خبير أفغاني: مقتل بن لادن لن يؤثر على طالبان.. وأمريكا ستظل بأفغانستان
22 جمادى الثانية 1432
همام عبدالمعبود

مقتل الظواهري من عدمه ما زال لغزًا محيرًا
أستبعد تورط باكستان في تمكين أمريكا من قتل بن لادن
لا أرى تاثيرًا كبيرًا لمقتل بن لادن على سير حركة "طالبان"
تنظيم القاعدة يتغذى على السياسات الأمريكية الظالمة في المنطقة
تنظيم القاعدة سيستمر مادامت الولايات المتحدة تقوم بحماية اسرائيل!
نجاح الأمريكان في قتل بن لادن لا يعني نجاحها في القضاء على تنظيم القاعدة
موجة الاستياء والكره ضد الأمريكان ستزداد إذا أصر الأمريكان على البقاء بأفغانستان
إشاعة تورط الظواهري في قتل بن لادن محاولة لتشويه التنظيم وإثارة الشقاق بين أنصاره
مقتل بن لادن يوجب خروج الأمريكان من أفغانستان إذا صح ما ادعته من أنه هدفها الوحيد!
لأمريكا أهداف استعمارية هي السيطرة على موارد المنطقة والحد من طموحات الصين والروس

 

 

 

أوضح الخبير الأكاديمي والمحلل السياسي الأفغاني؛ الدكتور عبد الباقي عبد الكبير؛ الأستاذ المشارك بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة السلام، بكابول – أفغانستان أن "أهداف الولايات المتحدة في المنطقة؛ أبعد من القضاء على شخص أسامة بن لادن؛ زعيم تنظيم القاعدة"؛ معتبرًا أن "لها أهدافًا استعمارية معلومة للجميع؛ تتلخص في: السيطرة على موارد هذه المنطقة، والحد من طموحات الصين والروس الإقليمية والعالمية"؛ مؤكدًا على أن "إعلان أمريكا قتلها بن لادن يوجب عليها الخروج من أفغانستان؛ إذا صح ما ادعته طوال السنوات العشر الماضية من أن مقتل بن دن  هو هدفها الوحيد في أفغانستن".

 

وقال عبد الكبير؛ المحلل السياسي الأفغاني؛ في حوار خاص لموقع "المسلم": "تنظيم القاعدة يتغذى على السياسات الأمريكية الظالمة في المنطقة، ومن ثم فإنه سيستمر طالما استمرت أمريكا في العمل بسياسة الكيل بمكيالين، وإقرار منهج ازدواجية المعايير، تجاه القضايا الدولية"؛ مشيرًا إلى أن "موجة الاستياء والكره ضد الأمريكان ستزداد في الفترة القادمة إذا أصر الأمريكان على البقاء في أفغانستان بعد مقتل بن لادن".

 

واستبعد الخبير السياسي الأفغاني "تورط باكستان في تمكين أمريكا من قتل بن لادن، إذ لو صح ذلك لافتراض فقد كان من الأولى ببااكستان أن تقبض هي عليه – منفردة - ثم تستخدمه كورقة لابتزاز الأمريكان"؛ كاشفًا عن أن "مقتل بن لادن في باكستان سيؤثر سلبًا على العلاقات الباكستانية الأمريكية؛ وسيغير قواعد اللعبة في المنطقة"؛ فيما لم ير "تاثيرًا كبيرًا لمقتل بن لادن على سير حركة "طالبان", والأعمال العسكرية التي تقوم بها".

 

واعتبر الدكتور عبد الباقي عبد الكبير؛ الأستاذ المشارك بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة السلام، بكابول – أفغانستان أن "إشاعة تورط الظواهري في قتل بن لادن هي محاولة مكشوفة لتشويه التنظيم ورموزه، وإثارة الشقاق بين أنصاره ومؤيديه"؛ موضحًا أن "مقتل الظواهري من عدمه ما زال لغزًا محيرًا للجميع, إذا لو صح أنه قتل لسارعت أمريكا بإعلان الأمر، ولو كان حيًا لما عينت القاعدة سيف العدل كمسئول مؤقت للتنظيم"؛ غير أنه أكد أن "نجاح الأمريكان في قتل بن لادن لا يعني نجاحها في القضاء على تنظيم القاعدة".

 

مزيد من التفاصيل في نص الحوار:

في البداية نود أن نعرف ما هو أثر مقتل بن لادن على حركة "طالبان"؛ وعلى مشروع المقاومة المسلحة في أفغانستان؟
لا أرى تاثيرًا كبيرًا لمقتل أسامة بن لادن على سير حركة "طالبان", والأعمال العسكرية التي تقوم بها حركة طالبان في أفغانستان هي عمليات عسكرية في المناطق المختلفة التي تنظمها أفراد من حركة طالبان في تلك المناطق, وحتى قيادة حركة طالبان لا تعلم الكثير عن تفصيلاتها, لأن طبيعة الوضع الأمني والعسكري في أفغانستان يفرض هذا الأمر, حيث يصعب اتصال القيادة بأفرادها في غالب الأحوال.

