إعلام أبي جهل!!
11 رمضان 1434
منذر الأسعد

حتى لو ألغى المرء عقله نهائياً، فاعتبر الانقلاب العسكري المصري ليس انقلاباً، أو سار وراء المصالح وداس على المبادئ مثل أم الديموقراطية ماما أمريكا، وتهرب من تسمية الأشياء بأسمائها المتفق عليها.

 

حتى لو فعل المرء ذلك، فإن من حقه أن يطرح جملة من الأسئلة التي لا مفر منها، ولو بمعايير القوم وشعاراتهم ذاتها.

 

المفترض في الجيش –بحسب بيان الانقلاب نفسه-أنه مع الشعب، وأنه ليس له موقف منحاز إلى طرف سياسي محدد. السؤال هنا: هل الملايين التي تحتشد في ميادين القاهرة وغيرها ضد ما جرى، أهي جزء من الشعب المصري، أم أنها من خارج مصر هبطت من كوكب آخر أو غزت مصر من بلد قريب، مثلما هبط الإسفاف في إعلام التضليل إلى حد نكران مصرية الرئيس محمد مرسي وادعاء أنه يرجع إلى أصول فلسطينية؟!!

 

وإذا كان الانقلابيون قد أغلقوا جملة من الفضائيات الإسلامية بعد ساعات من انقلابهم، ومن غير سند من القانون، فما لهم يتعامون عن الانحطاط غير المسبوق في وسائل الإعلام المعادية للإسلاميين جملة وتفصيلاً؟ لقد انحدر الخطاب الإعلامي المذكور انحداراً استفز منظمات حقوقية وإعلامية دولية لا يمكن اتهامها بـ"محبة" الإسلاميين ناهيك عن محاباتهم؟
ألا يستمع زعيم الانقلاب إلى التحريض الفاجر من قنوات فضائية على اللاجئين السوريين؟

 

وسؤال آخر: لماذا يتم التعتيم الإعلامي الممنهج على المتظاهرين ضد الانقلاب؟ بينما عمد الانقلابيون إلى تصوير مظاهرات أعداء الرئيس المنتخب من قبل طائرات الجيش نفسه، حيث جرى تعميمها وتضخيمها –إلى حد اختلاق عدد 33 مليون بلا قرينة موضوعية-كذريعة للانقلاب باعتباره "تلبية لمطالب شعبية"؟!!

 

من جانب آخر، ادعى الانقلابيون أنهم تحركوا وعزلوا الرئيس وأن مشكلتهم مع جماعة الإخوان، بينما ظهرت مقاطع شديدة الجلاء في أن العداء لدين الله تعالى، على الأقل من رموز كبيرة في جبهة الإنقاذ الذين استجاب السيسي لهم واختزل بهم الشعب المصري كله؟

 

حمدين صباحي مثلاً قال كلاماً لا يقوله مسلم البتة ومنه: "من الأفضل أن ينكر الإنسان الله ويكون قادراً على الألم والموت في سبيل العدل من أن يؤمن بإله لا يأمر بالألم والموت في سبيل العدل"!!

 

وزنديق يقول: لسنا دولة مدنية طول ما فيه محافظ بيصلي الفجر والرئيس بيصلي علناً!!
ألا يرى هذا المأفون زعماء الغرب جميعاً يؤدون طقوس العبادة النصرانية علانية؟ فقط المسلم ممنوع من الصلاة علانيةً؟ فما الذي يبقيه الصفيق لأبي جهل؟

 

وهناك كافر فاجر يتحدث بوقاحة فيتهم الإسلام نفسه ونبي الرحمة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالفاشية!! ويتباكى على أصنام قريش-كذا والله-!!

 

إنه استفزاز وقح للأمة في أغلى أقداسها، وهو ما لم يجرؤ عليه من قبل سوى الزنديق بشار الأسد، وإن كان أشد خبثاً من انقلابيي مصر اليوم إذ ترك مهمة بث الكفر والطعن في الدين للرعاع من شبيحته!! بينما هنا نرى رموزاً رئيسية تنطق بالكفر البواح دون حياء!!