ولكنه ضحك كالبكاء!!
9 شعبان 1432
منذر الأسعد

* عنز حتى لو طارت!!

يُضْرَبُ هذا المثل الشعبي في أكثر من بلد عربي لمن يعاند حتى جحود الحقائق الساطعة، فقد كان هنالك صديقان في البر فلمحا سواداً من بعيد، فقال أحدهما: تلك طيور كبيرة سوداء وقال الآخر: بل هي عنز!! وتجادل الرجلان وهما يسيران في اتجاه السواد، ثم طارت الطيور فقال الأول: أرأيت!!إنها طيور وقد طارت وحلّقت في الجو، لكن الثاني تشبث بمكابرته قائلا: إنها عنز ولو طارت.

 

وسبحان الله..تذكرت هذا المثل وأنا أتابع قناة فرنسا24، في يوم الخميس21/7/1432هـ الموافق 23/6/2011م، في برنامج: منتدى الصحافة، في حلقة مخصصة  لتعامل الإعلام التركي مع أحداث سوريا.وكانت الملاحظة الأولى أنهم استضافوا الصحافي التركي مصطفى أوزجان، ولكن الاستضافة  لم تستمر طول الحلقة وإنما في جزء منها، في حين كانت أبجديات المهنة تقتضي بقاءه طول الحلقة لأن موضوعها يخصه لأنه تركي وإعلامي!! وقد اكتملت المهزلة بأن القناة استضافت  عراقياً مشبوهاً يدعى: جواد بشارة، الذي سرح ومرح على هواه. 

 

ولولا إعلامي لبناني محترم وذو قدرات طيبة –الأستاذ بشير هلال- لكانت الحلقة عبارة عن وجهة نظر أحادية فجة، وبخاصة أن الأسئلة كانت موجهة بصورة متعمدة، إذ تركز على سياسة تركيا لا على إعلامها كما يقتضي عنوان الحلقة!!

 

وبشارة هذا كذاب أشر استغل البرنامج للتسويق المخاتل  لفرية المؤامرة التي يتشدق بها النظام السوري، بالرغم من اعتراف هذا العراقي  بأن أمريكا وتركيا لا تريدان تغيير النظام السوري!! فمن يتآمر-إذاً- على حامي حمى الصهاينة في الجولان؟

 

وهذا البوق المرتزق  يزعم أن تخلي الإخوان المسلمين السوريين عن العنف يظل حتى الآن في الإطار النظري، ثم يتهمهم ضمناً بانتهاج العنف في الثورة السورية الآن إلى جانب السلفيين والقاعدة!!!

 

والمذهل أن مديرة الحوار لم توقفه لتناقش كلامه الجزافي، مع ملاحظة تغييب أي سياسي سوري معارض، فإذا كان تغييب الأتراك جزئياً فإن تغييب السوريين كان كلياً!!
وهكذا تكون المهنية وإلا فلا!!

 

المتفاخرون بالعمالة

تبارك الله الحق!!فقد جاء تسفيه دجل المرتزق العراقي عن مؤامرة أمريكية ضد نظام الأسد، في اليوم التالي مباشرة لكلامه المختلق.والأجمل أن جاء على لسان أحد أبواق النظام وهو حسين عبد العزيز الذي شاء أن يوصف بأنه محلل سياسي.فهذا البوق تحدث من دمشق وأكد بالفم المليء-كما يقال-أن النظام يحظى بحماية أمريكية عجيبة!!

 

وكلامه يشبه التفاخر بالخيانة، إذ ازدرى ارتفاع الصوت الأوربي ضد جرائم النظام، ليقول: المهم أن واشنطن لا تجاري الأوربيين، وإنما ما زالت"تتفهم حقيقة" ما يجري في سوريا!!!ولذلك فهي لا تتجاوز في نقدها لوحشية النظام مرتبة رفع العتب، أمام الرأي العام العالمي، الذي تصدمه فظائع النظام التي تنتشر صورها كل يوم عبر الإنترنت، لأن النظام يمنع الإعلام المستقل كله من العمل في سوريا!!

واتفق عبد العزيز هذا  مع كلام وزير خارجية النظام وليد المعلم، الذي تبجح في اليوم السابق عن شطب أوربا من الخريطة!!

 

مزرعة الأسد

في يوم الجمعة 22/7م1432هـ الموافق24/6/2011م، كان الموضوع السوري حاضراً في قناة –ANB ذي الهوية  الغامضة-، لنُفاجَأ  بمذيعها"الألمعي" يسأل أحد أبواق النظام عن تأثير العقوبات الغربية ضد رموز النظام السوري، فإذا به يدعي في سؤاله أن العقوبات ضد الشعب السوري!!!!

 

مع أن الأميين يعلمون أن العقوبات التافهة والمتأخرة باعتراف أهليها، استهدفت قيادات سياسية واستخبارية وعسكرية عليا في النظام، ولم تصدر أي عقوبة ضد الشعب السوري أو الدولة السورية بالمعنى العلمي لمصطلح(دولة).غير أن المذيع الرهيب تجرأ على الكذب البواح، إلا إذا كان بوقاً خفياً من أبواق النظام الدجال، وعندئذ يمكننا فهم افترائه الرخيص، لأن هؤلاء يتعاملون مع سوريا على أنها مزرعة لعائلة الأسد وحفنة من أقاربها المتخصصين في قمع السوريين  ونهب ثروات سوريا، ولذلك يتباهون بشعارهم الفاضح: سوريا الأسد!!!