صليبي مقاوم
1 ربيع الثاني 1433
منذر الأسعد

في غفلة من الأمة، سيطرت في الإعلام أضخم أكذوبة في العصر الحديث، إذ انقلبت الحقيقة فبات الخونة شرفاء بل صاروا زعماء يحتكرون مقاومة المحتلين والغزاة من صهاينة وصليبيين!!

وبات الشرفاء والأحرار موضع اتهام بالتقاعس بل إن الصفاقة بلغت في سادة الدجل تصويرهم كخونة متواطئين مع أعداء الأمة.

 

ومصداقاً لمقولة: إن شر المصائب ما يثير الضحك، صار السيستاني الذي أفتى رافضة العراق بحرمة مجاهدة الغزاة الأمريكان صار رمزاً لتجار المقاومة، وكذلك خامنئي الذي لم يقتل سوى أهل السنة.. وتضاعفت جرعة المضحكات المبكيات على يد المهرج الكبير حسن نصر الله عندما أسبغ على الصليبي المتطرف ميشيل عون صفة المقاومة والممانعة، لمجرد انتقال عون من ضفة سياسية إلى أخرى تتبع مشروع الأخطبوط المجوسي الجديد!!! أما بشار الأسد حارس الاحتلال الصهيوني للأراضي السورية المحتلة وهو ابن بائع هضبة الجولان لليهود بلا قتال في عام 1967م، فهو عند الأفاق نصر الله أسد المقاومة والممانعة، مع أنه سار على نهج أبيه الهالك فلم يسمح بانطلاق رصاصة ضد العدو المحتل لأرض بلاده!! لكن أسلحة جيشه الخائن تقتل الشعب السوري الأعزل منذ ما يقرب من عام كامل، وهي مفارقة استفزت الشاعر العراقي الأصيل أحمد مطر، فجادت قريحته بقصيدة من أجمل وأصدق ما أبعده، إذ تصف الكذاب بشار بقوله:
مُقَاوِمٌ بالثرثره
مُمَانِعٌ بالثرثره

 

وكان نفر قليل العدد من العلماء والمفكرين ورجال الإعلام واعين للحقيقة من قبل، لكن الهيمنة الصفوية المتحالفة مع أدعياء العروبة نجحت في محاصرتهم ومنع صوتهم الحر من الوصول إلى الجمهور العريض.

 

ثم شاء الله تعالى أن يبدأ هذا الزبد الحقود في الانحسار تمهيداً ليذهب جفاء، بعد ظهور فضائيات مهنية محترمة وانتشار الشبكة العنكبوتية وأخيراً جاءتهم الصاعقة على الأرض وليس عبر منابر الكلام من خلال الثورة الفريدة للشعب السوري المرابط.

 

غير أن القوم المصدومين بانهيار دجلهم وبوادر سقوط مؤامرتهم، لم يتوقفوا عن تجارتهم بالرغم من افتضاحها وزهد الناس فيها بل ازدرئهم لها.

 

وهذا نموذج جاء في قناة الجزيرة في حلقة من برنامج: حديث الثورة، بثتها في يوم  الأحد 17/12/1432  هـ الموافق 14  /11/2011م، وقد خُصصت الحلقة لمناقشة موقف حكومة  لبنان التي يسيطر عليها حزب الولي الفقيه العميل لطهران، عندما أقدمت على التصويت  ضد قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية.

 

والضيفان في الحلقة هما: جوني منيّر وشارل جبور، والأول صليبي متطرف يصطنع الحياد.
فهو يناوئ إنشاء مخيمات للاجئين السوريين بلبنان ويقيسه في مغالطة فجة واهنة على وضع اللاجئين الفلسطينيين الذي أصبح "ثابتاً"، وهو وجود يزعج غلاة الصليبيين أنصار تحالف الأقليات فقط لأن أكثرية الفلسطينيين مسلمون من أهل السنة والجماعة!!وقد اشترك في ذبح الفلسطينيين اللاجئين في لبنان سائر أطياف الأقليات الحاقدة من نصارى ونصيرية ورافضة...

 

المهم أن تحالف الأقليات المسيطر على لبنان بزعامة حزب اللات والعزى يرفض توفير الحد الأدنى من حقوق الإنسان للهاربين السوريين من جحيم آلة القتل الأسدية، وهي حقوق يوجبها القانون الدولي الوضعي، فكيف بالدجال نصر الله صاحب العمامة السوداء كقلبه المفعم بالكراهية للإسلام وأهله، الذي يتشدق بالدين زوراً وبهتاناً!!

 

ومن المثير للسخرية أن هذا الصحفي الصليبي  يعترف ضمناً بأن حزب اللات يبتز لبنان ويهدد مواطنيه، وذلك بقوله: إن لبنان لو لم يصوّت ضد قرار الجامعة لاختل الأمن الداخلي في لبنان!!
فالحمد لله على سقوط  هذه المقاومة الكذابة وانكشاف رموزها المنافقين.