يسجدون لربِّهم بشار
14 رجب 1432
د. محمد بسام يوسف

لـمّا دخل (الـمُغيرَة بن شُعْبة) -رضي الله عنه- إلى (رُسْتُم) قائد الفُرس، قبيل معركة القادسية، ورأى مظاهر العبوديّة والاستعباد بين قائد جيوش الفُرس وحاشيته، إذ كان المحيطون برستم يسجدون له ويركعون.. لـمّا رأى ذلك، لقّنهم (الـمُغيرَة) درساً في سنن الله عزّ وجلّ، فقال لهم: [كانت تبلُغُنا عنكم الأحلام، ولا أرى الآن قوماً أسْفَهَ منكم، وإنا مَعْشَرَ المسلمين سواء، لا يستعبد بعضُنا بعضَاً، وكان أحسن لكم أن تخبروني أنّ بعضكم أرباب بعض.. اليوم علمتُ أنّ أمركم مضمحلّ، وأنكم مغلوبون، وإنّ مُلْكاً مثل مُلْكِكُم لا يقوم على هذه السيرة، ولا على هذه العُقول!..]. (أيام العرب في الإسلام، الطبعة الرابعة، ص264).

 

نذكر هذه الحادثة التاريخية الفريدة، وهذا الدرس البليغ في السنن الإلهية، لنبشِّر شعبنا السوريّ البطل، بأنّ نصره على طغاته ومستبدّيه الأسديّين بات حتمياً، وأنه لن يقف بوجهه عبدٌ رعديد، ولا جبان مستأسد، أو ظالم فاسد.. فالنصر آتٍ لا محالة، وحكم آل أسدٍ وحثالاتهم ومجرميهم وشبّيحتهم.. زائل لا نشكّ في ذلك أبداً، بإذن الله الحيّ القيّوم!..

 

أما رأيتم بلهاءهم كيف يسجدون لصور ربـّهم بشار؟!.. أما شاهدتم عبيد أسد وهم يهتفون: ربنا بشار وبس؟!.. ويتنافسون على تقبيل تماثيل حافظ وبشار؟!.. فهم بهذا السلوك الشاذ، إنما يبرهنون على أنّ يومهم قد مضى، وأنّ شمس تسلّطهم قد غربت، وأنّ ساعة حسابهم قد دقّت في الدنيا قبل الآخرة، وأنّ مُلْكَهم الذي سرقوه بالإرهاب والبطش –بإذن الله- إلى زوال، كما زال مُلْكُ كسرى في القادسية خلال أيامٍ قليلة، يوم كان الفُرس يظنّون، أنّ قائد عسكرهم (رستم)، سيجنِّبهم أفول أعظم إمبراطوريةٍ على وجه الأرض آنذاك!..

 

إذا كان عميل الفُرس بشار غير قادرٍ على الحيلولة دون سقوط نظامه.. فهل سيستطيع أربابه –أحفاد كسرى- القابعون في قمّ وطهران أن ينقِذوا حكمَه البائد؟!.. وهم أشد عداوةً لله ورسوله والمؤمنين، من عداوته، وأجرأ منه دعوةً للسجود لدجّاليهم وحاقديهم وأربابهم، من غير الله عزّ وجلّ، الذين يقتاتون على شتم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، والطعن بأمّهات المؤمنين الطاهرات، وتحريف القرآن العظيم.. وعلى تأليه الأئمّة وزعم عصمتهم والسجود لقبورهم؟!.. ألا شاهت الوجوه.. ألا ساء ما يفعلون!.. فإنهم جميعاً –بإذن الله- زائلون.