إسلام على طريقة مؤسسة راند.. وإعلام هابط بأسلوب(جوبلز)!!
4 ذو الحجه 1431
منذر الأسعد

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153] فالنور الذي بعث الله به خاتم أنبيائه ورسله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم واحد لا يتعدد ولا يتجزأ، أما الظلمات وسبل الشيطان فمتعددة وكثيرة ومتشعبة، ومنها "الإسلام" الملفق الذي تدعو إليه أمريكا من خلال مؤسسة راند سيئة الصيت، فهو إسلام منزوع الدسم وليس فيه من الإسلام الحق سوى الاسم وبعض العبادات بعد تشويهها وحرفها عن أصولها ومغازيها وشيء من الديكور الشكلي لزوم التسويق المخادع.

 

وإذا كان العم سام هو الذي يتولى كِبْرَ هذا الإسلام المفترى، فإن في ذيله جيوشاً ضخمة من الأتباع من دول وحكومات ومؤسسات اقتصادية وإعلامية وأمنية: يهودية وصليبية ووثنية وتغريبية تنتسب إلى الإسلام بالاسم أو بالوراثة.

 

أحد المواقع الإخبارية العربية في الإنترنت -لأسباب لا تحتاج إلى فطنة كبيرة!!-أراد أن ينافق نظام حكم في دولة عربية، اشتهر بتطرفه في التغريب القهري للمجتمع فهو ليس أكثر من تابع ذليل للعلمانية الفرنسية المتوحشة والمتغطرسة.

 

إلى هنا يظل الأمر طبيعياً-بمعيار الألفة لا القيم-في وضع عربي بائس، تزداد الأمة فيه تخلفاً باسم التقدم، وتمزقاً تحت راية الوحدة المفترى عليها، وقهراً بعناوين ديموقراطية مضحكة مبكية، ونهباً لثروات الأمة وراء ستر وذرائع شتى، لكن الحقيقة المغضوب عليها هي: الاستبداد المطلق والتعتيم الشامل والتكميم الأفواه إلا للهتاف بحياة المتجبر سارق السلطة والثروة.

 

غير أن الموقع المشار إليه تجاوز حدود التطبيع الفاسدة السائدة عنوة، فنشر تقريراً مخزياً بالمقاييس الصحفية المحضة، فالموضوع طويل وسقيم في محتواه الكاذب الرخيص وفي أسلوبه المكرور إلى حد التفاهة ليشبه بيانات الانقلابات المسيطرة التي أكل الدهر عليها وشرب وفعل أشياء يستحيا من ذكرها.

 

التقرير-ويا لبؤس التسميات المزورة-عبارة عن مديح مجاني لزوجة رأس النظام الديكتاتوري، يستحيل أن يكتبه نرجسي عن نفسه، ولو أن زوجة الجلاد ذاتها أرادت كتابته لعجزت لأنها امرأة سخيفة بالكاد تقرأ وتكتب.

 

ولضرورات بيان مدى التردي الذي أوصلنا إليه هؤلاء المطبلون سوف نغض بصرنا عما سبق من عورات فاضحة وشائنة، لأن الموقع الرديء الذي نشر ذلك الهراء على أنه تقرير إخباري مع أنه أسوأ من أن نصفه بأنه رأي، لأن الرأي حتى لو كان غلطاً يبقى لحامله حق مقارعته الحجة بالحجة.أما من يكذب ويدري أنه يكذب ويدري أننا ندري أنه يكذب فليس له علينا سوى أن نصفعه مرات ومرات.مرة لأنه احترف الكذب البواح في عصر الفضاء المفتوح رغم أنفه وأنوف سادته الذين يعتاش على فتات موائدهم المقامة بأموال الشعوب المنهوبة المغلوبة على أمرها وعلى حساب حقوقها وكرامتها.

 

وأما الطامة الكبرى-والتقرير كله طوام أو ظلمات بعضها فوق بعض –فتتمثل في إسباغ صفات الإيمان والتقوى على الطاغية الذي يطارد الملتحين والمصلين ويقمع تغطية شعر المرأة إلى درجة لا مثيل لها فهي ممنوعة من دخول المدارس والجامعات بل ومراجعة الجهات الحكومة لأي سبب!!

 

مع ذلك فإن للتقرير/الفضيحة "حسنة"يتيمة، وهي شهادة دامغة على شرور التقرير وأكاذيبه التي يبلغ عددها عدد كلماته نفسها.وأعني اضطرار الكذاب الوقح إلى إخفاء اسمه على قاعدة: يكاد المريب يقول خذوني، أو: للنصر آباء كثر وليس للهزيمة أي أب فالكل يعلنون التبرؤ منها، ليبقى العار والشنار من نصيب الموقع ذاته.

 

وأخيراً: أعترف بأن الواجب الأخلاقي يملي عليّ الاعتذار من جوبلز وزير الدعاية النازي، فقد أوردت اسمه في العنوان لشهرته فقط لأنه مبتكر شعار: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، اكذب اكذب حتى تصدق نفسك.وللاعتذار سببان وجيهان، أولهما: أن الرجل فعل ما فعل في زمن يسهل فيه تمرير التضليل فلا فضائيات ولا إنترنت ولا جوالات، والثاني: أنه كان وزيراً في نظام همجي لكنه كان على وشك التهام العالم، في حين يمارس أبواق التغريب مهنتهم في وقتنا الحاضر في ظل نظم مهزومة ومأزومة في كل الميادين!!