سؤال للسيسي: هل القرآن كتاب للإخوان فقط؟
15 ذو القعدة 1434
منذر الأسعد

نجح الانقلابيون في مصر في نطاق بعض الساذجين إذ خيلوا إليهم أن معركتهم محصورة في جماعة (الإخوان المسلمون)، وذلك من خلال إعلام تضليلي احتكاري في عصر الفضائيات اتهم كل من يعارض الانقلاب بأنه إخواني أو أن الإخوان غسلوا دماغه!! كما أوحى تركيز حملات الاعتقالات بشيء من ذلك..

 

لكن تلك الألاعيب سقطت بأمرين اثنين: ثانيهما عملية فرض دستور مفصل على مقاس اللادينيين، الذين اشرأبت أعناقهم لاستئصال الإسلام جملة من الحياة في مصر وحصره في المسجد بطريقة صوفية بليدة تشبه ما قررته مؤسسة راند الأمريكية للإسلام الذي يرضى به اليهود والنصارى في بلاد المسلمين، بل إن هؤلاء الزنادقة لم يبلغ بهم العداء للإسلام أن يتصوروا انطلاق حملات ممنهجة من حكومة الانقلاب للتضييق حتى على المساجد وروادها، بذرائع لا تنطلي على طفل على تخوم سن التمييز. وتولى كِبْر هذا المروق مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ومفتو ضلالة "متطوعون لإرضاء شياطين الإنس والجن..

 

وأما أول عنصر عكر على الانقلابيين خطة خداعهم للأمة، فهو التمكين المشين لغلاة الزنادقة من بث سمومهم في المجتمع، عبر وسائل شتى.

 

فبعد تطاول السفهاء المارقين على الإسلام وعلى نبينا الكريم وتشويه حقيقتها بالمفتريات الرخيصة، اجترأ هؤلاء على الاستخفاف بكتاب الله تعالى، حتى نشرت قبطية صليبية دنيئة كلاماً لا يقل عنها سخفاً وبذاءة، وأطلقت على كفرها وهرائها "سورة السيسي" والعياذ بالله من كل أفاك أثيم!!

 

ونشر بائس آخر كلاماً تافهاً يتملق فيه قائد الانقلاب، ولكن من خلال التلاعب بآيات الله تعالى وتحديداً قوله سبحانه: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً).

 

لا يستطيع عبيد الانقلاب تبرير هذا الكفر الحقير باسم الحرية، فالحريات في أسوأ حالاتها في تاريخ مصر المعاصر، بشهادة المنظمات الحقوقية الغربية التي لا تؤمن بديننا.. وإذا تشدقوا بالحريات فلم يسجنون كل من يسمي خيانة السيسي انقلاباً مثلما تستحق في أبجديات علم السياسة؟ أم أن كرامة الانقلابي فوق كرامة الإسلام ومقدساته؟

 

أم إن القوم يتعمدون هذا المستوى من السفالة لكي يستفزوا الشباب المسلمين فيتصرفوا بغضبهم ومشاعرهم، ليصبح لدى الانقلابيين شبهة تدعم فريتهم القائلة إنهم يحاربون الإرهاب المزعوم؟

 

إن الشهادة لله توجب علينا أن نقول: إن حسني مبارك على كرهه للإسلام واستبداده وتضييقه على العلماء والدعاة ونهبه المنتظم للبلاد على مدى ثلاثين سنة، لم يهبط إلى الدرك الذي تدنى إليه انقلاب السيسي في شهرين!!

 

وقد كان سقف الطعن في دين الله في عهد المخلوع أقل وقاحة وغطرسة بما لا يدع فرصة لمقارنته بما وقع من طوام في عصر السيسي.. والأشد إثارة للاستغراب أن مبارك لم يقدم نفسه في أي فترة من حياته على أنه شخص متدين، بينما جرى التركيز على أسطورة تَدَيُّن السيسي تركيزاً يجعل الحليم حيران، وبخاصة بعد أن ترك الكفر البواح من فجرة التغريب وكفرة القبط يتجاوز كل الحدود!! حتى حدود الخيال..

 

إن العاقل –حتى لو كان كافراً والعياذ بالله-لا يستفز شعباً عميق التدين كالشعب المصري، الشعب الذي افتخر دائماً بإسلامه ونافح عنه بكل طاقته، ووفقه الله تعالى إلى التحرر من ضلالات العبيديين الطغاة، وأحال الأزهر إلى قلعة من قلاع أهل السنة بعد أن كان قد أسسه الباطنيون لنشر دينهم الضال.