هيكل فَقَدَ رشاقته على الكذب؟!!
6 ربيع الأول 1434
منذر الأسعد

خلافاً لأكثر أبناء جيلي، لم أستطع يوماً أن أحترم محمد حسنين هيكل، بالرغم من الهالة الضخمة التي تحيط به، وهذا لا يتعلق بقدراته ولا بتقويم أسلوبه....فموقفي منه يرجع إلى أنه عاش وبنى "أمجاده" في ظل طاغية مهزوم، يصر على أنه صانع انتصارات إستراتيجية ليس لها وجود البتة.

 

وها هو الصحافي "الكبير" يواصل تيهه وهو في أرذل عمره، ويمضي سادراً في غيه فما زال في خدمة الطغاة الصغار، الذين هم شر من عبد الناصر نفسه ألف مرة. والعبد الفقير إلى الله يشهد بقدرات هيكل "الهائلة" على دس أكاذيبه في أغلفة أنيقة مزورة وفي ثنايا أنصاف الحقائق، حتى إن اكتشاف المعلومة الصحيحة التي طمسها أو الأسطورة التي صنع لها يدين ورجلين يحتاج إلى خبرة وزمن وصبر. لكنه في الفترة الأخيرة بدأ يفقد "رشاقته" القديمة في التلاعب بالحقائق والتنقل بين أرباع المعلومات وأثلاث الأباطيل، ولذلك أصبح كذبه مؤخراً من النوع العاري بلا مهارات ولا قفز بين الحبال بخفة مهرجي السيرك!!

 

إنه اليوم يناصر جزار الشام وريث الجمهورية بشار الأسد ضد الشعب السوري البطل، فيفتري الكذب البواح زاعماً أن الثورة السورية من صنع الموساد الصهيوني!! وأضاف إلى حديث إفكه الخسيس هذا جملة من الأكاذيب التافهة الأخرى، كادعائه أن دول الخليج أنفقت 15 مليار دولار لإطاحة نظام بشار، الذي لا يخفي الدجال هيكل إعجابه بصمود هذا النظام بالرغم من الحرب النفسية الضخمة ضده!! كما يتهم الكذاب هيكل محطة بي بي سي بالمشاركة في هذه الحرب النفسية بنشر أخبار غير صحيحة وغير مؤكدة!!

 

إن خسة هيكل تهبط إلى درك يتجاوز مجرد تفضيله الطغاة على الشعوب المظلومة، فهو يرفع راية القومية هنا مع علمه بأن الشعب السوري يجابه احتلالاً فارسياً وقحاً!!

 

والمضحك المبكي أن الدجال الخرف يتهم بي بي سي بنقيض سلوكها، فهي من أسوأ وسائل الإعلام في انحيازها الفاضح إلى جانب طاغية الشام!!

 

وأما الفرية الكبرى المتعلقة بالكيان الصهيوني، فيكفي لنسفها من جذورها أسئلة مفحمة أتحدى الكذاب الأشر أن يجيب عن أي منها، وهي: ما سر الهدوء المطلق الذي تتسم به جبهة الجولان المحتل عن سائر الجبهات الأخرى منذ 38 عاماً؟ وما السبب في غياب حقول الألغام من الجانبين اليهودي والأسدي؟ولماذا بدأ الصهاينة الآن فقط تشييد جدار إلكتروني هناك؟ وكيف يكون الصهاينة مع الثورة السورية ويسمحون لعميلهم بشار بإدخال دبابات إلى مناطق الحظر التي جلبها حافظ الأسد لسوريا في مسرحية حرب 1973م؟ولماذا تمنع واشنطن عن الجيش السوري الحر أسلحة مضادة للطيران وللمدرعات حتى من الصنف الخفيف الذي يُحْمَلُ على الكتف؟وكيف تدخلت أمريكا عسكرياً ضد الصرب مرتين وما زالت ترفض تدخل أحد ضد بشار؟

 

وما تفسير هذا الصفوي المستجد لحقارة بشار وخنوعه أمام ضربات اليهود لمشروع الكُبَر ولمعسكر عين الصاحب واغتيالاتها لعدد من رموز النظام وحلفائه من حزب اللات كعماد مغنية ولحماس يوم كانت في ضيافته؟