استقالة الراشد وأيتامه؟!
24 شوال 1431
منذر الأسعد

ضج الإعلام التغريبي كله في منطقة الخليج العربي،بعد الإعلان عن استقالة عبد الرحمن الراشد مدير قناة العربية من منصبه،وإن شئنا مزيداً من  الدقة  قلنا: إقالة الراشد وليست استقالته.فهو يمثل "نموذجاً"لجيل كامل من التغريبيين المسلَّطين على أكثر وسائل الإعلام المحلية.
فقد أفادت مصادر صحفية مؤخراً أن الراشد تنحى عن المنصب الذي يتولاه منذ سبع سنوات عجاف( تولاه قبل أيام من كارثة الغزو الصليبي اليهودي للعراق في ربيع عام 2003م)!!.ولم توضح أسباب الإقالة التي اتخذت صيغة استقالة لتأكيد الحرص عليه،حتى إن الراشد ذاته أبى الكشف عن الأسباب لصحيفة محلية اتصلت به هاتفياً،واكتفى بان قال لها:اسألوا مالك مجموعة إم بي سي وليد الإبراهيم!!

 

كما تزامن الحدث الغامض مع ظهور أنباء عن منعه من الكتابة بجريدة الشرق الأوسط،التي كان يرأس تحريرها قبل انتقاله إلى العربية،لكنه ظل يكتب عموداً يومياً بها!!
هنالك من ربط الحدثين معاً،بالقشة التي قصمت ظهر البعير،عندما بثت العربية في شهر رمضان الماضي برنامجاً تضمن افتراءات فظيعة على الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله،بصورة لا ترد عادة إلا في الإعلام الغربي الحاقد،وفي أدبيات غلاة المتصوفة الذين تحتفي بهم العربية بقيادته،وكأنها تنفذ توصيات مؤسسة راند الإجرامية لتقليص نفوذ الإسلام بين المسلمين!!

 

ومن عجائب القناة في ظل ترؤس الراشد لها،مناوأتها الجلية للخط العام للسعودية رسمياً وشعبياً وهو أن الإسلام أساس هوية البلد وأنه محل اعتزاز وفخر ومصدر التشريع والحكم..
بيد أن الراشد تجاوز حتى هذه الخطوط الحمر،فكانت قناته الصوت اليتيم في القنوات الإخبارية التي عملت على الترويج للاحتلال الأمريكي للعراق وتزيين آثاره الرهيبة،التي تبرأ منها الإعلام الأمريكي نفسه.
وتسعى العصابة التي أسسها الراشد إلى تجميل الواقعة،فبعضهم يسرّبون شائعات عن أن أصحاب المحطة معجبون ب"جرأته"إذ أقدم على تحمل خطأ تحريري ارتكبه آخرون!!
ومن يعرف استبداد المذكور في تاريخه كله –منعه الشديد ظهور أقلام إسلامية في كل مطبوعة تسلط عليها-يدرك أن ذلك ليس سوى لإثارة غبار لتغطية فضيحته التي لا تجد لها شفيعاً حتى الآن على الأقل!!

 

كما عمد المنتفعون الذين حشد بهم مواقع العمل بالقناة إعلامياً وفنياً وإدارياً،عمدوا إلى التهديد بتقديم استقالات جماعية إذا غادر زعيمهم وولي نعمتهم مكانه!!وربما كانت هذه الحركة الصبيانية استباقاً خبيثاً لطردهم المتوقع إذا حل محل صاحبهم أي إعلامي يحترم مهنته ..فأكثرهم من صنف النطيحة والمتردية وما عافه السبع-وليس ما أكله-!!!!
وحتى يتبين  الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر الاستقالة،تبقى سيرة الراشد جديرة بالاتعاظ،فمهما طال مكث القلم المعادي لأمته فإنه سوف يغادر المسرح بازدراء يستحقه،والبادئ أظلم!!فكيف إذا كان الظلم ظلماً للدين وثوابت الناس وإجماعهم وليس جوراً على مال فرد أو حق جماعة محدودة العدد؟