
المقدمة:
حين تندلع الثورة وتأخذ طريقها إلى النجاح.. فهذا يعني أنها باتت تأخذ بشروطها الموضوعية في النجاح.. ولكن إذا أخفقت في بعض شروطها الذاتية والموضوعية، فأن الحديث عن نجاح كامل يمسي صعباً.
وبالقدر الذي تتحقق فيه الشروط المطلوبة لنجاح الثورة، فأن مضادات الثورة، وعوامل الإجهاض المضادة، قد تحمل المفاجئات، الأمر الذي يرتب الحرص على معرفة طبيعة رد الفعل ومستواه واتساعه وتأثيره.. فما هي الأفعال التي من المتوقع أن تفاجئ كيان الثورة وعناصرها ومسيرتها؟ :
أولاً-أن تقوم الأجهزة الإستخبارية للحكومة الصفوية بسلسلة تفجيرات لخلط الأوراق خلف خطوط الثورة، تعلن بعدها (أنها من صنع جهات إرهابية، تزعم السلطة الصفوية أنها سبق وحذرت من وقوعها).. والحقيقة هي من تدبيرها.
ثانياً-أن تدفع حكومة الصفوي (نوري المالكي) بعناصر (مؤدلجة) لتندس بين صفوف المتظاهرين بدعوى المشاركة والإسناد فترفع شعارات أو صور أو لافتات، من شأنها أن تكون ذريعة لهجوم مضاد.. كما حصل حين رفع صورة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله، بعض أزلام المالكي في جموع المتظاهرين.
ثالثاً-قد تفتعل الأجهزة الإستخبارية الصفوية معركة جانبية تستطيع من خلالها أن تتوسع في مسألة تنفيذ تهديداتها.
رابعاً-أن يقوم بعض رموز الحكم الصفوي بتقديم رشا باذخة إلى بعض عناصر العشائر المتنفذين أو عناصر الواجهات من أجل تفكيك الإعتصامات المليونية الشعبية وإجهاضها.
خامساً-قد يلجأ (المالكي) الصفوي إلى طرح اقتراحات منها (تشكيل لجان مشتركة شعبية برلمانية حكومية لتنفيذ المطالب المشروعة.. حل الحكومة.. حل البرلمان.. الإستفتاء على الدستور.. تعديل الدستور..إلخ).. كل هذه الاقتراحات المشبوهة هي في حقيقتها تمييع للمطالب الشعبية المشروعة وكسب الوقت للبقاء على رأس السلطة وإحكام قبضته على (الدفاع والداخلية والقضاء)، من أجل تنفيذ مشروع إيران الصفوي.
سادساً- قيام الحكم الصفوي في العراق بفرز طائفي على مستوى مناطقي لمنع اتساع رقعة الاحتجاجات حتى لا تشمل كل المحافظات، وبهدف الإعلان بأن هذه التظاهرات والإعتصامات هي (طائفية- سنية).!!
سابعاً-قيام المالكي الصفوي بفرز طائفي في الإدارة الحكومية وفي صفوف الجيش الحكومي عن طريق إصدار الأحكام الملفقة، والملاحقة القضائية المليشية، والتسريح، وخاصة العناصر التي ما زالت تحتفظ بشيء من وطنيتها وعراقيتها.. الأمر الذي يتطلب العمل السريع لتفويت الفرصة على أي قرار للصفوي الحاكم من أن ينال من هذه العناصر.
ثامناً- الحرص الشديد على بقاء الحراك الشعبي الوطني سلمياً، وعدم إعطاء الحاكم الصفوي أي ذريعة لتنفيذ مآربه الطائفية الخبيثة.. فكلما يشتد الخناق على هذا الصفوي المأزوم بالطائفية اللعينة، كلما يشعر بالشراسة التي ستقوده إلى حتفه.!!
واستباقاً للفعل الدموي الذي قد يرتكبه هذا المأزوم الصفوي، والذي قد يدعوا إلى إسناد إيراني استناداً إلى اتفاقات استخباراتية سرية (إيرانية- دعوتيه)، فأن تحركاً سريعاً يتطلبه الأمر إلى مجلس الأمن الدولي باسم شعب العراق، الذي يحتل ساحات العراق كافة حضوراً جماهيراً يطالب برحيل الحكومة الصفوية إلى إيران وترك العراق لأهله العراقيين، يطالبه بموقف صريح وواضح من مسألة حقوقه في حياة حرة كريمة بعيدة عن التمييز الطائفي والأثني استناداً إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويحذر فيه إيران وتركيا التدخل في الشأن العراقي.. فضلاً عن التحرك السريع لتفعيل دور الجامعة العربية وفقاً لميثاقها باعتبار العراق يشكل الخاصرة الشرقية للأمة العربية، وإن حماية شعبه مهمة قومية من أي تدخل خارجي، وأن تتحمل مسؤوليتها السياسية والأخلاقية والتاريخية إذا ما حاول (المالكي) استخدام القوة ضد الشعب العراقي، لأن ما صرح به لم يخف نواياه الدموية لضرب حشود جماهير الشعب العراقي المحتشدة في كل مكان والتي تنتظر وتراقب الموقف للانفجار العارم بوجه الطاغية الصفوي المجرم.. كما يتطلب الأمر تثوير الساحات العربية للاحتجاج أمام السفارات العراقية- الصفوية أينما وجدت وتأليب الرأي العام العربي والعالمي، ودفع الإعلام نحو فضح خفايا حكم الدم والفساد والرذيلة في العراق منذ عام 2003 حتى الآن، ولا سبيل إلا بالإطاحة بهذه الحكومة الدموية الفاسدة والعاجزة والعميلة التي لا تمثل الشعب العراقي الأصيل لا من قريب ولا من بعيد.
شعار الإصلاح وشعار الإسقاط.. ما هو الحل الصحيح؟!
ليس من المنطق الحديث عن مطالبات إصلاحية، من حكومة غير قادرة على الإصلاح ولا تريد الإصلاح، لأن الإصلاح والتنمية قوة للعراق لا تريده إيران ولا تريده الصهيونية، إنما الذي تريده هو إبقاء العراق ضعيفاً ومشتتاً ومتناحراً في داخله.. فالحديث عن إصلاحات يمسي عديم النفع، لأن لو كان في نية الحكومة الصفوية في المنطقة الخضراء الإصلاحات والتنمية لباشرت بها منذ عشر سنوات لم يلمس شعب العراق أي شيء على الإطلاق، فقد بات يعاني من ويلات القتل والدهم والسجون والفساد والإفقار والتجويع والحرمان والاغتصاب والإذلال وانتشار الأوبئة والتردي في بنيته التحتية، فكيف يطلب أو يتوقع من هذه الحكومة إصلاحات وعدل وأمان ومستقبل آمن وزاهر؟!
إذن، إسقاط هذه الحكومة بات مطلباً جماهيرياً ملحاً لا تراجع عنه مهما كلف ذلك من ثمن باهظ، طالما أن الحال وهو يراوح مكانه من سيء إلى أسوء إذا ما استمر على هذا المنوال، فأن الموقف الصلب المحسوب والمدروس جيداً، سياسياً وعسكرياً وأمنياً وإستراتيجياً واجتماعياً، وعلى ثبات ودون تراجع، سيثمر حتماً، مهما كانت تصريحات الصفوي المأزوم نارية فأنها لا تعدو أن تكون فقاعة حقيقية تنفجر بوجه الظالم والظالمين والفاسد والمفسدين، عندها سيقول الشعب العراقي كله كلمته الحق في بناء دولته الوطنية الشعبية.
المصدر/ شبكة البصرة