التيجاني.. خلاصة ثقافة البغضاء والإجرام!!
28 شوال 1432
منذر الأسعد

في حلقات الحوار الصريح التي بثتها قناة المستقلة في شهر رمضان المنصرم (1432هـ)، شارك التونسي المترفض محمد التيجاني السماوي، فكان هراؤه في أثناء الحلقات خير شاهد يفضح مخازي الرافضة ويدحض تناقضاتهم بينما يسعى لتبريرها وتمريرها على الناس.

 

وبلغ الانحدار لدى السماوي المشتهر بوقاحته ومزايدته وسوء أدبه، بلغ حدوداً أغضبت سادته في قم لأن أراجيفه جاءت بنتائج عكسية. فهو وأشباهه من المترفضين يعمدون إلى الغلظة والصفاقة ولا يمارسون تقية القوم.. صحيح أن هذه السفاهة تعجبهم لأنها تشتم رموز الإسلام علانية فتنفس عن ضغائن الصفويين المتأججة، لكنها في عصر الفضائيات باتت تؤذيهم أضعاف ما تخدمهم.

 

ومما قاله السماوي -فُضّ فوه وبورك مبغضوه-: إن قتلة الصحابي الجليل  عثمان بن عفان هم في دينه الرافضي الحقود "أبطال ثائرون"....
أما الثائرون السلميون على النظام السوري فهم عند هذا العميل وأمثاله، خونة متآمرون مع الصهاينة وأمريكا ضد حزب الله!!!

 

أجل!! فالمجرمون الخاسرون الذين قتلوا ثالث الخلفاء الراشدين ذا النورين مجهّز جيش العسرة الذي تستحيي منه الملائكة والذي رفض أن تراق في الدفاع عنه قطرة دم، هؤلاء الفجرة طلاب حق وعدالة لدى المجرم السماوي!!

 

أما أحرار سوريا الذين بهروا البشرية بثباتهم وهم عزل في وجه رئيس جزار أهلك الحرث والنسل، يقتلهم وهم يطالبون بحريتهم وكرامتهم وثورات وطنهم المنهوبة، هؤلاء عملاء في ثقافة العميل وعبد العملاء في قم والنجف..

 

وينسى هذا الرويبضة أن هذه الكراهية لعثمان والذود عن القتلة الأشرار لا تلتقي مع ادعائه محبة علي بن أبي طالب، لأن ذلك يخدم غايات النواصب الذين يتهمون رابع الراشدين بقتل عثمان مباشرة أو بوساطة آخرين!!!
فلله در الثوار السوريين كم فضحوا تهافت أدعياء الممانعة وتجار الدفاع عن المستضعَفين!!

 

وأين مقاومة النظام السوري وهو يحرس احتلال اليهود لهضبة الجولان منذ باعها لهم حافظ الأسد ؟ إلا إذا كان المقصود بالممانعة ذبح السوريين وإذلالهم في الشوراع وتعذيبهم بوحشية تجاوزت وحشية الاحتلال الصهيوني مع الفلسطينيين!!

 

وهل سأل التيجاني الأفاق نفسه: أين يقع نور المالكي من قضية المقاومة؟وكيف أصبح رئيس حكومة الاحتلالين-الصليبي والصفوي- يدعم الأسد بعد أن بقي يتهمه لسنوات بأنه مصدر الإرهاب للعراق وسبق له قبل ثلاث سنوات أن دعا إلى تدويل التحقيق في تفجيرات دامية شهدتها بغداد في ما سُمّيَ: الأربعاء الدامي؟

 

وكيف يكون عند التيجاني - بل عند سادته فهو مجرد تابع ذليل- كيف يكون بعث العراق كافراً وبعث سوريا ممتازاً!! أليس لأن صدام حسين ينحدر من عائلة سنية مع أنه علماني حارب الإسلام وأن بعثه استهل عهده بقتل علماء أهل السنة من أمثال الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله تعالى!! وكذلك لأن بعث الأسد نصيري طائفي فتح سوريا على مصراعيها للتشييع القهري على أيدي المجوس الجدد!!

هذا مع أن النصيرية والاثني عشرية يكفر كل منهما الآخر، لكن العداء للإسلام والمسلمين تفوقت على التكفير المتبادل.

 

وكيف يكون النظام السوري ممانعاً وهو يقتل شعبه في الشوارع وأقبية التعذيب ويتهمه بالعمالة، في حين يغفر وكذلك حليفه في تجارة الممانعة حزب الله يغفران لميشيل عون خيانته الثابتة فهو السياسي العربي الوحيد الذي شارك في جلسة للكونجرس الأمريكي عشية إقرار قانون محاسبة سوريا!!

 

صحيح أن ثمن هذه الفضيحة التاريخية هائل وقد قدمه الشعب السوري الشجاع ببسالة تستحق التقدير، لكن ذلك مصداق لقول الحق تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:216].

ولو لم يكن للثورة السورية من حصاد طيب سوى تعرية الصفويين الجدد وعمامة نصر الله ومقاومة بشار لكفاها فخراً.

 

وبالرغم من كل ما يمكن قوله من ملاحظات على قناة المستقلة وأداء صاحبها محمد الهاشمي(1) فإنها أسدت إلى الثقافة العربية معروفاً  ثميناً، فهي أول فضائية عربية فضحت مخازي الرافضة التي ظلت مطوية في بطون الكتب ووراء أسوار الحسينيات، فلم يكن يعلمها سوى قلة من العلماء وطلبة العلم، الذين كانوا يلاقون أشد العنت كلما حاولوا كشف أسرار القوم وخبايا دينهم الخرافي الحقود.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     هذا نموذج من تلك المآخذ:
الهاشمي وابن سبأ
الجمعة26/9/1432هـ الموافق26/8/2011م
في تعليقه على مداخلة أحمد التويجري يتشبث محمد الهاشمي  بإنكار وجود ابن سبأ رغم اتفاق السنة والشيعة على وجوده، وذريعة الهاشمي أنه ليس لابن سبأ ذكرٌ في صحيحيْ البخاري ومسلم أوثق كتابين عند أهل السنة  والجماعة، وكذلك يحتج بأنه  لا أثر لابن سبأ في نهج البلاغة أوثق كتاب عند الشيعة!!
وهذا منطق أبتر وأعرج فما صلة الصحيحين بابن سبأ ليذكراه وهما لا يرويان سوى الأحاديث الصحيحة على شروطهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
ونهج البلاغة يضم الخطب والرسائل المنسوبة لعلي وهل يجب على علي أن يرفع من شأن وضيع كابن سبأ فيخصه بخطبة؟هذا مع رفضنا لصحة النهج فالباحثون الجادون نسفوه نسفا بالأدلة الناصعة..
إن مشكلة الهاشمي خلطه بين وجود ابن سبأ وأفكاره المنحرفة وبين تضخيم البعض لدوره حتى يبدو شخصية خارقة قادرة على التلاعب بالصحابة –وحاشاهم-، فالحقيقة أن المهم انحراف الرجل وتأثيره في العامة وليس في الصحابة وحتى لو لم يكن متعمداً للتخريب!!