هنالك أخبار شديدة الانفجار لكنها تنساب فتتبدد في طوفان الأحداث المتدفقة بلون الدم من سوريا الجريحة.هذا إن لكن التعتيم مقصوداً!!
قبل 48 ساعة تمكن الجيش السوري الحر من تحرير قريتين تقعان في منطقة تخفيض القوات بين جيش الأسد الخائن وهضبة الجولان التي يحتلها الصهاينة منذ مهزلة 1967م، فكان الغوث الأول من اليهود لعميلهم السماح له باستخدام أسلحته الثقيلة الممنوع عليه إدخالها إلى المنطقة، في مزيد من حماية احتلال العدو على يد جيش "المقاومة والممانعة"!!
أما المعونة الثانية فتمثلت في إضاءة جيش اليهود للمكان بالقنابل الضوئية!!
وقبل ثلاثة شهور نجح أبطال الجيش الحر في تحرير بقعة من المنطقة ذاتها، فسمح الغاصبون لعصابات بشار باستخدام مدافع الميدان ومدافع الهاون، ولأن عصابات بشار لا تعرف سوى القصف العشوائي الأعمى، فإن قذيفيتن سقطتا في الجولان المبيع، فتطوع جنرال صهيوني بالتبرير على الفور، فقال لوسائل الإعلام المحلية: هذه أخطاء غير متعمدة فجيش بشار لم يكن يستهدفنا!! وبعبارة عسكرية نمطية أراد الجنرال اليهودي طمأنة مجتمعه القاتل إلى أنها "نيران صديقة" على غرار ما يقع في مناورات تدريبية يجريها جيش دولة ما، أو جيشان حليفان أو أكثر.
إن الإعلام العربي عَمِيَ أو تعامى عن خيانة آل الأسد طيلة خمسين عاماً، فلم يجرؤ على الصدع بكلمة الحق، بل إن أكثر وسائل إعلام العرب طبلت للخائن حافظ أسد على أنه بطل وأنه أبو القضية الفلسطينية مع أنه قتل من الفلسطينيين أضعاف ما قتله منهم سادته اليهود.
في عام 1977 م اجترأ الصحافي اللبناني اللامع سليم اللوزي على المحظور فنشر في مجلة الحوادث التي كان يملكها ويرأس تحريرها، نشر صورة وثائقية محفوظة في الأرشيف السري لوزارة الخارجية الفرنسية تثبت بالدليل القاطع خيانة رؤوس النصيرية في فترة الاستعمار الفرنسي وكان على رأس هؤلاء العملاء سليمان أسد والد حافظ وجد المجرم الحالي بشار!!!
ودفع اللوزي ثمن شجاعته إذ اختطفه وحوش استخبارات حافظ أسد وعذبوه تعذيباً شديداً حتى لقي مصرعه، ثم شوهوا جثته !!
بعد خيانة الجد، جاء التنفيذ الفعلي الصارخ على الأرض إذ قام الهالك حافظ أسد في 5/6/1967 م بتسليم هضبة الجولان إلى العدو الصهيوني بلا إطلاق رصاصة واحدة.
وكان المقبور يومئذ وزيراً للدفاع في نظام البعث المستبد بسوريا، وهنا قرر العم سام وحلفاؤه اليهود مكافأته على هذه الخيانة الفظيعة فأصبح رئيساً للجمهورية يحكمها بقبضة فولاذية رهيبة.
وكان حافظ وفياً لأولياء نعمته بصورة غير مسبوقة في التاريخ إذ قام بحماية الاحتلال اليهودي لهضبة الجولان منذ تسليمها إليهم بلا قتال!!
وجاءت المكافأة الثانية على الحماية بعد البيع فوافق الأمريكيون على توريث أول جمهورية في التاريخ.
وها هم الصهاينة يمنعون السلاح عن الثوار السوريين عبر الضغط الأمريكي فبات الجيش الحر يبحث عن ذخائر للبنادق الفردية التي يجابه بها الطيران والصواريخ والمدافع.
هم يعون أن صاحبهم سوف يهلك بإذن الله قريباً، لكن استمرارهم في نهجهم الحقود مقصود لأن المهمة الأخيرة لكلب حراستهم في الشام مزدوجة، فشطرها الأول:تسليم سوريا مدمرة يصعب بناؤها مجدداً قبل ربع قرن، وركنها الآخرتقديم صورة مُجَمّلة للعدو الصهيوني بالوحشية المفرطة ومنحها حق مزيد من الهمجية ضد العرب والمسلمين ولسان حالها يقول: ها هو حاكم عربي دمر المباني فوق رؤوس ساكنيها بذريعة مسلحين يقاومونه وهذا يعطينا الحق في تدمير بيوت الفلسطينيين للسبب نفسه فـ"الإرهابيون" يتخفون بين الناس!!
لكل ما سلف نقترح تنظيم استفتاء شعبي على حفيد أبي لؤلؤة المجوسي بشار أسد ولكن في المجتمع الصهيوني فإذا فاز بنسبة تتجاوز 50% هناك فليأخذوه ليعيش في مكانه الطبيعي عميلاً مفضوحاً مجللا بالعار فقد ولى زمن التقية وخداع الشعوب...