ألا ليت عصر الحريم يعود يومًا!
14 ذو الحجه 1434

وردتنا هذه الرسالة من إحدى متابعات الموقع وننقلها لكم بنصها:

        أثناء تجولي في تويتر، إذا بي أرى وسما لقيادة المرأة في السعودية يوم 26 أكتوبر، فقلت لم لا أعرض تجربتي علها تنفع بنات بلاد الحرمين العزيزات على قلبي، فالسعيد من وعظ بغيره لا بنفسه. أنا لا أقول بأن القيادة شر محض، ولكن نادرات هن اللواتي يمسكن بزمام الأمور بعد خوض تجربة القيادة، وبالمثال يتضح المقال. وكوني على علم بأن جميع الأمثلة هي واقع أعيشه في عائلتي وأراه في معارفي.

      أنا فتاة من دولة خليجية مجاورة، أعيش في بيت قائم على تبادل الأدوار بين الأم والأب، وذلك بسبب سوء استخدام القيادة. عندما تجاوزت 18 سنة، الكل كان ينتظر مني المبادرة بطلب رخصة السياقة، ولكنني لم أفعل حتى لا أعيد قصة أمي. للأسف لم تدم تلك الحال، فالميزان الداخلي في مجتمعنا قد قُلب، فأهلي يرون بأني بهذا القرار أنانية لا أساعدهم، فنحن نعيش في منطقة نائية لا تقبل سائقة أن تأتيها بشكل دوري، وأبي يرفض إدخال رجل غريب المنزل ولسان حاله يقول: لماذا أدخله وأنتن موجودات؟!

     بعد عامين، قررت القيادة، اجتزت الامتحان بنجاح، وفرضت شروطي؛ فأنا لا أقود إلا في 4 ضواحي قريبة من منطقتنا، ولا أذهب إلى مراكز التسوق بمفردي. وقد ادعيت الجبن أيضا، وقلت: بأني أخاف من الأماكن المزدحمة، فلا تفكروا أني أقود هناك، وإن كانت تلك الأماكن في مدينتي. كل ذلك حتى لا يُسحب بساط القوامة من تحتي. وبالرغم من ذلك، سُحب جزء من ذلك البساط، وها أنا أتجرع الألم. اقرئي المواقف التالية بقلبك:

*أمرض فلا أجد من يقول: تعالي أذهب بك إلى المشفى؛ لأنه ضمن المنطقة التي أقود فيها السيارة، فأذهب لوحدي.

*أستيقظ من قيلولتي الساعة 3 والنصف فزعة على صوت الهاتف، أرد فيقال لي: "أختك في المدرسة انتهى دوامها منذ نصف ساعة، ولم يذهب إليها أحد اليوم فالكل مشغول وناسٍ". أصرخ يالله وأرتدي عباءتي وخماري على عجل وأقود السيارة بنفسية غريبة، وأنا فزعة مشدودة، كيف لا، وقد كنت أغط في نوم عميق قبل 3 دقائق؟

*عندما كنت في الجامعة، لم يعد بوسعي استغلال الوقت في السيارة، والمذاكرة قبل الامتحان فأنا التي أقود الآن. كذلك عندما ينتهي دوامي الساعة الخامسة عصرا وقد خارت قواي، أقود السيارة داعية الله طوال الوقت أن يوصلني سالمة إلى المنزل.

*أذهب إلى الجمعية التعاونية لوحدي لشراء حاجيات المنزل، فأرى رجلا مع زوجته لا يسمح لها بحمل طبق البيض ويخيرها أي نوع تريد، وأنا قبل ذلك الموقف كنت أحمل صابون الملابس الذي يزن كيلو أو كيلوين لوحدي، فأتمتم: (الله يهنيك ويسخره لك ويسخر لي محارمي).

*سافر أبي - أعاده الله سالما غانما- فأصبحت أنا من ينهي معاملاته البنكية و .... إلخ.

*أريد حضور حفل زواج صديقتي، أذهب إلى الصالون (المشغل النسائي) لوحدي. المشكلة ليست في الذهاب إنما في العودة كيف لي أن أقود السيارة؟ قد كنت في السابق كالأميرة أجلس على المقعد الخلفي، وأخلع حجابي للحفاظ على التسريحة والمكياج، فالسيارة مظللة بشكل قوي، أما الآن فأستودع الله زينتي، وأحكم حجابي وأقود.

