صيد الإعلام
12 جمادى الثانية 1433
منذر الأسعد

الشهال ومقتدى "العروبي"!!

في البرنامج اليومي (نهاركم سعيد) الذي تبثه قناة إل بي سي اللبنانية كانت ضيفة حلقة يوم الخميس11/2/1433هـ الموافق5/1/2012م الكاتبة اللبنانية المعروفة: نهلة الشهال، التي زعمت أن العراق ومصر هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان فيهما نزعة وطنية حقيقية وهي نزعة ضعيفة في سوريا!! وجاء في هرائها كذلك أن الشيعة العروبيين في العراق واضحون وأقوياء!!

 

ولأنها تعي أن المشاهِد ذكي وسوف يزدري كلامها ما لم تقدم له ولو نموذجاً واحداً على مزاعمها، فإنها أتت بما يثير ضحك الثكلى، فالنموذج الذي استشهدت به هو المأفون مقتدى الصدر، المشتهر بمجازره البشعة للعزل من أهل السنة حيث سلط عليه فِرَقَ الموت التابعة له لتقتلهم بطريقة وحشية وهمجية بوساطة المثقاب الكهربائي "الدريل"!!

 

ولو كانت نهلة الشهال تحترم عقول المشاهدين لاجتنبت حديثها الخرافي أصلاً عن شيعة عروبيين في العراق فما بالنا بأنها جعلتهم تياراً قوياً وواضحاً؟ لقد كان هؤلاء عبارة عن أفراد معدودين جرى ترهيبهم وتهجيرهم وكتم أصواتهم على يد الأكثرية التي استعبدها الصفويون من خلال أدواتهم: الجعفري والمالكي والحكيم وصولاغ والصدر!!

 

وقد اكتملت المهزلة على لسان المذيعة التافهة التي تشكك في وجود ثورة سورية وتزعم أن المقاومة سوف تنتهي بزوال النظام السوري وتستدل بكلام نهلة عن إنزال صور نصر الله في بيوت السوريين، متعاميةً عن أن ذلك قد وقع بعد الانحياز العلني من نصر اللات إلى جانب قاتل الأطفال بشار الأسد ضد الشعب السوري الذي كان مخدوعاً بـ"مقاومة" نصر الشيطان هذا!!

 

وحتى نهلة الشهال العلمانية التي تقول الشيء ونقيضه، تؤيد حزب نصر الله وتزعم أن صدارته لقوى المقاومة جاء بسبب الانتماء الديني وبتأثير الدعم الإيراني والسوري....

 

وتناست مدعية الفكر والموضوعية الاقتراب من تفسير نشوء الحزب المريب على يد استخبارات الهالك حافظ الأسد، التي قضت على سائر قوى المقاومة الفعلية من لبنانية وفلسطينية لتحصر السلاح في حزب طائفي عميل لطهران!!

 

وشتمت كلتاهما المجلس الوطني السوري وادعتا أنه يريد التدخل الغربي وأنه صنيعة الأمريكان والفرنسيين والقطريين وتناست الشهال المعترفة بأن ما يجري في سوريا ثورة فعلية عظيمة أن المتظاهرين هم الذين منحوا المجلس شرعية مشروطة معلنة على رؤوس الأشهاد وسموا إحدى الجُمَع باسم: المجلس الوطني يمثلنا!!!

 

والمذيعة البائسة للغاية تصر على التشكيك بكل الربيع العربي لأن النصارى لا يشاركون فيه فهم يتخوفون من صعود الإسلاميين وقد دافعت الشهال عنهم بمن فيهم السلفيون قائلة لها: هل جاؤوا من المريخ؟ وأضافت: مع أنني ضدهم لكن الحل في مواجهتهم يكون بالسياسة لخفض نسبة حضورهم الشعبي الجارف!!

 

وأشارت في معرض نسفها أضاليل المذيعة إلى أن نظم القمع العربية اضطهدت الأقليات كالأكثرية وتلاعبت بالمشاعر الطائفية واستشهدتْ بتفجير "كنيسة القديسين" في مصر قبل سقوط مبارك على يد مباحث أمن الدولة بتكليف رسمي من وزير داخلية المخلوع حبيب العادلي!!

*******

 

قناة العربية وعقدة الإسلاميين

تناولت قناة العربية في يوم الثلاثاء 22/3/1433 الموافق 14/2/2012 م مشكلات الحكومة الحالية في مصر برئاسة كمال الجنزوري واحتمالات تأليف حكومة بديلة لها في ضوء الانتخابات الأخيرة لمجلسيْ الشعب والشورى، اللذين حصل الإسلاميون على أغلبية مقاعدهما في انتخابات حرة ونزيهة بشهادة الجميع في مصر وفي العالم.

 

المشكلة في التغطية تحيزها النمطي الذي لا تمل منه القناة، فهنالك ضيف مناوئ للإسلاميين جملة وتفصيلاً والضيف الآخر هو د.وحيد عبد المجيد الذي يمكن وصفه -بكثير من التجاوز- بأنه شبه محايد إزاءهم. أما المعنيون بالقضية بالدرجة الأولى وهم الإسلاميون من سلفيين وإخوان مسلمين فتغييبهم تام، بالرغم من أنهم يؤلفون أغلبية البرلمان والموضوع يتحدث عنهم مباشرة..فمتى تعترف القناة المؤدلجة بالإسلاميين ما دامت ترفض التعامل معهم حتى عندما يفوزون في انتخابات نزيهة وحرة بشهادة العالم كله؟