 

 

وإلى أي مدى يعتبر مقتل بن لادن انتصارًا لأمريكا؟
انتصار أمريكا يمكن أن يقاس بأهدافها التي أتت من أجل تحقيقها في أفغانستان, والتي يرى المحللون أن أهدافها وأغراضها في المنطقة أكبر من مقتل اسامة بن لادن, أنا اشكك في أن يكون مقتل أسامة بن لادن أو القضاء على القاعدة هو الهدف الأساسي لأمريكا؛ من حربها في أفغانستان والمنطقة, وإذا كان كذلك فلماذا لا تسعي الولايات المتحدة لإيجاد وفاق وطني حقيقي في أفغانستان؛ لحل إشكالات الحرب والأمن في المنطقة.
والذي أراه في هذه الزاوية هو أن الولايات المتحدة لها أهداف استعمارية للسيطرة على الموارد في هذه المنطقة، والحد من طموحات الصين والروس الإقليمية والعالمية, ولأجل تحقيق هذا الهدف تريد البقاء في أفغانستان؛ لأطول فترة ممكنة, ولأجل أن تبرر تواجدها في أفغانستان فهي بحاجة إلى إيجاد الفوضي واللاأمن في المنطقة, ولذلك هي تريد استمرار الحرب في أفغانستان، وستحاول أن تحافظ على كفتي الميزان بين الدولة والمقاومة المسلحة؛ حيث لا فائز ولا مهزوم, ويوميًا يسقط القتلي في صفوف الافغان (الضحية) ولا يوجد ضمير حي للتحرك لإنقاذ الشعب الأفغاني من المأساة التي يعيشونها.
 

 

وكيف يمكن أن يؤثر مقتل بن لادن على سياسة أمريكا تجاه أفغانستان في المرحلة المقبلة؟
الساسة الأمريكان بمجرد ذيوع خبر مقتل بن لادن صرحوا بأن مقتله كان نجاحًا كبيرًا؛ ولكن ذلك لا يعني القضاء على القاعدة، فالمشوار لا يزال طويلا، وهذا ما يؤيد قولنا بأن أهداف أمريكا في المنطقة أبعد من القضاء على شخص أسامة بن لادن، ولكن الأطراف الدولية التي تشعر بالقلق من تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان؛ كالصين والروس؛ ترى أن الولايات المتحدة بعد مقتل بن لادن يجب أن تفكر في الرحيل من أفغانستان, طالما أنها حققت أغراضها المعلنة!.
ومقتل أسامة بن لادن في مخبأ في باكستان؛ قرب قاعدة عسكرية, أثر سلبًا على العلاقات الباكستانية الأمريكية؛ مما قد يغير قواعد اللعبة في المنطقة, فباكستان تبحث عن حليف آخر, وأفغانستان تريد إقامة علاقات استراتيجية مع الهند والولايات المتحدة, كما أن الولايات المتحدة تريد جر رجل ايران في تعاونهم مع القاعدة؛ في أحداث 11 سبتمبر 2001م, وهذه التحولات قد تزيد من حدة التوتر في المنطقة.

 

 

وما مستقبل تنظيم القاعدة بعد وفاة زعيمه ومؤسسه بن لادن؟ وما صحة ما رددته بعض وكالات الأنباء من أن الظواهري يقف وراء مقتل بن لادن ليتولى زعامة التنظيم؟
لا شك أن أسامة بن لادن يمثل رمزًا لتنظيم القاعدة؛ ولكن هذا التنظيم يعتمد على نشر الفكرة؛ أكثر مما يعتمد على القواعد التنظيمية الرسمية, وتنظيم القاعدة يتغذى من السياسات الأمريكية الظالمة في المنطقة, لذلك فإن تنظيم القاعدة سيستمر مادامت الولايات المتحدة تقوم بحماية اسرائيل، وتستمر في سياسة الكيل بمكيالين، وازدواجية المعايير، تجاه القضايا الدولية, وأما ما تردده وسائل الإعلام من أن الظواهري قد يكون وراء مقتل بن لادن فإنها محاولة مكشوفة لتشويه التنظيم ورموزه، وإثارة الشقاق بين أنصاره ومؤيديه.

