بي بي سي ضد الإسلام.. سقطات عابرة أم منهج ثابت؟!
29 صفر 1432
منذر الأسعد

دأبت بي بي سي –الإذاعة ثم الفضائية-على الافتخار بـ"مهنيتها و"موضوعيتها"، وهو ادعاء ذاع وانتشر في أوساط المثقفين والإعلاميين العرب، حتى أصبح بمثابة مُسَلّمة لا تقبل المناقشة فضلاً عن المساءلة والتمحيص!!

 

وقد ساعد بي بي سي في شيوع هذه الصورة وترسخها، قدرات فائقة على دس السم في العسل، فهي لا تمارس التوجيه الإعلامي على طريقة الإعلام العربي الرسمي بفجاجته وصخبه الفاضح المفضوح، وبغبائه المذهل فهو يطمس الأخبار التي لا تعجبه حتى في زمن الفضائيات والإنترنت، ويرفع عقيرته بالألفاظ الطنانة، ويضع رأيه في قلب الخبر المنشور بصورة بدائية لا تحتاج إلى ذكاء لاكتشاف العنصر الغريب والغرض المقصود.

لكن لكل جواد كبوة.. وغلطة "الشاطر"بألف غلطة كما تقول العامة.

فها هي قناة بي بي سي العربية تقع في شر نياتها، فإذا بها ترتكب أخطاء مكشوفة.

 

الشاهد الأول: في بدايات شهر صفر الجاري، كان العرب -لئلا نقول: العالَم- يتابعون مشدوهين تداعي نظام الطاغية التغريبي التابع: زين العابدين بن علي، في حين انشغلت القناة بحديث مكرور ومُعاد إلى حد الإملال، عن المسألة القبطية المصطنعة في مصر، مستغلةً تفجير كنيسة غامض بمدينة الإسكندرية بالرغم من انقضاء أيام عدة على الحدث، وبالرغم من أن بي بي سي اشتغلت عليه في حينه وقالت فيه بهواها، ما لم يقله مالكٌ في الخمر.

 

فإذا غضضنا النظر عن سوء القصد في توقيت الموضوع المختار، فإن ما اشتمل عليه البرنامج كان أشد قبحاً وسوءاً. فالضيوف هم غلاة القبط وبخاصة من أقباط المهجر، الذين بلغت بهم الخيانة حد تحريض أمريكا والعدو اليهودي على احتلال مصر!! وانحدر مستواهم إلى أن اضطر راعيهم الفعلي شنودة الثالث إلى أن يأخذ مسافة منهم، من باب التقية لأن تبنيهم علانية ينحط بالمتبني إلى الدرك الأسفل من سُلّم القيم.

 

وتكرر الأمر كثيراً في فترات متقاربة!! ولم تتم استضافة أي مفكر مسلم رصين، باستثناء مرة يتيمة استضافوا فيها الدكتور إبراهيم الخولي العالِم والداعية المعروف على الهاتف، فألقم ضيوفهم الصليبيين حجراً، فلم يجدوا حلاً غير تسليط شتائم الضيوف الوقحين عليه ثم قطعوا اتصاله بكل صفاقة.

 

والقناة -على غرار إذاعاتها- تفضح هويتها الحقيقة في زلات اللسان، فهي تتكلم عن الرسوم المسيئة إلى نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فتقول: النبي محمد!! أما بابا الفاتيكان فتورد اسمه هكذا: الحَبْر الأعظم قداسة بابا الفاتيكان!!
حتى شنودة لا تذكره بي بي سي إلا مشفوعاً بتبجيلها السفيه: قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية والكرازة المرقصية!!
ونحن هنا لا نتحدث عن غلطة عابرة أو زلة هامشية، وإنما هو نهج راسخ ومسلك دائم.

 

لذلك يسعنا الجزم بأن المحطة المذكورة لم تعد تخفي حقدها، ربما بتأثير تقهقر المواقف الرسمية الإسلامية، واستشراء التطاول المتعمد على الإسلام ورموزه، وبسبب تزايد الكوادر الصليبية الوافدة من بيئات نصرانية عربية الأصل، وقد ثبت عملياً أن الموتورين من هذه الفئة أشد غلواً من أشباههم من غلاة الصليبيين الجدد والعنصريين في المجتمعات الغربية نفسها.