400 ألف وثيقة سرية نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني،تخص الغزو الأمريكي للعراق!!
الرقم ضخم بلا شك،لكنه مع ذلك لم يفاجئ أحداً!!!
فالمجرمون-كباراً وصغاراً-الذين تكشف الوثائق مخازيهم،يعلمون ما اقترفوه من موبقات عن سابق عمد وتصميم في حق العراق والعراقيين.
والضحايا يعرفون مدى الظلم الذي تجرعوه على أيدي الغزاة وعملائهم المحليين،وإن لم يكونوا بالضرورة على دراية بهوية جلاديهم المباشرين.
والعرب والمسلمون والشرفاء في العالم كله،يدركون الحقائق الأساسية عن مظلمة بلاد الرافدين،من غزو جائر ليس له غطاء من أي نوع،وممارسات همجية يأنف الإنسان السوي من فعلها ضد حيوان أعجم!!
حتى من كان جاهلاً ببعض المعلومات الحيوية في البداية بتأثير الآلة الدعائية الهائلة،وخلط الأوراق،وتمييع المفاهيم،حتى هذا بات يعلم الواقع بعد أن رأى رأي العين الآثار الكارثية للغزو الحاقد وأدواته البشعة.
فالجلاد المحلي المأجور والمشحون بتضليل طائفي أعمى وولاء خارجي مذهل،لا يخفي عمالته للغزاة بل إنه يباهي بجريمته ويعتز بخيانته.
أما الشريك الأكبر للشيطان الأكبر فهو بارع في المخاتلة إذ دأب على إخفاء تواطئه مع المعتدين بسيل من الشتائم التي لا تسمن ولا تغني من جوع.لكن هذا الأسلوب لا ينطلي إلا على الساذجين المغفلين،فالعقلاء يرون التنسيق التام على الأرض فيصدقون ما يرون وليس ما يسمعون!!
والمجرم الأول صاحب قرار الاجتياح الصليبي اليهودي،اضطر بعد خراب العراق إلى الإقرار بأن العوامل التي اصطنعها لتبرير الغزو كانت زائفة ومختلقة. فما الجديد الذي أتت به آلاف الوثائق المسربة؟وهل من المعقول أن هذا الفيضان المتدفق من المعلومات الموثقة عديم القيمة؟
الجواب بلا غمغمة ولا تردد:إن لهذه الوثائق أهمية عظيمة في مجال الإثبات وإقامة الحجة على المستوى القضائي حاضراً وعلى المستوى الأخلاقي اليوم وغداً إلى ما شاء الله تعالى.
فالعنصر الجوهري في ما كشفه الموقع يتلخص في تقديم البراهين الحسية القطعية على السياسات الظالمة والممارسات الفظيعة،وهذا هو سر الهياج الذي أصاب الجلادين جميعاً على اختلاف درجاتهم وتباين معدلات إجرامهم.
ولذلك يتعين علينا التيقظ التام لمنع هؤلاء المجرمين من تحريف القضية عن مسارها.
هم يسعون بكل قوتهم إلى التعتيم على المضمون الرهيب للوثائق وحرف الأنظار نحو أسئلة لا تعنينا في شيء،مثل:ما الدافع للموقع وراء خطوته؟وهل هنالك من يقوم بعمل بهذا الحجم من الأهمية لوجه الله أو حرصاً على كشف الحقيقة؟ومَن المستفيد ومَن المتضرر مِن التسريب؟...
إن واجب المسلمين كافة،ولا سيما أهل الحل والعقد منهم ممن لهم تأثير أكبر وقدرة على ممارسة الضغوط القضائية والإعلامية والسياسية،تأجيج القضية وتوظيف هذه التلال من الوثائق الحيوية في مطاردة المجرمين جميعاً من رؤوس الفتنة القادة السياسيين والعسكريين من الغزاة وشركائهم وأجرائهم حتى أصغر جلاد وضيع يسوم أهله سوء العذاب من أجل دراهم معدودات ويبيع شرفه بثمن بخس.
ولا يعولن عاقل على الحكومات والمؤسسات الرسمية المشتركة دولية كانت أم إقليمية،فهؤلاء جميعاً لم ولن يتكلموا لنصرة المظلومين من أهل العراق،الذين تكالبت عليهم قطعان الذئاب والكلاب والثعالب،ولم تتحرك شعرة لدى الساسة في البلدان الشقيقة المستهدفة معهم أو بعدهم،وذلك ناتج عن الخوف من تلفيق اتهامات لهم على يد المحتلين أو أدواتهم!!وهو خوف لا محل له من الإعراب،فالحق يجب أن يلقى النصرة من أهل الحق ولو اقتضى ذلكم بعض التضحيات،كما أن تقاعس الشقاء عن مؤازرة العراقيين علانية لم يشفع لهذه البلدان عند الغاصبين ولا عند أزلامهم،الذين لطالما رددوا الاتهامات المفتراة والادعاءات الملفقة.
لذلك يتعين أن يكون زمام المبادرة في يد المنظمات والمؤسسات والجمعيات والشخصيات غير الرسمية،فهي تتمتع بمرونة أعلى وليس لديها هواجس الجهات الرسمية كما أن صوتها يلقى قبولاً أكثر في كل مكان.
فالحذار الحذار من تبديد هذه الفرصة السانحة على غرار تبديد سابقتها بخصوص أفغانستان!!