤلفه أندرياس فون  بولوف لا يخفي شكوكه في الصيغة الرسمية الأمريكية.والكتاب من ترجمة د.عصام الخضراء وسفيان ألخالدي,ونشر دار الأوائل للنشر والتوزيع في العاصمة السورية  دمشق.

 

فقد انتهزت إدارة بوش هذا الحدث لتعلن سعيها للسيطرة  السياسية والعسكرية والاقتصادية على العالم بتركيع الدول تحت سوط: "من لم يكن معنا فهو ضدنا" فدشن بذلك أشنع دكتاتورية في التاريخ تحت راية دعوات الديموقراطية وحقوق الإنسان!!!!!

 

ويطرح المؤلف كثيراً من التساؤلات  لفضح تناقضات الرواية الأمريكية  لأحداث واشنطن ونيويورك  ومن أبرز ما يثير الشك حصر التحقيق بأجهزة المخابرات التابعة للكونجرس مع منع رجال الكونجرس ولجانه من التحقيق !!! , ولذلك ما زالت  هناك مطالب شعبية وسياسية لكشف ملابسات الحوادث ومعرفة حقيقة ما جرى!!

 

يؤسس بولوف أطروحته على فكرة مهنية وحرفية تستند إلى قابلية التصور والشك وفق الأسس العلمية فاستعرض  أرقام الرحلات 11,157ونوع الطائرات ومدن الانطلاق والتي استهدفت  في مركز التجارة العالمي البرجين الشمالي والجنوبي , والرحلة 77, ونوع الطائرة التي ضربت المحيط الخارجي للبنتاجون والتي كانت تستهدف البيت الأبيض بحسب التقارير وكذلك الرحلة 93 ونوع الطائرة التي سقطت أو أسقطت قرب "شانك فل" في منجم فحم قديم بولاية "بنسلفانيا", وأشارت المعلومات الأولية إلى سقوطها بصاروخ وانفجرت بالجو بحسب الكتاب.

 

وتوقف الكاتب أمام الخواص الفنية الخارقة للمبنى وبناء مركز التجارة العالمي على نمط فولاذي الهيكل يبلغ ارتفاعه 400 متر مرتكزا على حوامل ضخمة فولاذية في وسطه , وأقيمت الأساسات على فولاذ خاص استورد من اليابان سماكته 12 سم وتتناقص سماكته كلما اتجهنا نحو أعلى البناء .كما تم تثبيت البناء بواسطة 256 حاملة فولاذية تبعد الواحدة عن الأخرى متراً واحداً وهي مثبتة بدورها بحوامل جانبية مغلفة بمواد مضادة للحريق, أما الأرضية في الطوابق فكانت ترتكز على تركيبه فولاذية إسمنتية مثبتة من جهة على الحوامل الفولاذية وعلى حوامل خارجية خاصة من الجهة الأخرى.

 

فهندسة البناء قد صممت لتتحمل مثل هذه الصدمات وتستطيع الصمود مدة عشرات السنين في وجه الرياح الشتوية العاتية الأشد ضراوة ,وأورد بولوف أقوال بروفيسور  في علم "ستاتيك البناء" المتضمنة استحالة سقوط البرجين  بتأثير عوامل الضغط والحرارة الناجمة عن اصطدام الطائرة بهما, لأن أعلى احتراق للكيروسين يصل إلى 375درجة مئوية أما درجة ذوبان الفولاذ فهي 1300درجة مئوية!! ويفقد الفولاذ متانته بدرجة 800 وتلك الدرجات لا يصل إليها الكيروسين المشتعل!! ومما ضاعف من الشك  منع  السلطات الجنائية من تعقب وجمع الأدلة وأثار الجريمة ,بالإضافة إلى نقل الأجزاء الفولاذية الحساسة من مكان الحادث قبل وصول الخبراء لإجراء الفحوص الواجبة الأمر الذي  مما أدى إلى إخفاء أدلة مادية حساسة  من مسرح الجريمة.

 

وما حصل  لم يكن متوقعاً إذ هبط البرج الجنوبي الذي أصيب من الجانب برغم أن تصميم الأبراج قد نفذ ليتحمل صدمات طائرات ضخمة من هذا النوع وليتحمل كذلك الرياح العاتية التي هي اشد قوة .  وبعد مناقشات لتفاصيل فنية تجعل الحكاية الرسمية مستحيلة علمياً،يسأل المؤلف: كيف وصلت النيران إلى البناء رقم 7 بعد سقوط البرج الشمال في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا بتوقيت أمريكا ليسقط هو الأخر في تمام الساعة الخامسة والنصف, أما الأبنية رقم 5,4 فقد استمرت بها النيران لساعات طويلة ولكن هياكلها الفولاذية تمكنت من الصمود على عكس الأبراج والمبنى رقم 7؟

