روسيا البائسة وإعلامها الأشد بؤساً
2 شعبان 1432
منذر الأسعد

في نشرة أخبارها الرئيسية- الأربعاء 27/7/1432هـ الموافق 29/6م2011م - ،تعمدت قناة (روسيا اليوم) استضافة الإعلامي السوري الذي اشتهر مؤخراً كواحد من أبواق النظام السوري،هو المدعو: شريف شحاذة، وكان معه في الفقرة مستشرق روسي من مستحاثات الحرب الباردة،تفوح من كلامه الرديء روائح الستالينية العفنة،التي فتكت بملايين الأبرياء من الروس  وسائر الشعوب التي استعبدها القياصرة الحمر باسم الاشتراكية،فأذاقوها ويلات رهيبة،ثم انتفض الروس فتحرروا من إرث الستار الحديدي الفظيع.

 

غير أن الروس الذين حطموا القفص الشيوعي الدموي،يتحكم بهم اليوم ساسة يمقتون تحرر الآخرين،وبخاصة إذا كان هؤلاء الآخرون مسلمين!!ولا يحتاج المرء للتثبت من هذه السياسة العدوانية سوى استحضار ما فعلوه بالشعب الشيشاني البطل،ومواقف موسكو المخزية من ثورة الشعب الليبي وثورة الشعب السوري!!

 

ولم تكن تلك الفقرة في النشرة الإخبارية لقناة روسيا اليوم،غير شاهد إضافي على هذا الحقد المخزون،حتى إنهم خانوا بديهيات الموضوعية والمهنة الصحفية،فقد غابت وجهة النظر المعارضة تماماً،وكان المستشرق الروسي شراً من زميله البوق الأسدي الفاشل.

 

ويكفي للبرهنة على صحة ادعائنا،أن المستشرق التائه أدلى بالأكاذيب الآتية:
1-أن الثورات العربية الحالية كلها صناعة أمريكية.
2- أن أمريكا تريد الإطاحة بنظام الأسد.
3- أن المعارضة السورية سخيفة وخائنة.
4- أن النظام السوري اشتراكي وأن الشعب السوري ينعم بمكاسب اشتراكية اجتماعية يريد المعارضون محوها وإزالتها.

 

وما من عاقل يحترم نفسه،يجرؤ على إطلاق اتهامات وضيعة في حق شعوب كاملة،ولا سيما إذا ثارت على الظلم،وخرجت بكل سلمية وهدوء، تطالب بحقوقها المشروعة السليبة،وهي تبذل الدماء والمعتقلين،على أيدي نظمٍ عميلة ووحشية!!وهذه الثورات الراقية –رغم أنف هذا الديناصور المتخلف-هي أرقى ثورات شعبية عرفها التاريخ الإنساني كله،لأنها ليست ثورة طبقة أو فئة،وإنما هي ثورة شعوب برجالها ونسائها وشبابها،من مختلف الأعمار والمستويات العلمية والمالية.

 

ولو لم يكن هذا المغفل ينتمي إلى عصر آخر،لأدرك مدى استياء الغرب بعامة وأمريكا بخاصة من هذه الثورات التي تطيح بعملاء أمريكا،وتضطرها إلى إعادة حساباتها المبنية جملة وتفصيلاً على وجود النظم التابعة،التي تحمي الكيان الصهيوني وتحارب مواطنيها فقط!!

 

وأما أكذوبة أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للتخلص من نظام بشار الأسد، فليس لها وجود إلا في مخيلة المستشرق العليلة. فها هي واشنطن تصر على تخيير نظام القتل في دمشق بين "الإصلاح" والتنحي، بعد نحو أربعة شهور  مليئة بالدماء والاعتقالات العشوائية، مع أن واشنطن تعلم أكثر من غيرها أن النظام لا يريد أي إصلاح، لأن الإصلاح يعني زوال النظام جذرياً.

 

وبما أن الأطفال يدركون أن سياسة أمريكا في المنطقة تعنى أولاً وأخيراً بأمن واستقرار ربيبتهم اليهودية،فإن السؤال للمجانين والأبواق الذين يدافعون عن النظام ويزعمون أنه مناوئ لأمريكا،يتلخص في الآتي: ما هي الحدود الأكثر طمأنينة للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة منذ سبعة وثلاثين عاماً؟!

 

وأما المهزلة التي تثير الضحك إلى حد البكاء،فهي ادعاء المستشرق الروسي الخائب،أن النظام السوري نظام اشتراكي!!فكيف يستقيم زعمٌ صفيق كهذا عن دولة يمتلك فيها شخص واحد-هو رامي مخلوف ابن خال رئيس الجمهورية-يمتلك 60% من ثروة البلاد،وذلك هو الرقم المعترف به رسمياً،أي أن النسبة ربما تكون أعلى من ذلك!!

 

في الحقيقة،هنالك احتمال واحد لأن يكون هراء المستشرق المخمور صحيحاً،هو أن تكون الاشتراكية التي يعنيها هي سلب العائلة لثروات سوريا ومشاركتها ملايين السوريين في جميع ممتلكاتهم وناتج عرق جبينهم!!وتلك اشتراكية جديدة ليس لها نظير من قبل نظرياً ولا عملياً!!