وشهد شاهد من أهلها!! مشروع آيات قم بالصوت والصورة..
12 ذو القعدة 1431
منذر الأسعد

سبحان من هيّأ للأمة وثيقة شديدة السرية،تسربت ثم أصبحت متاحة على الشبكة العنكبوتية لكل الناس،بعد كتمانها عن الناس زهاء عقدين  من السنين.
في الشريط الذي انطلق على موقع يوتيوب الشهير ثم شاع على الفيس بوك والمنتديات المختلفة،يبدو حسن نصر الله –في فترة تهيئته الأولى لتزعم حزب الله في لبنان- مع عدد محدود من شركائه في خدمة مشروع الولي الفقيه،يتحدث في دائرة ضيقة،بكل طمأنينة،لأنه لم يكن يتوقع يومذاك ولا سادته أن يظهر الشريط الخطير إلى الملأ.

 

يعترف نصر الله بوضوح أن حزبه أداة إيرانية 100%،ولذلك يقول بالحرف:
(أنا واحد من هؤلاء الناس الذين يعملون في مسيرة حزب الله وفي أجهزته العاملة، لا أبقى لحظة واحدة في أجهزته، لو لم يكن لدي يقين وقطع في أن هذه الأجهزة تتصل عبر مراتب إلى الولي الفقيه القائد المبرئ للذمة الملزم قراره، بالنسبة لنا هذا أمر مقطوع ومطمأن به ) !! ووليه الفقيه حينئذ هو الخميني قبيل وفاته.

 

ويكمل الرجل كلامه عن مشروع طهران الذي ينفذه حزبه قائلاً: ( .... أن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزءاً من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني)!!.
وفي معرض إجاباته عن أسئلة الحاضرين،كشف نصر صراحة مهمة مراجع الرافضة في البلدان العربية بأنهم ينفذون ما يأمرهم به الخميني،مشدداً على أنهم جميعاً يخوضون معركة واحدة!!وأنهم يعملون في نطاق مشروع واحد تقوده طهران.وهو بصفاقة يمنح سيده الخميني صلاحية إضفاء "الشرعية" على من ختارهم لحكم المسلمين في أي مكان في العالم،لأن ولايته المزعومة تشمل الأمة كلها ولا تقتصر على رقعة جغرافية معينة!!
ولعلنا ممن نبّه منذ فترة بعيدة إلى إصرار الإعلام الخميني وتوابعه على تسمية نظامهم باسم "الجمهورية الإسلامية في إيران"،ورفضهم أن يقال: الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفقاً للتسميات الشائعة والمألوفة.والفرق لمن أراد التأني دقيق،فهم يريدون القول : إن جمهوريتهم المجوسية لا تقف عند حدود إيران الجغرافية،فأطماعهم مفتوحة على بلاد الإسلام قاطبةً!!

 

الشريط/الوثيقة جاء بمثابة صدمة للمغفلين من أهل السنة الذين لطالما انخدعوا بأكاذيب القوم وشعاراتهم المزيفة عن الوحدة الإسلامية وخرافة التقريب بين أهل السنة ودين الرافضة.
وشاء الحق عز وجل أن يتزامن تسرب الشريط/الفضيحة مع زيارة نجاد إلى "دولة نصر الله –أي لبنان"،ليعكر على القوم فرحتهم بنجاح مخططهم حتى الآن إلى حد بعيد،حيث غاب العرب عن لبنان وأصبح الولي الفقيه يصنع قرار البلد بعد أن ظل سنوات طويلة واقفاً عند حدود "حق النقض"-الفيتو-!!
فهل يصحو العرب أن أنهم سيكررون سذاجة المتأخرين من خلفاء بني أمية في الفترة التي حاول نصر بن سيار أن ينبههم فيها إلى الخطر المجوسي المتنامي يومئذ فقال:

 

أرى خلل الرماد وميضَ نارٍ           ويوشكُ أن يكونَ لها ضِرَامُ
فإنْ لم يُطْفِها عقلاء قومٍ                   يكون وقودها جثث  وهام
فإن النار بالعودين تُذْكى                      وإن الحرب أولها كلام
فقلت من التعجب ليت شعري                        أأيقاظ أمية أم نيام
فإن كانوا لحينهمُ نياماً                          فقل قوموا فقد حان القيام
ففري عن رحالك ثم قولي                على الإسلام والعرب السلام

 

  وكان هذا الرجل ذو البصيرة النافذة قد ساءه نشوب فتنة جاهلية  في خراسان بين المضرية واليمانية رأى في خلفيتها أصابع الشعوبية المجوسية الحاقدة فقال بحرارة وصدق:

 


أبلغ ربيعةَ في مَرْوٍ وإخوتَهم       فليغضبوا قبل أن لا ينفعَ الغضبُ

ما بالكم تلقحون الحرب بينكمُ        كأن أهل الحجا عن فعلكم غيب

وتتركون عدوّاً قد أظلكمُ                  مما تأشب لا دينٌ ولا حَسَبُ

قوماً يدينون ديناً ما سمعتُ به       عن الرسول ولم تنزلْ به الكتب

فمن يكنْ سائلاً عن أصل دينهمُ             فإن دينهمُ أَنْ تُقْتَلَ العربُ

 

       ألا هل بلّغتُ!! اللهم فاشهد.