 

وفي المجال الاقتصادي شهدت البورصة في نيويورك مضاربات "إسرائيلية" مريبة في الأسبوع الذي سبق الأحداث بصورة يومية ومستمرة، وبرغم الإعلان الفوري عن تلك العمليات المريبة لم يتم الكشف عن أسماء المنفذين من داخل الإدارة الأمريكية وكذلك لائحة الشركات الـ38 التي تاجرت بتلك الأسهم قبل أيام من الحادث!!!وكشف البنك المركزي الألماني بناء على فحص وثائقه في تلك الفترة عن تورط العديد من المقربين من صناع القرار في الإدارة الأمريكية في تلك الوقائع المشبوهة, وحتى اليوم ما زال الرأي العام ينتظر نتائج التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفدرالي إف  بي آي بالتعاون مع مكتب مكافحة الجرائم الاقتصادية, حيث قامت وكالة الأمن القومي وحسب المعلومات الصادرة أليها من الإدارة القانونية بمحو التسجيلات الهاتفية المتعلقة بأنشطة المضاربين بالبورصة!!

 

كما انتهى بحث بولوف إلى  أنه قبل أسابيع قليلة من 11سبتمبر قام الممول اليهودي "سلبر شتاين" باستئجار مركز التجارة العالمي من مدينة نيويورك لمدة 99 عاماً بأجر قدره مئة مليون دولار سنوياً,  فهل كان هذا اليهودي يرجم بالغيب فقد قام بالتامين على مركز التجارة العالمي بمبلغ 3,2مليار دولار بما فيه الحوادث ضد الإرهاب ولأول مرة يحدث أن توافق شركة التأمين على تأمين ضد الإرهاب!!!

 

وفي سياق الخطف المزعوم للطائرات يسأل المؤلف لماذا لم ينفذ الطيارون الإجراءات التي تدربوا عليها في حال اختطاف الطائرات, وهي أن يعطي الطيار رمزاً مؤلفاً من أربعة أرقام على الحاسوب لمركز المراقبة الأرضي للملاحة الجوية, وهو وجد أن من المستحيل استيعاب حكاية  قيام طيارين هواة سيئي التدريب بقيادة طائرات حديثة عملاقة وتوجيهها بسرعة 800كلم بالساعة باتجاه مركز التجارة العالمي والبنتاجون !!

 

ولا يقف الأمر عند هذه النقاط المهمة،فقد ادعت جهات التحقيق  عدم العثور على الصناديق السوداء للطائرتين المرتطمتين بأبراج مركز التجارة العالمي أما صناديق الطائرتين الأخريين فقد تم العثور عليهما ولكن التسجيلات ناقصة وهو ما يعني أنه تم  التلاعب بمحتواها فضلاً عن أنه لم يتم نشر مضمونها  بحجة سريتها!!

 

ومما يثير الأسئلة اكتشاف   تمرين كان مقرراً إجراؤه يوم 11 سبتمبر 2001 في كل من البنتاجون ومؤسسة التحريات الوطنية وكان الهدف من التمرين التدريب على مواجهة حادث سقوط طائرة على كل من المبنيين الحكوميين ومعالجة الحادث!!  وقد ألغي التمرين في يوم11سبتمبر نفسه قبل ساعات من الهجمات!!

 

ومن العجيب أنه في الساعات الأولى بعد الأحداث تم الإعلان عن  19  مسلماً قيل :إنهم دخلوا الولايات المتحدة الأمريكية وتدربوا على قيادة الطائرات, في حين  تمسكت شركات الطيران على لوائح ركابها التي تفيد أن أياً من المتهمين باختطاف الطائرات الذين نشرت أسماؤهم لم ينجز إجراءات صعود الطائرة،ثم أظهرت تحريات صحفيين غربيين ومعظمهم  بريطانيون أن سبعة من المتهمين على الأقل ما زالوا على قيد الحياة ولم يكونوا في أمريكا في وقت الأحداث!!, وقد زار صحافيون من  إندبندنت  وديلي ميرو  الأشخاص السبعة  في بلدانهم ونشرت  مقابلات صحفية أجرتها معهم،معززة بصورهم الطازجة !! ومع ذلك لم يكترث مكتب التحقيق الفدرالي ولا وسائل الإعلام الغربية ضرورة مناقشة مدى صدقية  لائحة المشتبه بهم التي جرى نشرها وتبنيها بعد دقائق معدودات من وقوع الأحداث.

 

وبعامة فإن الكتاب يستحق القراءة لعمقه وغزارة معلوماته ودقة استنتاجاته إذ يتعذر على المرء إيراد كل ما ورد فيه من مناقشات علمية هادئة وما استند إليه كاتبه من حجج دامغة!