هذا على سبيل المثال لا الحصر وعلى مستواي الشخصي، ما رأيك أن أنقل لك صورة قريباتي ومعارفي؟ إليك التالي:

*أخت تعجب بقطعة أثاث في منزل أخيها، فتسأله عنها، فيقول اذهبي للمنجرة الفلانية وقولي له: أريد كذا كذا.

*أخت تجول في الصناعية بين محلات السيارات بحثا عن إطار لسيارتها، وإخوانها في بيوتهم.

*زوجة تُركب (الصباغ أو الكهربائي أو أي عامل) سيارتها حتى يصلح عطلا في المنزل، هنالك من فعلت ذلك برفقة أبنائها الصغار وهنالك من عرضت نفسها للخلوة.

*اختفاء الأب في النزهات العائلية الأسبوعية. تذهب إلى منطقة الألعاب في المراكز التجارية فتجد الأم وأبناءها فقط.

أكرر ثانية: هذا على سبيل المثال لا الحصر. يا ترى ما الذي حصل؟ ما الذي قلب الآية؟ كيف نزعت الغيرة من قلوب الرجال والحياء من وجوه النساء؟ لماذا الرجال في المجالس والنساء في الشوارع؟ الإجابة تتلخص في هذه السلسلة من الأحداث التي تكررت في هذه المنازل:

*بادئ الأمر، تقود المرأة السيارة لمشاويرها الخاصة (صالون، طلعات مع صديقاتها، العمل، توصيل الأولاد).

*بعد ذلك يتوسع الأمر وتتشجع، فتذهب إلى المراكز التجارية والمناطق المزدحمة، وتقضي حاجياتها بنفسها فتشعر بالفرق (فهي سريعة في إنجاز ذلك، ولا يرافقها شخص يتململ من تجولها بين المحلات كزوجها أو أي من محارمها).

*عندما يعرض عليها زوجها الذهاب إلى السوق، أو الجمعية لشراء الحاجيات كما اعتادا ذلك من قبل، ترد عليه قائلة بكل زهو: لا سأذهب بنفسي، فأنا أسرع منك، أو لا تعجبني قيادتك. (هذا واقع، وقد حصل أمام عيني وتصر عليه أن أركب مكاني وأنا سأقود السيارة، وفعلا يتبادلان الأماكن).

*الرجل هنا سقطت عنه بعض المسؤوليات، أصبح لديه وقت فراغ، فيقضيه في المجالس، أو يخصص لنفسه يوما كل أسبوع للمبيت في البر.

*هي بعد مدة، ستصحو من غيبوبتها، وسترى أنها أصبحت أما وأبا في الوقت ذاته، وأنها لا تملك وقتا لنفسها، فهي حبيسة المحبسين: السيارة والعمل إن كانت عاملة. نتيجة لذلك، ستحاول استرداد مكانتها السابقة، فتطلب منه مرة أخرى قضاء حاجياتها ومشاويرها، لكنه الآن سينزعج وربما يرفض قائلا لها: اذهبي أنت.

لا أقول إن الرجوع إلى الوراء مستحيل، ولكنه صعب جدا خاصة إذا مضى على ذلك وقت طويل.

انتهت القصة، ولكن هل تسمحون لي بصرخة؟

أنا فتاة ومع ذلك أشعر بأني رجل!

أشعر بأني أم عزباء

سموني بما شئتم

أريد أن أشعر بالقوامة

أريد من يقول لي:

لا تخرجي.

قري عينا وقري في المنزل.

أنا الذي سأخرج

أنا الذي سأحمل عنك.

يذهب بي إلى المستشفى.

أتعلمين قبل أسبوع قرأت سؤالا تسأله إحدى الفتيات المقبلات على الزواج:

يا ترى سيارتي التي اشتراها لي أبي أأرجعها إليه؟ أم آخذها بعد زواجي؟

آه لو كنت مكانها

لأرجعت مفتاح السيارة

 على طبق من ذهب

قائلة: شكرا أبي، حان الوقت لأستعيد أنوثتي

يا رب كما أعدت عزيرا عليه السلام، وأصحاب الكهف إلى الحياة، فأعد لمحارمي رجولتهم.

يا رب ألق الحياء في وجوه نسائنا، والغيرة في قلوب رجالنا.

اللهم لا شكوى، ولكن هي كلمات أردت بها بيان الوجه الآخر لقيادة المرأة، علها توقظ الغافلات المؤمنات وتثير رجولة الذكور.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

أختكم: إحدى متابعات موقع لها أون لاين.

المصدر/ لها أون لاين