2 محرم 1435

السؤال

لديَّ بنت بلغ عمرها 18 سنة، ولا تستطيع الطبخ، علمًا بأنَّها تحاول، لكن! والدتها صعبة في التَّعامل معها، بسبب حالتها النَّفسيَّة، فلا تعلمها، وإذا دخلت معها المطبخ، تتكلَّم عليها بشدَّة، وبنقد لاذع جدًّا، بالإضافة إلى أنَّ البنت ترفض أن تتعلَّم من أحد غير أمِّها. كيف أستطيع أن أحبِّب لها عمل المطبخ ؟. وكيف أستطيع أن أدرِّبها في ظلِّ هذه الظُّروف ؟ شاكرين لكم تعاونكم.

أجاب عنها:
سعد العثمان

الجواب

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه...
أخي الفاضل: أشكرك على ثقتك، بموقع المسلم، ومتابعتك له، ونسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يجعلنا أهلاً لهذه الثِّقة، وأن يجعلَ في كلامنا الأثر، وأن يتقبَّل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها كلَّها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها حظَّاً لمخلوق..آمين.
أخي الكريم: فهمت من عرضك لمشكلتك، أن لك بنتًا بلغت من العمر 18 سنة، ولا تجيد فنَّ الطبخ، ووالدتها مريضة نفسيًا، فلا تستطيع أن تتعلم منها، وتأبى البنت الاستفادة بموضوع الطبخ من غير أمها، وتسأل عن الحل لهذه المشكلة، وتريد السبل الناجعة والنافعة لتعلم ابنتك فنَّ الطبخ، أبشر أخي العزيز، فقد وصلت إلى برِّ الأمان، فإخوانك في موقع المسلم يرشدونك ويوجهونك للطرق المثلى في علاج مشكلتك، وننصحك باتباع التوجيهات التالية:
أولاً: العلم بالتعلُّم.
هناك كتب مؤلَّفة في فنِّ الطبخ، وهي متوفِّرة في المكتبات بكميات كثيرة، وتعلِّم تلك الكتب جميع أنواع الأكلات العربية والأجنبية، فلو شريت لابنتك بعض النُّسخ من تلك الكتب، وحثثتها على القراءة والاستفادة منها، وحاول أن تتابع ذلك بنفسك، فتقول لها: ما قرأت وتعلَّمت من كتاب الطَّبخ الفلاني، فتذكر لك طبخة ما، فاطلب منها أن تعملها بنفسها، وعندما تقدمها لك، أثنِ على طبخها وحفِّزها وشجعها لتعمل أخرى، وهكذا ..
ثانيًا: التَّعلُّم من المدرسة.
هناك مادَّة تعليميَّة في جميع مدارس البنات، اسمها " اقتصاد منزلي " ، فيها قسم كامل لفنِّ الطَّبخ، فحثَّ ابنتك أن تهتمَّ بحضور حصَّة الاقتصاد المنزلي، وتسأل مدرسة الاقتصاد عن كلِّ ما يشكل عليها فهمه، حتَّى تصل إلى درجة الثِّقة بالنفس بالقيام بعمليَّة الطبخ بنفسها.
ثالثًا: السعي في علاج مرض الأم النفسي.
عليك أن تسعى في علاج المرض النَّفسي للأمِّ، فقد يؤدِّي مرضها إلى أمور لا تحمد عقباها، خذها إلى أطباء نفسيين واعرضها عليهم، ولا يمنع كذلك من قراءة الرُّقية الشَّرعيَّة عليها، فشفاؤها يحلُّ كثيرًا من المشاكل داخل الأسرة، ومنها المشكلة التي ذكرتها، فأخلَص من يعلِّم البنت الطَّبخ أمُّها، فعلاج أمِّها أساس في علاج جميع المشكلات الحادثة، والتي ستحدث مستقبلاً لا قدَّر الله.
رابعًا: ملازمة أمِّها في المطبخ.
وجِّه ابنتك أن تدخل مع أمِّها المطبخ، دون أن تباشر بيديها شيئًا، بل تنظر بعينيها طبخ أمِّها، وتكتب خطوات كلِّ طبخة في دفترها الخاص، وتحاول ألا تطبخ بنفسها بحضور أمِّها، وإذا طلبت منها أمُّها شيئًا في المطبخ، لتنفِّذه بحذافيره من غير اجتهاد منها، من أجل ألا تستفزَّ أمها فتلومها، فبمجرَّد نظرها لطبخ أمِّها يساعد في تعلُّمها فنَّ الطبخ.
خامسًا: متابعة القنوات الفضائية.
هناك قنوات فضائيَّة، وبرامج تلفزيونيَّة تعنى بالطَّهي والطَّبخ، وجِّه ابنتك متابعة مثل هذه البرامج التعليمية والتدريبية، ولا تنس برنامج الطاهية الخبيرة "منال العالم" التي تخرج معلمة لبنات حوَّى جميع ما تتخيل من أنواع الأكل، وأظنُّ لها كتابًا بفنِّ الطَّبخ، احرص على اقتنائه لابنتك.
سادسًا: مخالطة القريبات في العزائم العامة.
اطلب من ابنتك مشاركة النِّساء في المناسبات العامة، وذلك بالدخول معهن في المطبخ، والتعرف إلى كيفية عمل النساء داخل المطبخ، وكيفية إدارة عملية الطبخ من المقادير والإعداد والطهي والتقديم، وعقب التقديم غسل الصحون والأواني وترتيب المطبخ.
سابعًا: حمِّل ابنتك المسئوليَّة.
سافر مع زوجتك لوحدكما إلى العمرة، واترك ابنتك مع إخوتها، واطلب منها رعايتهم وخدمتهم، وطهي الطَّعام لهم، فالحاجة أمُّ الاختراع، وهذا سبيل كي تتعلَّم، فلا شكَّ بأنَّها ستتصل بقريباتها، وبصديقاتها، كي تتقن طهي الطَّعام لإخوتها، وتتغلَّب على قصورها في هذا الجانب، وأنت اتصل بها وقت إعداد الطَّعام لتطمئنَّ على سير العمل، ولو أشكل عليها شيء، يمكنك أن تسأل أمَّها وتأخذ منها الجواب أنت وتنقله لابنتك، ولا شكَّ ستكون حالة زوجتك النَّفسية عالية لكونها في رحلة خاصَّة، وبرحلة إلى بيت الله الحرام.
ثامنًا: لا تنس التَّحفيز والتَّشجيع.
المدح والثناء على طبخ ابنتك، يعطيها دفعًا للمضي قدمًا في وصولها إلى المستوى المطلوب في إتقان فنِّ الطبخ، والإطراء والمديح وإظهار الإعجاب يفعل فعلاً باهرًا في نفوس النِّساء عمومًا، فلا تهمل ولا تقصِّر في هذا الجانب، وتجنب عيب طبخها وضعفه تمامًا، وخاصَّة في مرحلة تعلُّمها.