
في يوم 16/11/2011م نشر الكاتب اللبناني سامي كليب مقالة طويلة عريضة عن معالجة جامعة الدول العربية للأزمة السورية والدور القطري ووعد قراءه بتقديم ما سماه "تفاصيل ممتعة"!!!
تبدأ مشكلة كليب مع الحقيقة باستحضار الجانب الخاص للرجل فهو رجل ذو خصومة شخصية مع قناة الجزيرة القطرية،وتصفية حسابات العداء الذاتي مع دولة قطر تفضح غرضه في مقالته من الاستهلال حتى الخاتمة.
فمنذ السطر الأول في المقالة يطل التضليل الإعلامي برأسه بلا مواربة،إذ ينسب الكاتب إلى "دبلوماسي عربي" زعم فيها أن رئيس النظام السوري شتم رئيس الوزراء القطري خلال استقبال بشار لوفد الجامعة العربية بتاريخ26/10/2011م قائلاً له: أنت تنفذ إملاءات أمريكية!!
وبما أن وفد الجامعة يتألف من وزراء خارجية يحترمون أنفسهم،فإنه يستحيل أن ينقل أيٌّ منهم مجريات لقاء كهذا إلى سامي كليب،ويبقى أن مصدر كليب هو سوري بكل يقين،فلو كانت لديه ذرة من أخلاق المهنة وتقاليدها لحدد جنسية الناقل،الذي لا يجوز قبول نقله منطقياً لأنه خصمٌ لرئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني!!فكيف إذا أضفنا خصومة الراوي نفسه مع الدوحة؟فالموقف الشخصي المناوئ قائم لدى الراوي والمروي عنه،فما نصيب رواية متهافتة كهذه من الثقة عند العقلاء؟
ويضيف راوي ألف كذبة وكذبة أن الأسد نعى على قطر وجود قاعدة عسكرية أمريكية فيها!!
أفلم يكن بشار يعلم بأمر قاعدة السيلية إلا بعد استيائه من عدم تصفيق قطر لمجازره في حق المتظاهرين السوريين المسالمين العزل؟ألم يكن أمير قطر قبل سنتين رجل مقاومة من طراز رفيع عند سدنة الهلال الصفوي-الذي سمي خطأً: الهلال الشيعي-فاحتفى به حزب اللات في جنوب لبنان أيما احتفاء لأنه أنفق ملايين الدولارات على تعمير ما دمره الصهاينة هناك في حرب عام2006م التي تسبب بها نصر الله تنفيذاً لأوامر خامنئي؟مع ملاحظة أن ملالي قم الذين يكدسون مليارات الخمس لم يفعلوا ما فعلته دول الخليج العربية في مؤازرة لبنان وبخاصة أهل الجنوب وأكثريتهم من الشيعة الموالية لإيران؟
وأما اتهام قطر بالعمالة بسبب القاعدة التي"فوجئ"الأسد"المقاوم الممانع"بوجودها،فمن المضحكات المبكيات لأن الشريف صاحب المبادئ لا يتعامل مع قضية الخيانة بهذه الانتقائية السخيفة،إذ كان عليه أن يهجو قطر ويقاطعها منذ سنوات،وبخاصة منذ ساعدته مع فرنسا وأردوجان في تخليص رقبته من جريمته الإرهابية باغتيال رفيق الحريري!!
وقطر لم تستضف القاعدة في الخفاء،لكنها لم تقم بتعذيب مواطنيها لخدمة أجهزة الاستخبارات الأمريكية،بعكس ما قام به النظام الدجال في دمشق،باعتراف كبار رموزه أنه ساعد في حماية أرواح ألوف الأمريكيين من خلال معلوماته الاستخبارية التي قدمها للشيطان الأكبر بحسب قاموس سيده في طهران أو معقل الأمبريالية بحسب قاموس التزوير البعثي المهترئ!!
ولعل قصة المواطن الكندي من أصل سوري المهندس ماهر عرار تكفي شاهداً على عمالة نظام الأسد ككلب حراسة لأجهزة القمع الأمريكية،التي اختطفت عرار إلى دمشق التي تولت تعذيبه عاماً كاملاً لانتزاع اعترافات زائفة منه بأنه إرهابي!!
وقد عاد الرجل إلى كندا حيث فضح أمريكا وكندا وسوريا"قلعة المقاومة"و"قلب العروبة النابض"!!وحصل على تعويض ضخم واعتذار رسمي من الحكومة الكندية!!!
لكن كليب الذي ينهش الحقد الشخصي كبده يمضي في سرد حكاياته المضحكة إلى حد البكاء،وجميعها مماثلة لـ"هرجة"القاعدة الأمريكية في قطر،ولا يضع حتى علامة استفهام حول أي كذبة من الكذب المرصوص فيها إلى حد يثير الغثيان.بل إنه لا يتورع عن دس أساطير النظام السوري من خارج روايته المهلهلة،مثل ادعائه-بالنص-:( وفي خلال الأيام العشرة التي تلت الاعلان عن المبادرة العربية، بعث وليد المعلم برسائل كثيرة الى الجامعة العربية يبلغها فيها بما تم تنفيذه من بنود المبادرة، فقد تم سحب الجيش من كثير من المناطق، واستبدل برجال شرطة وأمن داخلي، وتم قبول مجيء صحافيين عرب وأجانب، وأطلق سراح دفعة اولى من المعتقلين، وتم الإعلان عن العفو عمن يسلم سلاحه شرط ألا تكون يداه ملطخة –كذا كتبها والصواب: ملطختين!!-بالدماء.)!!
فقد جعل سامي كليب من نفسه المريضة خصماً وحَكَماً،وجعل أكاذيب النظام السوري حقائق راسخة بهواه العليل،فمئات السوريين المدنيين سقطوا برصاص كلاب بشار خلال الأيام العشرة،والدبابات تسرح وتمرح بحسب التوثيق بمقاطع بالصوت والصورة،وأما القبول بمجي صحفيين ففرية أخرى يفضحها أن النظام لم يوافق على بروتوكول الجامعة العربية الذي يتيح للمراقبين التجول بحرية لتسجيل شهاداتهم عما يجري من فظائع في سوريا على أيدي عصابات الأسد المحلية وعصابات الصفويين المستوردة من العراق ولبنان وإيران!!
ولو أن النظام المجرم الذي يتبناه كليب كان لديه ذرة من الصدق فلماذا ينتظر تسعة شهور وضغوطاً كبيرة من العرب لكي يوافق-وهو لم يوافق ولن يوافق-على دخول الإعلام الحر والمستقل؟
لذلك حق لنا أن نقول: يا سامي أنت مفضوح مع أنك تظن أنك بلباسك الكامل!!