 

 

وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر هذا الخبر على الأوضاع السياسية في أفغانستان؟
مقتل اسامة بن لادن جعل كثيرًا من المثقفين الأفغان يطالبون الأمريكان بالرحيل من أفغانستان, ويطرحون التساؤل لماذا يتحمل الأفغان لمدة عشر سنوات كل هذه المعاناة من القتل والدمار, وانتهاك حقوق الإنسان المسلم، وهتك حرمات البيوت لمجرد الشك والاشتباه, وتصر الولايات المتحدة على فرض إرادتها على الشعب الأفغاني مع أن الأفغان لم يشتركوا ضد الأمريكان في أية عمليات خارج الأراضي الأفغانية, وأنا أرى أن الاستياء والكره ضد الأمريكان سوف يزداد في الفترة القادمة إذا أصر الأمريكان على البقاء في أفغانستان.

 

 

وما هو في نظركم مصير الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري؛ حيث لم يتضح حتى الآن ما إذا كان ساعده الأيمن والرجل الثاني في التنظيم، أيمن الظواهري، قد قتل أم أم لا؟
لا أحد يعلم عن وجود أيمن الظواهري, وبالتأكيد هو ليس من بين القتلى, وإلا كانت الولايات المتحدة  سارعت بنشر الأمر وإذاعته، لأنه في النهاية كان سيصب في مصلحتها، غير أنه من جهة أخرى فإن إعلان تنظيم القاعدة عن اختيار محمد إبراهيم مكاوي، المعروف بـ"سيف العدل"، كمسئول مؤقت لتنظيم القاعدة, أيضًا يثير الشكوك والتكهنات؛ حول مصير أيمن الظواهري, فيما إذا كان لا يزال على قيد الحياة أو أنه قد لقي مصرعه في الهجوم الأمريكي، لكونه كان دائم التواجد بالقرب من بن لادن؛ الأمر ما زال غامضًا حتى هذه اللحظة.

 

 
البعض يوُجِه انتقادات إلى باكستان متهمًا إياها بأنها وراء تمكين أمريكا من قتل بن لادن؛ والبعض الآخر يتهمها بالتستر على بن لادن طوال السنوات العشر الماضية.. أين الحقيقة من وجهة نظرك؟
باكستان لم تقم بتمكين أمريكا من مقتل أسامة بن لادن, وهذا ما صرح به المسئولون الباكستانيون, ولم يكن هذا من مصلحتهم أصلا, ولو صح فقد كان من الأولى لهم أن يقوموا هم بالقبض عليه – منفردين- ثم يستخدمون هذه الورقة لمصلحتهم؛ في ابتزاز الأمريكان, وقيام الامريكان بقتل بن لادن جعل باكستان في قفص الاتهام؛ بين وجوب حمايته وجريمة التستر عليه, وهو الأمر الذي يجعل المحللين يعتقدون ورود الاحتمالين, احتمال قيام رجال الاستخبارات الباكستانية بتمكين اسامة من العيش في مخبأ آمن لمدة ست سنوات, واحتمال عدم علم الاستخبارات الباكستانية بمكانه، وأكثر من مسؤول أمريكي قد صرح بأنه لا أدلة على علم باكستان أو تعاونه في التستر على أسامة بن لادن.

 

 

كل يوم تظهر أمريكا ورقة من أوراق بن لادن التي تقول أنها عثرت عليها في مخبئه؛ بهدف تشويه صورته؛ لدى أنصاره ومؤيديه، وآخرها شرائط فيديو واسطوانات إباحية وجنسية.. فما تعليقكم على هذا؟
أنا أرى أن هذه محاولات غير أخلاقية من طرف الأمريكان لتشويه صورة عدوهم الألد, المحللون السياسيون، والذين يعرفون بن لادن عن قرب؛ من قادة المجاهدين الأفغان الذين حاربوا الروس, يقرون بأن أسامة بن لادن كان صاحب مبدأ، ولم يكن صاحب خداع أو تمويه أو شهوة غير مشروعة, وقد كان يعيش معه زوجاته؛ وهذا ما أقرت به الولايات المتحدة نفسها، ولم يكن بحاجة ليقضي وقته مع الأفلام الخليعة.
وهو- بحسب من يعرفونه عن قرب- معروف بزهده وورعه, فقد ترك الأموال الطائلة، والراحة؛ وكل شيء في هذه الحياة لأجل قضية, وهي قضية إخراج الأمريكان من بلدان العالم الإسلامي, وسيبقى بن لادن رمزًا لذلك عبر العصور, ونحن- مع اختلافنا معه في الطريقة والمنهج - نقدره في ذلك، وندعو الله أن يتقبله شهيدًا عنده, ونرى أن للعالم الإسلامي الحق في العيش بعيدًا عن سيطرة الاستعمار، ونحن من واجبنا أن نسعي بكل السبل لتحقيق ذلك.