حسينية تشافيز!!
3 جمادى الأول 1434
منذر الأسعد

كعادة الرافضة في تعظيم الصغائر وتصغير العظائم واللعب بالحقائق الكبرى وتسخيرها لمنفعة مؤامراتهم المستمرة، أقاموا الدنيا على رؤوس رعاعهم حزناً على الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي هلك بعد معاناة مع مرض السرطان. فأحمدي نجاد شخصياً يهتم بلطمية تشافيز على حساب إقرار ميزانية بلاده التي تعاني من وطأة تدهور اقتصادي ثقيل، ويعانق والدة تشافيز فلقي انتقادات من إيرانيين أخفوا هوياتهم لما في تصرفه من تناقض مع رفضه مصافحة النساء عادة!! فهؤلاء الشباب الساخطون انتهزوا الفرصة فوصفوا تناقض رئيسهم بأنه نفاق مكشوف.

 

وقنوات الرافضة أقامت مأتماً وعويلاً بما في ذلك قناة الميادين، حيث تولى موسم اللطم مديرها غسان بن جدو بنفسه، واستضاف تاجر المقاومة الزائفة عبد الباري عطوان، الذي ثبت حتى للعميان أنه يتاجر بقميص فلسطين فيوزع صكوك الشرف المزعوم ونعوت الخيانة، وذلك بحسب العطايا بذلاً وحجباً!!

 

وبما أن الجنة والنار في دين المجوس الجدد مزرعة تخصهم فقد منحوا تشافيز مقعداً مميزاً في جنتهم الموهومة، ولم يكترثوا بكونه نصرانياً لا يؤمن بأئمتهم الاثني العشر!!فدهماؤهم لا يفكرون وإذا فكروا لا يجترئون على توجيه أسئلة محرجة. المهم عند كهنة المجوسية الحديثة أن تشافيز ليس مسلماً –ناصبياً بحسب تخريفات أكليروس الرفض الصفوي-!!

 

إن من حق كل متابع أن يصفع أصحاب حسينية تشافيز هؤلاء فيسألهم: ما هو النصر العظيم الذي قدمه الهالك لقضية فلسطين باستثناء الشجب والاستنكار الكلامي للاحتلال الصهيوني؟

 

والحقيقة التي لا مراء فيها أن فلسطين ليست سوى متجر تفنن الصفويون في تزويقه والضحك على المغفلين ثلاثة عقود من الزمان، حتى قيض الله تعالى ثورة الشعب السوري التي أسقطت الأقنعة وهتكت الأغلفة الخادعة. فتشافيز ناصر فلسطين على طريقة الخميني ونصر الله التي لا تتعدى شتم الشيطان الأكبر والحديث عن محو الكيان الصهيوني من الوجود!!

 

لكن لتشافيز نقطة إيجابية لا يملكها أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، فالرجل كان صادقاً في ما يظهر في عدائه لأمريكا أما هم فيعلنونها علانية وينسقون معها في السر، ابتداء من فضيحة سلاح إيران جيت خلال حربهم مع العراق وانتهاء بتعامي واشنطن عن دموية ملالي قم في سوريا، مروراً بتسليمهم العراق كلياً وأفغانستان جزئياً!!

 

إنهم يبكون على تشافيز لأنه-والله أعلم-انخدع بهم وصدق أنهم أعداء لواشنطن، فهو بتركيبته الشخصية الهوجاء، يسير وراء كل ناعق ويتبنى مزاعم كل من يرفع شعارات الموت لأمريكا!!

 

ومن هنا كان مؤيداً لمجازر بشار الأسد في سوريا تأييداً أعمى، اشتمل على تزويده بكميات ضخمة من النفط لتسيير آلات القتل التي يستخدمها لنحر شعبه.