قناة العربية والبعبع الإسلامي!!
14 رمضان 1432
منذر الأسعد

بثت قناة العربية حلقة من برنامجها اليومي (بانوراما) في يوم الثلاثاء 18/8/1432هـ الموافق 19/7/2011م، واستهلت الحلقة بتقرير إعلامي، امتلأ بالافتراء على مؤتمر أنطاليا الذي عقدته المعارضة السورية الشهر الماضي، فقد ادعى التقرير-ويفترض فيه الموضوعية!!- ادعى أن الصفة الإسلامية غلبت على المؤتمر، وهو تزوير دحضه الضيف عمار القربي -وهو عنصر قيادي فيه- الذي أكد أن المؤتمر لم يكن فيه سوى إسلامي واحد!!!! والقربي علماني صريح لا يمكن اتهامه بالأصولية!!

 

وتحدث في الحلقة المدعو: طالب إبراهيم وهو من أبرز أبواق النظام السوري ومن أشدهم صفاقة وكذباً مفضوحاً، وفي الحلقة ساق كثيراً من أضاليله، ومنها اتهامه الشيخ يوسف القرضاوي وقناتيْ: وصال وصفا ببث الطائفية وبالحض على قتل الأقليات في سوريا!! وضابط المخابرات المذكور الذي يصر على أنه محلل سياسي، يجعل رجال الدين العلمانيين هم رموز أهل السنة في سوريا!! فالعلماء المنبطحون هم عنده من يمثلون أهل السنة، أما الذين اتسموا بالشجاعة وانتقدوا ظلم النظام ووحشيته فلا يمثلون أهل السنة في نظر هذا الدجال المحترف.

 

وقد أفحمه عمار القربي وأشار إلى قنوات المنار والعالم التي تبث السموم الطائفية وتعادي الشعب السوري...
لكن طالب إبراهيم عاد بوقاحته ليتهم مراسل العربية يوسف الشريف ومؤتمر أنطاليا بوجود الصهيونية أميرة آرون معه فأفحمه القربي بقوة وقال: الذي يجالس الإسرائيليين هو الرئيس الذي يستمد بقاءه من حماية إسرائيل وأمنها!!

 

وفي حلقة يوم السبت29/8/1432هـ الموافق30/7/2011م من برنامج بانوراما، تم تخصيص الجزء الأول لمقتل عبد الفتاح يونس قائد جيش الثوار الليبيين في بنغازي، وكعادتها أصرت القناة على اتهام إسلاميين افتراضيين بقتله بدون حتى قرينة سوى تقرير بائس بجريدة الشرق الأوسط-شقيقتها في الانحراف-!!! وضغطت المذيعة على الضيفين صهد ونعمان بن عثمان للقبول بفرضية لا أرجل لها!! وحتى لو صحت فهل تصبح معيار الحكم على الثورة ومصير شعب؟؟إنه الهوس المرَضي لدى الراشد وأذياله.. والمضحك المبكي أن البرنامج الموجه في العربية بصورة دعائية فجة لا يلتقي في كذبه إلا مع أكاذيب نظام القذافي فهو الجهة الوحيدة التي سارعت فور مقتل يونس إلى اتهام تنظيم القاعدة به، ولم يجد دجل القذافي من يتبناه سوى العربية!!

ومنطق الأمور يشير مبدئياً إلى أن القذافي هو الجهة الوحيدة المستفيدة من قتل يونس، فهو أبرز شخصية من رموز النظام التي تخلت عن القذافي وانحازت إلى ثورة الشعب الليبي المقهور.

 

والفقرة الثانية في بنوراما قناة العربية في اليوم المذكور، تحدثت عن انسحاب العلمانيين من ميدان التحرير بالقاهرة احتجاجاً على رفع الإسلاميين شعارات إسلامية، وهنا حاصرت المذيعة جمال نصار ممثل الإخوان ومالأت عمار علي حسن الذي يصر على أن الانتخابات لن تكون جيدة ما لم تسبقها اتفاقات سياسية..... أي رضوخ مسبق لأهواء القوم بمبادئ فوق الدستور الذي استفتي عليه الشعب من قبل!!!!

 

ومن المفارقات أنه في اليوم نفسه بثت بي بي سي العربية برنامجاً عن مصرع يونس كان موضوعياً إلى حد بعيد ولا يمكن مقارنته بهراء العربية!!

ولعل الحقيقة المؤلمة أن القناة المذكورة لا تناوئ جماعات إسلامية كما يطيب لها أن تزعم، وإنما تحارب كل ما يتصل بالإسلام فهي تمنع مذيعيها حتى من التلفظ بكلمات مألوفة مثل: إن شاء الله، أو وصف شهر رمضان بالكريم أو المبارك، علماً بأن مذيعين غير مسلمين في قنوات أخرى لا يستنكفون عن قول مثل هذه الكلمات!!!