رماد الأعمى عادل درويش!!
2 محرم 1434
منذر الأسعد

باستثناء الجرح الفلسطيني المزمن، ربما لا توجد قضية إنسانية يمتاز فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، مثل قضية الشعب السوري الذي يواجه الظلم الشامل الفظيع منذ نصف قرن من الزمان، على يد عصابة طائفية عميلة أذلت العباد ونهبت ثروات البلاد، وبخاصة منذ عشرين شهراً عندما تغلب السوريون على خوفهم الرهيب من نظامهم الوحشي الدموي، وقرروا المطالبة بحريتهم المسلوبة وكرامتهم المهدرة، فرد عليها صبي ملالي قم وابن بائع الجولان لليهود بالمذابح اليومية والتدمير المنهجي لبيوت والمساجد والمدارس فوق رؤوس المدنيين العزل.

 

كل هذا الوضوح الذي اضطر حُماة النظام الفعليين في تل أبيب وواشنطن إلى استنكار جرائم خنازير بشار الأسد، كل هذا الوضوح الصارخ ليس كافياً في نظر منافق متغرب اسمه عادل درويش، يزعم أن الأمور في سوريا ليست بين أبيض وأسود وإنما هي رمادية اللون!!

 

هذا المتغرب المتصنع هبط بنفسه إلى درك ترفع عنه كثير من الغربيين من ساسة ومفكرين وإعلاميين، فماله أعمى الله بصره كما أعمى بصيرته يزعم أنه تعذر عليه تمييز الحق من الباطل في مأساة إنسانية غير مسبوقة؟

 

فكيف كان الأبيض بزعمه جلياً يوم قرر سادته الصليبيون غزو العراق ظلماً وعدواناً-حتى بمقاييس القانون الدولي الذي فصلوه أساساً بأنفسهم وعلى حسب أهوائهم ومصالحهم الخسيسة؟ هنالك كان الحق في رأي هذا المتغرب مع الغازي الصليبي بوش الابن وليس مع شعب العراق المعتدى عليه!!