9 صفر 1435

السؤال

ابني عمره 7 سنوات عنده مشكلة في توصيل المعلومة غير قادر عن التعبير عن نفسه فماذا أفعل؟

أجاب عنها:
يحيى البوليني

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أخي الفاضل الكريم
نشكر لك ثقتك في موقع المسلم ومستشاريه ونسال الله أن يجري الحق على ألسنتنا وقلوبنا وان يرينا الحق ويثبتنا عليه وأن يرزقك رزقا حسنا وان يرفع درجاتك في الدنيا والآخرة.
أخي الكريم
إن الأولاد من زينة الحياة الدنيا بل جعلهم الله سبحانه من خير متاعها، فقال سبحانه: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ولا تقر عين الإنسان رضا إلا برؤيتهم سعداء، ويحرم كل منا نفسه من كل متع الدنيا في سبيل نظرة فرح وسعادة يشعر بها أحدهم، وبالمقابل تتكدر الحياة على الأب وإلام ولا يشعر أحدهم بأي طعم لها إذا ألم بأحدهم أدنى ألم كما قال الشاعر:
لو هبت الريح على بعضهم *** لامتنعت عيني عن الغمض
ويعد التواصل بين الطفل وأهله أول أبواب السعادة لهم حيث تكون لكل كلمة رونقها وجمالها منهم ويسعد بها الأبوان على عوج ألسنتهم في البداية، وعندما يضطرب هذا التواصل يتكدر الجو الأسري كله، ولك حق أخي الكريم في بحث حالة طفلك حيث يعد بلوغه السابعة دون أن يستطيع أن يعبر تعبيرا واضحا عن نفسه أمرا مزعجا للجميع وينبغي بحثه والسؤال عن أسبابه ومحاولة إيجاد الحلول له.
ونظرا لقلة الكلمات التي أرسل بها لنا الأخ الكريم عن حالة طفله والتي لا يمكنها أن تصور لنا الحالة تصويرا دقيقا فسنضطر للرد بصفة عامة على السؤال ونسأل الله التيسير والإعانة، ويحسن أن يكون الرد في عدة نقاط وهي:
- في البداية ربما لا يكون تقييمك دقيقا طبيا ونفسيا وسلوكيا، فقد يكون طموحك ورغبتك في تقدم ابنك هو مقياسك الوحيد للتقييم، وقد تكون المقارنة ظالمة بغيره من أقرانه، فربما لا توجد مشكلة سوى في رغبتك فقط في أن تراه أفضل الناس، وهنا لا توجد مشكلة وعليك أن تقنع نفسك بمستواه التواصلي والاجتماعي وبإذن الله يتقدم مع مرور الوقت.
- ربما يكون ضعف التواصل نتيجة خطأ تربوي من الأبوين أنفسهما حيث يكون الأبوان من الخشية المفرطة على ابنهما فلا يسمحان له بالاختلاط بغيره فلا يجد الطفل مسرحا للعبه مع أقرانه يستطيع أن يتواصل بصفة طبيعية مع غيره من الأقران أو الوالدين، وقد يكون الأبوان مشغولين عنه فلا يتم التواصل معه فالطفل يحتاج لكي يتعلم المفردات بالخطاب الفردي معه.
- تبدأ مرحلة التواصل مع الطفل من حاسة الأذن فكلما كان سمعه سويا وصحيحا كان تواصله اقرب فينبغي التأكد بعد الفحص الطبي من سلامة حاسة السمع، وحينها لا يكون ولدك في حاجة للعلاج السلوكي قبل العلاج الطبي.
- لم يذكر السائل الكريم هل تأخر الطفل في الكلام أم لا، فتأخره في الكلام قد يؤدي إلى ضعف حقيقي في التواصل لا يتناسب مع سنه ولكنه بمرور الوقت إذا لم يتحسن قد يحتاج لأخصائي في التخاطب، والأمر يسير بإذن الله.
- وأيضا ربما يكون ضعف التواصل هذا مرضيا – وأسأل الله إلا يكون ذلك – وهنا لابد لك من عرض طفلك على طبيب متخصص ليستطيع أن يحكم على كل هذه التساؤلات ليبين لك هل أنت محق فيما تشعر به أم لا وهل ضعف تواصله ناتج عن سبب طبي أو سلوكي واجتماعي؟ وعلى ضوء ما سيرى ويشخص سيكون العلاج المناسب بإذن الله.
يسر الله لك أخي الكريم وأراح بالك على طفلك ورزقك وإياه حسن القول والعمل كما أسأله أن يبارك لك فيه ويجعله قرة عين لك ولأمه.