واشنطن بوست تهاجم أوباما
26 صفر 1435
منذر الأسعد

شنت صحيفة واشنطن بوست الشهيرة –مؤخراً-هجوماً حاداً على الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب تخبطه السياسي العجيب في الموقف من مأساة الشعب السوري..

 

الصحيفة -في افتتاحيتها وليس في مقالة رأي- سخرت من أوباما الذي سبق أن تباهى بأن سياسته إزاء "الأزمة السورية" فوصفت الواشنطن بوست ذلك التباهي بأنه فارغ.

 

وتوقفت الكلمة الحادة عند شخصية سوزان رايس- مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي-التي كانت من صقور التدخل العسكري في ليبيا ودارفور مع أنها كانت يومئذ تشغل منصباً دبلوماسياً لا أمنياً-كانت مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة-. بينما تصرح الآن أن المسألة السورية شديدة التعقيد، وذلك في مسعى يائس من جانبها لتبرير تخاذل بلادها إزاء محنة الشعب السوري المؤلمة.

 

وقالت الصحيفة: (لسوء الحظ، لم يدهش فريق أوباما الإعلامي بهذا التفاخر مثلما لم يعجبنا، ولم يسأل أحد الرئيس سؤالا، ولكننا نتقدم ونسأل السؤال الذي لم يسأل: سيادة الرئيس:

سورية تقوم بإجراءات للتخلي عن أسلحتها النووية كما تقول، وفي الوقت نفسه مضى أكثر من عامين على توقعك وطلبك من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة، ومع ذلك فقد عزز الأسد موقفه ولا يزال يرتكب الجرائم).

 

وتابعت واشنطن بوست مخاطبتها لأوباما قائلةً: “تقوم قوات الأسد بمحاصرة آلاف السكان، وكما يقول وزير خارجيتك تقوم قواته بتجويعهم حتى الموت وبشكل متعمد.  وتقوم مروحياته بإلقاء البراميل المتفجرة على العمارات السكنية في حلب من الطائرات، "وهي قنابل محشوة في العادة بقطع حديدة، وقطع سيارات وآلات حادة ومتفجرات كما أخبر أحد الناشطين صحيفة وول ستريت جورنال"، وشرد 9 ملايين سورية- أكثر من ثلث السكان- من بيوتهم، فهل هذه الحقائق تنسجم مع حديثك عن “الدفاع عن مصالحنا حول العالم؟”).

 

المقالة قوية وصحيحة إجمالاً، لكنها تثير العجب من الإعلام الأمريكي الذي لم يكن أحسن حالاً من ساسته، فهل استيقظ بعد ثلاث سنوات من هذه الوحشية التي يعرفها الإعلاميون جيداً؟!.. وفي الوقت نفسه، نلاحظ اجتناب أي إشارة إلى العنصر اليهودي في خلفية الموقف الأمريكي الذي تحتج الصحيفة عليه!!