في ذكراها الثالثة.. الحرب تتجدد في حمص
3 صفر 1433
حمزة إسماعيل أبو شنب

يعيش قطاع غزة في هذه الأيام ذكرى مرور ثلاثة أعوام على حملة الرصاص المصبوب التي شنها العدو الصهيوني الغاشم على أبناء قطاع غزة . المشهد يتكرر في مدينة حمص السورية حيث تجتمع صورة الدمار والشهداء والأشلاء وتتعالى صرخات من هم تحت الأنقاض ، مكافحة الإرهاب هدف الحرب على غزة وهذا الهدف يتكرر اليوم في حمص .

 

المشهد الذي نشاهده اليوم عبر شاشات الفضائيات العربية لما يجري في مدينة حمص السورية و باقي المدن لا يختلف كثيراً عما عايشناه في قطاع غزة من قطع الاتصالات وقلة الطعام والحصار ومعاناة المواطنين ، صورة تتكرر بنفس المعاناة وتتزايد الصرخات ، والنداءات تطلق من قلب المدينتين والنتيجة واحدة لا حياة لمن تنادي .

 

لقد كانت أيام صعبة على أبناء غزة كما هي صعبة اليوم على أهلنا في سوريا ، كم هو صعب أن تشاهد إخوانك يذبحون ويقتلون ولا تجد من يعاونهم ولا من ينصرهم ، إن الذي لم يعش التجربة الحقيقية قد لا يكون كمن يسمع بها أو يتابعها ، لذا نحن نقدر ما يعانيه أهلنا في حمص من جبروت الطاغوت وظلمه ، نعم نحن نقدر بأن الصورة التي تنقل ليست كافية وليست كاملة لما يجري هناك من مجازر ضد المنتفضين من الشعب السوري .

 

 الجامعة العربية تشترك في قلة الحركة ، فعلى صعيد الحرب على غزة كان دورها سلبياً واكتفت بالتنديد كما هو معتاد ، أما فيما يجري مع أهلنا في سوريا فقد استبشرنا خيراً في البداية ولكن المهل قتلت الشعب السوري ، والجامعة تقود موقف المتفرج على من يقتل ويعذب ويشرد على يد بشار وعصابته .

 

حال الجامعة العربية لا يختلف كثيراً عن حال الدول العربية الأخرى ، فمازلنا نريد خطوات تجاه الأوضاع في سوريا في الوقت الذي مازالت غزة أيضاً تنتظر رفع الحصار عنها ، ربما القاتل يختلف ولكن الأدوات واحدة : جيش ودبابات وطائرات تقتل وتقصف المنتفضين المطالبين بالحقوق ، هذا هو حال غزة وحمص اليوم .

 

مازالت غزة تنتظر علماء الأمة ليتحركوا من أجل نصرتها ، فأين علماء المدينة المنورة عاصمة دولة رسول الله ؟ أين علماء مكة المكرمة؟  أين علماء الأمة كلهم؟ لماذا لا يجتمعون على كلمة واحدة من أجل نصرة المستضعفين في الأرض؟ أليس هذا واجبهم ! فإن لم يكن اليوم دورهم فمتى سيكون دورهم ، حتى تباد حمص أم تهود القدس التي تعاني من تشريد أهلها وتغيير تراثها الإسلامي؟  .

 

أهل حمص ليس أمامكم إلا الصمود و الوقوف في وجه الظلم فلا ناصر لكم بعد الله إلا صمودكم ، فغزة صمدت بصبر أهلها وثباتهم والثبات هو سلاحكم الأول في الاستمرار ، لأن صمودكم سيكون شعلة نار ستحرق بائع الكلام الإعلامي ومدعي الممانعة وستحرك الشعوب النائمة ، فأنتم على عاتقكم أمانة كبيرة فعليكم أن تتحملوا من أجلها.