فأتموا الصيام ..
10 رمضان 1434
عصام سلطان

حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الاسود من الفجر تبدأ رحلة الصيام ، فيبدو الصائم واضعا أمامه نهاية اليوم بأذان المغرب ، أو نهاية الطريق بانتصار إرادته ، هذا هو هدفه الذى يراه ولا يرى هدفا آخر غيره ، ربما يعطش ، وربما تمغص عليه بطنه جوعا ، وربما يرى غيره وهو يستمتع بالطعام والشراب ، بل ربما يرى غيره يهزأ به و بصيامه ويدعى أنه ليس إلا مجرد تعذيب للنفس لا طائل من ورائه ، ولكن الصائ...م فقط هو الذى يدرك الحكمة من صومه ، فتراه ينظر بإشفاق على صاحبنا ، داعيا الله له أن يذيقه متعة الصيام .. ومتعة انتصار الإرادة ..

 


إن إرادتنا فى استكمال ثورتنا ماضية ، لا ولن نلوى على أحد ، بعد أن رأينا بأم أعيننا كل الخيوط البيضاء .. والسوداء .. والرمادية ..
رأينا الرجال وأنصاف الرجال .. رأينا الصادقين والكاذبين .. رأينا الثكلى والمستأجرة ..

 


ربما نضرب أو نقتل أو نسحل أو يشهر بنا ، ولكنه عندنا كشعورنا بالعطش أو الجوع أثناء الصيام ، وربما يهزأ بنا البعض ، ممن نتوقع منهم ذلك وممن لا نتوقع ، ولكننا سننظر إليهم من عل ، داعين الله أن يذيقهم ما نحن فيه من متعة الذود عن الحياض والدفاع عن المبادئ التى لا تتجزأ أبدا مهما تغيرت الأحوال ، لأننا فقط من يدرك الحكمة من الثبات على المواقف .. كالصائم تماما الذى يدرك وحده الحكمة من صومه .. حين ترتسم الفرحة على قلبه بأذان المغرب ، وهى الفرحة الأولى .. أما الثانية فلا أتجرأ على وصفها لأنها ستكون عند لقاء الله ..!!

 


فإلى الشباب الأطهار ، فى ميادين مصر وقراها ونجوعها ، توكلوا على الله حق توكله ، واعتصموا بحبله المتين ، واثبتوا ، وأتموا صيامكم .. وسوف تفرحون مرتين بإذن الله ..‬
See More