نتنياهو على خطى شارون .. في البراق
12 ربيع الأول 1434
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

مثلما فعل رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إرئيل شارون من اقتحام متبجح للأقصى عام 2000 نتج عنه اندلاع الانتفاضة الثانية ، أقدم بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الحالية ووريث زعامة حزب الليكود اليميني المتطرف على نفس الفعلة يوم الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية ليكسب دعم اليمينيين المتطرفين في حربه الاستيطانية ضد القدس المحتلة وفلسطين بأكملها.

وفي سبيله لكسب أصوات اليمين المتطرف، اقتحم نتنياهو ساحة البراق، تزامناً مع اقتحام أكثر من 50 مستوطناً لباحات المسجد الأقصى المبارك بعد إدلائه بصوته ، وقال عند حائط البراق "جئت اليوم هنا للتأكيد على تواصلنا الدائم مع صخرة وجودنا" حسب زعمه.
وأعلن نتنياهو الذي شكل تحالفا يمينيا مع حزب "إسرائيل بيتنا" مع وصوله ساحة البراق، التابعة للمسجد الأقصى ، في صورة استفزازية للمسلمين في الأمة بأكملها، مواصلة البناء في المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.

وجاءت نتيجة الانتخابات لتظهر فشل نتنياهو في تحقيق الأغلبية، حيث حصلت كتلتا اليمين ويسار الوسط على عدد متساو من المقاعد في الكنيست، مما جعله يعلن رغبته في تشكيل "أوسع حكومة ممكنة".

وفي المحصلة، حقق تكتل اليمين المشكل من حزبي الليكود و"إسرائيل بيتنا" والأحزاب الدينية وحزب البيت اليهودي أكثرية ضعيفة من 61 او 62 نائبا، ومن ثم لن يتمكن نتنياهو من تحقيق أغلبية في الكنيست بالاعتماد على حلفائه التقليديين من اليمين المتطرف،وسيسعى لاستمالة الوسط وأحزاب أخرى.

ويتوقع سياسيون ومعلقون ائتلافا يضم الليكود - إسرائيل بيتنا والبيت اليهودي ، ويحتمل ايضا ان يكون معهم وسطيون وانضمام حزب تسيبي ليفني ليس مستبعدا، ومثل هذه الغالبية مع حوالي 75 الى 80 نائبا ستجعل من الكنيست المقبل أحد البرلمانات الأكثر ميلا الى اليمين في تاريخ "إسرائيل".

وبحسب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية لعرب 1948، فإنه لا يجب تعليق الآمال على نتائج الانتخابات "الإسرائيلية" أو الحكومة القادمة، معتبرا أنه "لا أمل من أية حكومة إسرائيلية كانت، وليس هناك قوى يسار أو يمين في إسرائيل تعمل لصالح القضية الفلسطينية".

ورأى الشيخ صلاح أن "الكنيست امتداد للمشروع الصهيوني"، مقللا من فعالية النواب العرب داخله (الذين ينتمون إلى 3 أحزاب عربية) لذا فضل مقاطعة هذه الانتخابات ودعا فلسطيني 48 إلى مقاطعتها، مشيرا إلى أن وجود النواب العرب وعددهم قليل لم يحق لهم حقًا وهم في دائرة العمل الاحتجاجي.
بل تستغل "إسرائيل" وجود النواب العرب استغلالاً بشعًا، وتحاول من خلال ذلك تجميل وجهها القبيح أمام العالم بأن تدعي أنها واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وفقا للشيخ صلاح.

وفي النهاية فإن تدنيس نتنياهو للبراق يوم الانتخابات يعني مرحلة مقبلة من مزيد من التطرف والعنصرية "الإسرائيلية" ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته في ظل غياب الحماية الفعلية من قبل صناع القرار العرب والمسلمين وغياب الرادع الفعلي لهذا الاحتلال الذي يقف بجانبه الغرب خاصة الولايات المتحدة.